ربما يستنكر البعض السقوط المهين والمذل للأندلس عبر اربعة قرون ، فالأندلس لم تسقط فى يوم واحد او حتى بضع عقود ، ولكنها سقطت عبر عدة قرون ، بدأت تحديدا منذ انهيار صرح الخلافة الأموية فى الأندلس ، وتمزق الارث الخلافى الى اكثر من 25 دويلة تقريبا ، بدأ بعدها سقوط المدن تباعا ، مدينة سالم ، سمورة ، برشلونة ، قلمرية وغيرها من المدن ، وحوصرت العاصمة القوطية القديمة “طليطلة “، وظلت محاصرة تسعة اشهر ، تعانى الويلات والجوع والحرب ، حتى أكل اهلها الجرزان ولحوم الكلاب والقطط ، بينما لم يتقدم لنجدتهم احد من ملوك الطوائف ، بل ان الكارثة الكبرى حدثت اثناء الحصار وذلك عندما ذهبت مجموعة من كبار فقهاء المدينة يتفاوضون مع الفونس السادس ويهددونه بانهم سيستعينوا باخوتهم من الممالك المجاورة فاذا بالفونس يصدمهم عندما يريهم مندوبى ملوك الطوائف الاخرين وقد قدموا اليه ليقدموا له فروض الطاعة ، ويخبرونه بان طليطلة لا تعنيهم !!!
ثم تتابع السقوط وتتابع الصراخ من الأندلس وتتالت الاستغاثات مرة الى آل عثمان فى اسطنبول واخرى الى ملوك المغرب الوطاسيين وثالثة الى الحفصيين ملوك تونس ورابعة الى مماليك مصر ولكن لم يسمع احدا النداء ، وتعلل الجميع بمشاكلهم او بعد الشقة وطول المسافة ، وتركت الأندلس لمصيرها المحتوم حتى انتهت الى فاجعة كبرى قتل فيها وحرق ملايين المسلمين واقصد هنا محاكم التفتيش التى قتلت واحرقت المسلمين .
اذا فان سقوط الأندلس بوجهة نظرى لم يك الا بداية الفواجع فى تاريخ الأمة الأندلسية الشهيدة ، التى استفاقت من تمزقها وحروبها الداخلية الى جرائم طرد وقتل وحرق واغتصاب وتنصير واسوأ انواع العذاب على يد مجرمى ديوان التحقيق الرهيب المرعب.
يمر كلامى هذا والبعض منا يعتصر ألما ، بينما الآخرين يصبوا غضبهم على ملوك المسلمين الذين تركوا الأندلس فريسة لقشتالة ، وذهبنا جميعا نكيل للعثمانيين والمماليك وبنى الاحمر وبنى وطاس والحفصيين الاتهامات ،،، ونسينا ان فلسطين تضيع الان من ايدينا وخلفها سورية والعراق وجنوب السودان وامما مسلمة اخرى ونحن كشعوب ، فضلا عن ملوك خونة يحكومننا ، لا نحرك ساكنا ، بل ذهبت بنا الوقاحة الى حد اكبر وجرم افظع حينما قلنا فلسطين للفلسطيننين يحررونها دوننا او كما قال البعض ان اليهود عنده افضل من الفلسطينيين ، وانشغلنا عن باقى قضايا امتنا بمباراة للكرة او برنامج للاغانى او حبيبة نتغزل فيها.
ان التاريخ لا يعيد نفسه ، ولكن الاغبياء والجهال يكررون اخطأئهم فتدور بهم الدائرة كما دارت بأجدادهم “ولن تجد لسنة الله تبديلا”
المقال منقول من صفحة المسلمون في الاندلس