عقب فوز ترامب كتبت مقالاً تحت (ترامب توسع صهيوني وتصدعات أمريكية) قلت فيه أن فوز ترامب والذي جاء مخالفاً لتوقعات عتاة المحللين السياسيين حول العالم لدرجة أن السي ان ان قالت وقتها أن فوز ترامب أحدث صدمة حول العالم

كتبت وقتها أن فوز ترامب (الذي خالف توقعات الخبراء المعتبرين حول العالم) يعني توسعاً لدولة الاحتلال الصهيوني في فلسطين لتقود هي العالم بعد انتهاء الدور الأمريكي

وقلت أيضا أنه بالنسبة لي كلينتون وترامب وجهان لعملة واحدة كارهة للإسلام متطرفة معادية للمسلمين موالية للكيان الصهيوني.
دميتان يحركهما اللوبي الصهيوني

وليس ترامب وكلينتون فقط بل كل حكام امريكا ليسوا سوى دمى يحركها اللوبي الصهيوني الذي يسيطر على مقاليد الحكم في أمريكا وفي العالم
قلت وقتها أن فرض المجمع الانتخابي لترامب يحمل دلالات خطيرة
وقلت في تحليلي وقتها للمشهد الأمريكي بالحرف الواحد أن تولي ترامب هو بداية نهاية أمريكا لأنه في تقديري وحسب ما قرأت بعد فوزه فالأمر أكبر من الصدف

ترامب فُرض فرضاً على الساحة الأمريكية لإحداث صدمة تؤدي لاحتجاجات قد تشعل في النهاية الحرب الأهلية في أمريكا

وتساءلت وقتها في مقالي هل ظهور المتطرف ترامب على الساحة يعني بداية النهاية لامريكا ؟

هذه المقدمة الطويلة عما كتبته من قبل هي في الحقيقة مقدمة لما يحدث الآن في أمريكا

ترامب جاء على سدة الحكم في أمريكا لتنفيذ مهمة محددة مثله مثل شاويش الانقلاب في مصر مثله مثل أي أراجوز يحكم في دول ودويلات سايكس بيكو

وهذه المهمة لم تنتهي بعد

لم يحدث التمكين الكامل لإسرائيل بعد

نعم تمت في عهده خطوات كان من المستحيل أن تمرر في أي عهد آخر (مثل إعلان القدس عاصمة إسرائيل ومثل صفقة القرن ومثل إجراءات ضم الضفة الغربية والأغوار ) ولكن مهمته هي التمكين الكامل لحكم إسرائيل الشامل في منطقتنا لتنتهي بعدها مهمة أمريكا

وهذه أحد المهام

المهمة الأخرى لترامب هي ما ستبدأ عقب هذه الأنتخابات أو في المستقبل القريب

وهي تفتيت وتقسيم أمريكا

فترامب أعلن أكثر من مرة أنه لن يقبل بالخسارة وهو بالفعل سيفوز في هذه الانتخابات وبنفس طريقة فوزه في الأنتخابات الأولى لأن من يحكمون أمريكا يريدون ترامب لإنهاء مهمته ويمكنهم التخلص منه في أي وقت

وأعلن أيضا اتهامه الواضح والصريح للديمقراطيين بسرقة الانتخابات وشكك في نزاهتهم وتعهد بعدم قبول النتيجة لو لم يكن هو الفائز

أضف إلى ذلك أن مؤيدي ترامب (عصابات) لن تسمح إلا بفوز ترامب ولذلك اليوم رأيت مشهد يدل على أن هؤلاء لن يدعوا الأمور تمر بسلام وقد تتحول الأمور هنا إلى حرب أهلية وأعمال شغب كثيرة في أكثر من ولاية لفرض فوز ترامب

ولذلك هناك عدة إحتمالات متوقعة كلها تؤدي لفوز ترامب بفترة رئاسية ثانية

الاحتمال الأول

في حالة فوز بايدن

كلنا نعلم أن ترامب رفض أكثر من مرة التعهد بانتقال سلمي للسلطة في حالة خسارته للانتخابات وفي هذه الحالة سيعترض ترامب ويطالب بإعادة فرز الأصوات وتأخير الإعلان عن النتيجة والتي يمكن أن تمتد لأكثر من أسبوعين

الاحتمال التاني

أن يحدث مثل ما حدث في السباق الانتخابي الأول ويتم اعلان فوز ترامب من قبل المجمع الانتخابي ( Electroal College) وهذا ما رجحه آخر استطلاع رأي أجرته مؤسسة سبراي ستراتيجيز أن ترامب متفوق على بايدن بفارق نقطة واحدة لدى المجمع الانتخابي مما يرجح فوز ترامي

الاحتمال الثالث

وهو السيناريو الأكثر دموية وهذا يمكن أن يحدث في حالة فوز بايدن والإعلان النهائي عن فوزه مما يؤدي إلى حدوث حالات شغب في الولايات الكبرى وهو ما يمكن أن يؤدي إلى نشوب حرب أهلية بين مؤيدي كلا المرشحين واستطلاعات الرأي هنا في امريكا تظهر بالفعل مخاوف الشارع الأمريكي من الانفلات الأمني الذي يمكن أن يحدث في حالة رفض ترامب نتيجة الانتخابات و دعوته لأنصاره بعدم قبول النتيجة

وحسب مجلة بوليتيكو فإن نفس السيناريو يمكن أن يحدث من جهة الديموقراطيين في حال تمكن ترامب من الفوز في الولايات المعروفة أنها ديمقراطية

ولذلك فإن الشعب الأمريكي ليس أمامه إلا خيار واحد وهو فوز هذه المعتوه ترامب الذي أقسم من قبل أنه لن يترك البيت الأبيض

آيات_عرابي