مقال تخيلي كتبه الخبير الاستراتيجي شكري أبو خيبتها وهو أحد حمير نخب العمل الصحفي والإعلامي المنتشرين في عالمنا المنكوب والمقال كتبه السيد أبو خيبتها في صحفية ((أبو رشا))
المقال
تستطيع الشعوب العربية الآن ان ترفع رأسها بعد هذا الشموخ الذي ظهر عليه زعماء الأمة بالأمس في اسطنبول. الرسالة القوية التي ارسلتها القمة لترمب والتي هزت الشرق والغرب.
والقمة بشكلها الذي ظهرت به بالأمس ارسلت عدة رسائل للشرق والغرب على السواء, فالقمة كانت أحد أكثر التحركات السياسية دهاءً إذ استغلت الصراع الروسي الأمريكي المكتوم وكان حضور روسيا رسالة قوية يوجها الزعماء المسلمون أنهم سيتجهون شرقاً باتجاه روسيا مستثمرين في ذلك عودة أجواء الحرب الباردة.
من جهة أخرى برز الحضور الإيراني كرسالة لا تخطئها العين على توحد الشيعة والسنة ونبذ خلافات الماضي والالتفاف حول القدس
الرسالة الثالثة هي أجواء القمة وحضور كل هذا اللفيف من الزعماء, الأمر الذي اعاد للأذهان أجواء مؤتمر الخرطوم بعد هزيمة يونيو 1967.
القمة كانت موفقة في بيانها الختامي والذي كان مفاجئاً للجميع وتجاوز كل التوقعات حيث ولأول مرة يخرج بيان ختامي لقمة اسلامية في توقيت شديد الحساسية يحمل عبارة (القرار الأمريكي بشأن القدس انسحاب من عملية السلام) !
وهي عبارة مزلزلة مزعزعة مُرعدة مزبدة بليغة قوية شديدة اللهجة تسببت في أزمة في أروقة صناعة القرار الدولي واثارت هلعا لدى الدول الكبرى ولهذا لم يكتب ترمب أي تغريدات منذ الأمس على حسابه بتويتر !
كما اعلن البيان الختامي صراحة أن القدس الشرقية هي عاصمة فلسطين وليس هذا تفريطا في القدس كما فهم بعض المزايدين وهواة العمل السياسي الذين لم يقدموا للقدس شيئاً سوى الصراخ على منصات التواصل الاجتماعي والمزايدة على المواقف الشجاعة التي يتخذها الزعماء العرب مضحين فيها بالغالي والنفيس, لم تكن العبارة تطوعاً ببيع القدس كما صورها هواة المزايدة, بل كانت واحدة من ابرع العبارات التي جاءت في البيان الختامي, إذا اشارت لأول مرة إلى اتفاق المواقف الاسلامية المختلفة مع موقف ميسر التي أكدت أكثر من مرة أن القدس الشرقية هي عاصمة فلسطين وفي هذا تلميح واضح باستعادة اللحمة العربية العربية وأجواء التوحد للبيت العربي الاسلامي مما اثار قلق العالم كله ولا شك أن هذا كان من بين أهم اسباب ردود الفعل الاسرائيلية الغاضبة.
لقد كانت الصور القادمة من اسطنبول ورنين كلمات الوفود التي تتابع وصولها إلى القاعة الفسيحة التي انعقدت فيها القمة, وقعاً رهيباً على العالم شرقه وغربه خصوصا مع استخدام خاصية الصوت المجسم والشاشات الكبيرة مما منح القمة مظهرا اخاذا ادخل المهابة على نفوس المراقبين الدوليين.
لقد كانت القمة الاسلامية رسالة واضحة ولأول مرة حول ما يمكن أن يفعله اتحاد المسلمين ولا شك ان الشرق والغرق سيستغرقون وقتاً طويلاً قبل اصدار أي ردود أفعال لدراسة البيان الختامي الرهيب.
ولقد نجحت القمة الاسلامية في وقف التداعيات الخطيرة لقرار ترمب واعادت للمواطن العربي بعض كرامته السليبة وأكدت على أولوية فلسطين واعادت القمة ترتيب البيت العربي من الداخل وظهر هذا الاتجاه واضحا في كلمات الزعماء العرب الذين نبذوا خلافاتهم واتحدوا من أجل القدس.
عاشت القمة الاسلامية في اسطنبول وعاش الاتحاد العربي والاسلامي
وعاش نضال أمتنا
لقد آن للمواطن العربي في جميع أنحاء المعمورة أن يرفع رأسه بعد أن اصبح له بقمة اسطنبول (درع وسيف) !!
شكري أبو خيبتها – صحيفة (أبو رشا)