بقلم | آيات عرابي
المشهد الأول
عمر البشير يعود إلى الخرطوم قادماً من الرياض ويرسل في استدعاء الصول بلحة من القاهرة
الرسالة المشفرة المرسلة من الرئاسة السودانية تقول :
“احضر حالاً”
المخابرات الماسرية لا تفهم الرسالة رغم محاولاتها المتكررة لفك شفرتها
الصول بلحة نظر في الرسالة عدة مرات ثم سقطت حبة (رز) من الورقة ففهم مغزى الشفرة على الفور
طائرة الصول بلحة تحط في مطار الخرطوم وينزل منها الوفد المرافق لبلحة لإعادة استقباله في المطار ثم يجري بعد ذلك إعادة تخزين الوفد المرافق في الطائرة وشحنهم وتزييتهم لاستخدامهم في استقباله مجدداً حين عودته
بلحة يصل بسرعة إلى قصر الرئاسة في الخرطوم ويستقبله البشير بملامح يبدو عليها التعالي والقرف نوعاً ما وإن لم يمنعه ذلك من اصطناع ابتسامة دبلوماسية من حين لآخر
يشير البشير بيده في عجرفة, فيدخل الحرس حاملين أجولة من (الرز) السعودي
يقفز بلحة غير مصدق ويتدلى فكه السفلي ثم يتمالك نفسه ويسأل البشير :
“إيه ده طال عمرك ؟”
البشير : ده روز يا ولد عشان حلايب وشلاتين !
لا يتمالك بلحة نفسه فتنتابه حالة من (الزقططة) ويرقص عشرة بلدي من شدة الفرح
فين الاتفاق معاليك عشان اوقع حالا ؟
يشير البشير إلى الاتفاق على طاولة وهو يحرك يده بعجرفة وعلى وجه علامات اشمئزاز كتلك التي تراها على وجه محمد هنيدي ولسان حاله يقول (جتكم القرف مليتو البلد)
المشهد الثاني
(بين التحرير ونقابة الصحفيين)
المواطنة نوجة وصديقتيها (مهجة وسكرة) تقفان في التحرير ملوحات بالأعلام السودانية
وأصوات الزغاريد تملأ فضاء الميدان احتفالاً بالنصر المؤزر
منى البحيري وصديقاتها يقفن ملوحات بصور البشير وبلحة في الميدان
طائرات ترسم قلوباً فوق شراذم المواطنين الشرفاء وبعض الضباط يوزعون علباً من العصير من انتاج الجيش الثاني
ميكروفونات عملاقة تبث كلمة الزعيم بلحة التي يتردد صداها عبر الأجيال :
“أمي قالت لي ما تخدش حاجة مش من حقك”
وردود أفعال احتفالية من المواطنين ترحيباً بكلمات الزعيم بلحة وأحاديث عن أمه !!
وفجأة اهتز الميدان بالهتاف والترحيب (لا أحد يعلم على وجه الدقة كيف اهتز الميدان مع الأعداد الهزيلة لكنهم يقولون ان الميدان أخذ يهتز لدرجة أن بعض المواطنين سقطوا على الأرض)
منى عبد الناصر دخلت إلى الميدان وهي ترقص
وقفت منى عبد الناصر لتخاطب جموع المواطنين الشرفاء وأكدت لهم أنها عثرت على وثيقة في شورت والدها تفيد بـ “سودانية” حلايب وشلاتين .. هذه المرة لم تترك المجال للصدف وجاءت بشورت عبد الناصر ورفعته على رؤوس الأشهاد للتدليل على صدق روايتها.
اهتز الميدان مرة أخرى لهتافات المواطنين الشرفاء حين رفعت منى عبد الناصر شورت والدها.
(نقابة الصحفيين)
المواطن دومة يقف في مواجهة الكاميرا مهللاً للنصر الاستراتيجي الكبير الذي تحقق بالتنازل عن حلايب وشلاتين ويرد على سؤال المراسل في كلمات خنقها الترامادول, وخلدت الحدث التاريخي ليقول : دواير شلاضيم سودانية
المواطن موءة يبذل مجهوداً كبيرا وهو يذرع سلم نقابة الصحفيين جيئة وذهاباً وهو يمني نفسه بـ “الخمسين جنيه”
المشهد الثالث
(نقابة الصحفيين برضك)
*ملحوظة : كلمة “برضك” كتبت بصوت أحد المواطنين الشرفاء في المشهد السابق
جموع تحتشد رفضاً للتنازل عن حلايب وشلاتين
الشوارع تمتليء ولا مكان لقدم
تشكيلات الأمن المركزي تحاصر المكان ووجوه مجندين وضباط تبدو عليهم ملامح البلادة يرفعون بنادق المطاطي والغاز تحسباً
ثم يخترق خالد علي حشود الأمن المركزي ليرفعه بعض المواطنين على الأكتاف, فيهتز يميناً ويساراً ويتحول إلى مروحة
بعد ترديد بعض الهتافات
خالد علي يطلب من المحتجين الانصراف والعودة بعد شهور في يوم عيد استقلال السودان ويؤكد أنه تقدم باقتراح لمؤتمر الشبيبة الثورية الجماهيرية العربية الاشتراكية العاملة, بإنشاء طريق بين حلايب وشلاتين من ناحية وتيران وصنافير من ناحية أخرى وقام برفع قضية بـ “مصرية” حلايب وصنافير
ينصرف الجميع وبعضهم يكتب عدة تغريدات عن ثورية خالد علي
ومازال المواطنون ينتظرون حكم مجلس الدولة ((التاريخي)) بمصرية حلايب وشلاتين ليضعوه في برواز إلى جانب حكم مصرية تيران وصنافير ليلتقطوا بعض الصور التذكارية
*ملحوظة : موقفي هو أنني اقف متفرجة على استغلال البشير المفرط في جنوب السودان لموضوع حلايب وشلاتين كما لا ادعم بطبيعة الحال فقاعة الانقلاب في مصر الذي باع تيران وصنافير ويدعي التمسك بحلايب وشلاتين
أي أنني لا انحاز لأي من الطرفين ولن أشارك في تلك (الخناقة) المفتعلة التي لن تخسر فيها الا الشعوب المسلمة الشقيقة المسكينة في مصر والسودان