يقول اللورد دافرين, أول مندوب سامي بريطاني بعد الاحتلال في تقريره عن مصر :
“لا يمكن المحافظة على النظام في القطر المصري إلا بتأديب أهله بواسطة
أستاذ من الأجانب وبالسوط الوطني”
(ص 77 جذور العداء)
هذه هي عقيدة المؤسسات الحقيقية, أنها كرباج للمحتل يتم تغليفه تحت مسميات تخفي حقيقته
لا يمكن أن تنجح أي ثورة تهدف لاستعادة الشرعية إلا بفهم حقيقة المؤسسات وأنها (كرباج) المحتل وطوق العبودية الذي تركه خلفه قبل أن يرحل.
المؤسسات نفسها تدرك طبيعة دورها, بينما البعض يحاول أن يبدو ملكياً اكثر من الملك, فيدعي لها شرفاً غير موجود أو وطنية مزعومة ,,
المؤسسات مصنوعة لتبدو من الخارج وطنية وليبدو أفرادها من الخارج مثلك
وربما صلى بعض أفرادها الجمعة أو صاموا
أو مارسوا اسلاماً فولكلورياً
ولكنهم في النهاية يعملون ويتلقون رواتبهم من اجل الحفاظ على مصالح المحتل
هناك كتاب بعنوان Policing Islam : The Occupation of Egypt
ويعني العنوان (فرض النظام على الإسلام أو ممارسة أعمال الشرطة على الإسلام : احتلال مصر)
والكتاب يشرح مفهوم المؤسسات من وجهة نظر تأريخية أوربية
والعنوان وحده يكفي لفهم طبيعة المؤسسات حتى لو لم تقرأ الكتاب
هذه العقيدة لا تقتصر على مرحلة النشأة فقط, فمازال ضباط الجيش المصرائيلي يتلقون تدريبهم في الولايات المتحدة ثم تظهر نتائج هذه العقيدة في ضربات الطيران الصهيوني في سيناء, كما أن المخابرات العامة هي جهاز انشأه ضباط المخابرات الأمريكية الذين كانوا يقومون بتشغيل عبد الناصر, ودربوا ضباطه من البداية وهي مسألة فصلتها عدة مراجع كما أن أمن الدولة من البداية كانت جهازاً بريطانيا ثم استلمته الولايات المتحدة واشرفت المباحث الفيدرالية على تدريبه في نفس فترة انشاء المخابرات العامة في عهد المقبور عبد الناصر وما زال ضباط أمن الدولة يتدربون على التعذيب وغيرها من الاساليب في معاهد تابعة للمباحث الفيدرالية في فيرجينا (كما ذكرت برقيات الويكيليكس المرسلة من حسن عبد الرحمن)
عقيدة المؤسسات هي ((إطفاء)) الاسلام في مصر ثم يجري تغليف تلك العملية بمسميات من بينها (محاربة الإرهاب)
وهو ما يشبه أن تعلق على البطيخة لافتة مكتوب عليها (تفاحة) !!
لا يمكن أن تنجح أي ثورة إلا بفهم هذه الحقائق الا في حالة حدوث تغيير مدعوم من الغرب يزيل واجهة النظام القائم ويبقي على المؤسسات كما حدث مع الاحتلال البريطاني لمصر سنة 1882 وكما حدث مع انقلاب يوليو 1952 وكما حدث في مرحلة كنس العناصر السوفييتية فيما سماه الاراجوز الأمريكي السادات بثورة التصحيح وكما يرغب البعض أن يحدث الآن بالاطاحة فقط برويبضة الانقلاب والابقاء على المؤسسات عن طريق التسويق لما يسمى بالاصطفاف.