ثمان سنوات مرت منذ أن أعلنت سلطات الانقلاب في مصر عن ما يسمى بـ إعلان المبادئ الذي أدخل مصر في مرحلة حرجة من مراحل الفقر المائي ولم نسمع من حكومة الانقلاب سوى بعض التصريحات التي لا تخرج عن كونها ذراً للرماد في عيون الشعب، ولم نرى أي رد سوى بعض الشقلبظات وشغل حاوريني يا طيطة الذي يمارسه إعلام العسكر بجدارة
فمنذ عام تقريبا أعلنت إثيوبيا بدء التعبئة الثانية وأعلنت أنها بعد إتمام الملء ستبدأ في توليد الكهرباء
فماذا كان رد حكومة الانقلاب؟
في الوقت الذي تقدمت فيه السودان بشكوى لمجلس الأمن تشكو فيه تجاوزات إثيوبيا، صدر وقتها من وزير الري الانقلابي تصريح يتيم قال فيه أن “تنفيذ إثيوبيا لعملية التعبئة هذا العام سيؤثر بدرجة كبيرة على النيل وهو ما يعني معاناة مصر والسودان”
وأضاف أن توليد الكهرباء من السد بالدرجة التي يروج لها الجانب الإثيوبي غير صحيح لأن مخارج التوربينات غير جاهزة للتشغيل حاليا
سبحان الله، ويمر أقل من عام على هذا التصريح وتعلن إثيوبيا بدء توليد الكهرباء
جدير بالذكر وقبل أن تصدر تصريحات هلامية من إدارة الانقلاب في مصر، أن جزء من اتفاقية المبادئ المريبة التي لا يعلم عنها أحد أي بنود، هو موافقة مصر على تنازلها عن جزء كبير من حصتها في المياه مقابل أن يكون لها نصيب في الكهرباء التي ستنتج عن السد
وجدير بالذكر أيضا أن مصر وطوال الثمان سنوات الماضية كانت تؤكد للشعب انها تجري مفاوضات مع الجانب الإثيوبي للحصول على اتفاق ملزم، ومارست على الشعب مجموعة من الألعاب البهلوانية لكي تقنع الشعب أن إثيوبيا لن تفلح في الانتهاء من بناء السد تارة، أو ان إثيوبيا لا تقوم ببناء السد بطريقة سليمة تارةً أخرى أو أن الجيش المصري سيقوم بضرب السد
ما يجب أن يعلمه الجميع أن السيسي هو من وقع على اتفاق المبادئ ويعلم جيدا أنه بذلك ينفذ رغبة صهيونية لتدمير مصر
ومرحلة توليد الكهرباء وحسب كلام وزير الري في حكومة الانقلاب هي رغبة مصرية ومنصوص عليها في اتفاق المبادئ الذي لا يعلم عنه أحد شئ
وما يجب على الشعب معرفته أيضا أن حكومة الانقلاب وعلى مدار ثماني سنوات قامت بأكبر عملية خداع للشعب المصري بهدف امتصاص الغضب الشعبي وذلك من خلال إيهام المصريين أن مصر تقوم بالتفاوض مع إثيوبيا، ثم إعلان فشل المفاوضات
وهذا ما قلته بالتفصيل وتنبأت به وحذرت منه في مقالي شنكل عويجة أفندى وسد النهضة
فالانقلاب ومنذ عام 2014 يمارس على الشعب نفس لعبة شَنْكَل عويجة أفندي وتعمد أن يقوم بهذه اللعبة على الشعب حتى تنتهي إثيوبيا من بناء السد والانتهاء من التعبئة الأولى والثانية إلى أن وصلنا إلى مرحلة توليد الكهرباء
وهكذا بدأت حكومة الانقلاب اللعبة على الشعب، حيث تم الاعلان عن بدء مفاوضات مع إثيوبيا بشأن سد النهضة، بدون حتى الاعلان عن ماهية هذه المفاوضات وهدفها، وبعد الجولة الأولى من المفاوضات التي لم يعلم أحد أيضا ماذا دار فيها، كانت الأخبار الصادمة التي أعلنت للشعب فشل هذه المفاوضات وعدم التوصل لحل.
لم تعلن حكومة الانقلاب للشعب أن هذه المفاوضات كانت فقط لوضع جدول للتعبئة وليس لوقف بناء السد كما كان يعتقد معظم الشعب
ما لم يعلمه هذا الشعب المسكين أن الانقلاب لم يكن يهتم أصلا لا بالمفاوضات ولا بفشلها لأنهم باختصار كانوا لا يتفاوضون على أي شيء، ولم تكن هذه المفاوضات إلا لعبة من حكومة الانقلاب على الشعب المصري لكسي وقت لصالح الانتهاء من بناء وتشغيل السد
العجيب أن البعض كان يصدق أن شاويش الانقلاب وحكومته الذين ارتكبوا مجازر دموية ضد أبناء الشعب المصري، وقاموا بتهجير سكان مدينة رفح لتأمين حدود الكيان الصهيوني يتحركون بجدية للوصول إلى اتفاق جديد ملزم لحل مشكلة سد النهضة
هل كان البعض يعتقد أن الانقلابيين الذين شاركوا في تمويل سد النهضة ( وهذا الكلام مثبت بالمستندات) سيبذلون جهد حقيقي لوقف الآثار المدمرة المتوقعة لسد النهضة؟
ثمان سنوات عجاف ولم تصل المفاوضات بين السلطات الأثيوبية والانقلاب في مصر إلى أي نتيجة تُذكر حتى طل علينا آبي أحمد منذ عدة أيام ليعلن بدء توليد الكهرباء
والسؤال الذي يسأله البعض الآن، ما هو مخطط حكومة الانقلاب للرد على الحكومة الإثيوبية؟
لا يوجد أي مخطط لحكومة الانقلاب لتلافي المخاطر التي تحيق بمصر جراء الانتهاء من سد النهضة سوى المزيد من الإلهاءات والمزيد من الهجوم على ثوابت الدين عن طريق ابراهيم عيسى وغيره حتى يتفرغ الشعب للرد على ابراهيم عيسى وحزب العلمانيين إياهم وينسون تماما الخطر المحدق الذي يحيق بمصر
لأن باختصار ان سد النهضة أصبح حقيقة واقعة، وباختصار أيضا بناء سد النهضة كان أحد مهام الانقلاب العسكري والمجرم شاويش الانقلاب
كان مطلوباً منهم تمرير بناء سد النهضة بدون أي تحرك شعبي لأن مهمة هذا الجيش ليس لحماية الشعب كما يعتقد البعض، انما مهمتهم الرئيسية هي قمع المسلمين في مصر
وظيفة هذا الجيش هي أنه شرطة على المسلمين
شرطة مسلحة بالدبابات والطائرات
أرجو أن تكون الرسالة وصلت لكل المغفلين الذي ساهموا بدورهم في تمرير بناء سد النهضة عن طريق تخدير الشعب بخرافات الاصطفاف تارة و بظهور شرفاء الجيش المصرائيلي الذي سينقلب على السيسي تارة أخرى
وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ
#آيات_عرابي