منذ قرنين فُكِّكَ المجتمع كله واُعيد نسجه حول الثكنة العسكرية بعد أن فرض عميل فرنسا محمد علي التجنيد الإجباري وقتل نسبة كبيرة من عدد السكان في مصر في أعقاب الثورة التي قامت ضد التجنيد الاجباري
واُجبر المجتمع كله بالحديد والنار على الالتزام بتعاليم (المؤسسة) وفُرضت عقوبات وصلت إلى القتل في حالة مخالفة الأوامر في التجنيد الإجباري
يمكن القول أن عصر الحديد والنار والإرهاب المؤسساتي بدأ في عهد عميل فرنسا محمد علي
ومحمد علي تاجر الدخان لم يكن يتصرف من تلقاء نفسه بل كانت خلفه شبكة ماسونية كاملة يقودها وينظم حركتها قنصل فرنسا (دروفيتي) الذي كان يرأس محمد علي في المحفل الماسوني
وجرى حبس المسلمين في قراهم وصارت الحركة بتذكرة
وأقيمت منازل المجندين (قهراً) حول الثكنات
وصار رجال فرنسا هم من يرسمون صورة الحياة في مصر
ان حبس المسلمين في بلادهم ونقلهم من مرحلة (المسلم الحر) إلى مرحلة (المواطن) في دولة يحكمها الأخ الأكبر غير المنظور (الدولة والوطن) تطلب مجازر ارتكبها محمد علي قتل فيها نسبة كبيرة من سكان مصر (4 آلاف من حوالي مليون)
ولم يخل الطريق لمحمد علي الا بالقضاء على قوة المماليك وهي خطة وضعها له جواسيس فرنسا في مصر كما تشير الظروف
وكما قام السلطان صلاح الدين الأيوبي رحمه الله بتدمير جيش العبيديين في مصر وبهذا استطاع ازالة نظام الحكم المعادي للاسلام وإقرار نظام اسلامي, فإن العكس تماماً جرى في مذبحة القلعة حيث زالت من مصر أي قوة تمثل الاسلام (وان كانت قوة فاسدة أصابها الوهن لكنها كانت تمثل الاسلام) في مواجهة عميل شيعي ماسوني خارج عن الإسلام ومن خلفه جواسيس فرنسا وصارت مصر مفتوحة أمام أعدائها
صارت مصر كقطعة من الصلصال في أيديهم يشكلونها كيفما شاؤوا
ثم عاد رفاعة الطهطاوي (لا سامحه الله ) من فرنسا بكل الأفكار الماسونية التي كانت تضطرم وقتها في الغرب عن الوطن وحب الوطن .. الخ
وكان على علماء السلطان أن يبحثوا في الدين ليلووا أعناق النصوص ليستخرجوا منها تفسيرات تدعم (حب الوطن) أو الدين الجديد وتزيد صنم الدولة رسوخاً ليُعبد من دون الله
ومن بعد ذلك جاء المغتصبون فكرياً ليحدثوا الناس عن الوطن وعن الحدود وعن عظمة الدولة والمؤسسات .. الخ
هكذا اُقيم الصنم الذي يُعبد من دون الله بالحديد والنار والإرهاب وعلى جثامين المسلمين الذين لم يتوانوا عن المقاومة
ولهذا, فإن تفكيك #الجيش_المصرائيلي هو تفكيك لفكرة الدولة العلمانية الحدودية وتفكيك لقرنين من التخريب
*مقال سابق عن الحكم الجبري
#آيات_عرابي