بالنسبة لي لم يأت التسريب الذي أذاعه معتز مطر (في حالة صحة التسريب) والخاص بتسريب السفير الإسرائيلي السابق في القاهرة(حاييم كورين) بجديد
(ملحوظة): لم أجد لهذا التسجيل أثر في كل المواقع الإخبارية المحلية والعالمية ومع ذلك كل ما جاء فيه صحيح ونشرته من قبل على مدار السنوات الماضية
فكما قلت من قبل، من لا يزال يبحث عن خيانة وجاسوسية السيسي بعد كل هذه السنوات فهو كالأنعام بل أضل سبيلا
فالسيسي نفسه لم يترك مناسبة إلا وأعلن عن ولائه لإسرائيل
ألم يقل السيسي نفسه لنتنياهو : أؤمن بك وأعول عليك؟
ألم يغازل السيسي سيده نتن ياهو بعد أن أصبح رئيسا لدولة مصرائيل وقال أن “نتن ياهو قائد ذو قدرات قيادية عظيمة، وهذه القدرات لا تؤهله فقط لقيادة دولته وشعبه، بل إنها كفيلة بأن تضمن تطور المنطقة وتقدم العالم بأسره.” ؟
ألم يصرح السيسي في عام ٢٠١٦ لصحيفة كورييري ديلا سيرا قبل سفره لإيطاليا بيوم واحد أنه ملتزم بأمن الكيان الصهيوني؟
ألم يصرح السيسي للواشنطن بوست عام ٢٠١٤ أن مشكلته مع الإخوان المسلمين هي سعيهم لإقامة الخلافة؟
بل، ألم يتبجح وكيل المخابرات العامة الأسبق على قناة أون تي في بعد الإنقلاب وقال أنهم ملتزمون بحماية أمن الكيان الصهيوني؟ وحين أطلقت على هذا الجيش لقب مصرائيلي هاجمني كل من يتباهى الآن بتسريبات السفير الإسرائيلي المزعومة
ألم يصرح السيسي بعمالته في حديثه مع فوكس نيوز الأمريكية سنة ٢٠١٤ حين قال «مصر في أشد الحاجة للمعونات العسكرية الأمريكية للمساعدة في حربها ضد الإرهاب الإسلامي في سيناء، ومعسكرات تدريب الجهاديين في ليبيا بالقرب من الحدود المصرية»؟
ألم يناشد السيسي حزب الناتو وأمريكا للتدخل في ليبيا لإعادة الاستقرار إليها بعد الإطاحة بحكم القذافي؟
ألم يتباهى بأن الجيش المصرائيلي عبارة عن كتيبة من الجيش الأمريكي أكثر من مرة؟
قلت مراراً في أكثر من مقال أن تلك المستعمرات وعلى رأسهم المستعمرة المصرائيلية قد اُقيمت لحماية الكيان الصهيوني وها هي الأيام تثبت كلامي وكل ما جاء في مقالاتي حرفياً
في يوليو ٢٠١٤ وفي الذكرى الأولى للإنقلاب كتبت مقالاً بعنوان (القزم المتخابر) تحدثت فيه عن دليل خيانة السيسي وجاسوسيته وذكرت في مقالي ما نشرته صحيفة الوفد في عددها الصادر بتاريخ 25 إبريل 2013 حول شهادات شهود المجزرة التي قتل فيها 16 جنديا وهم صائمون وقت الإفطار في وقت حكم الرئيس مرسي، ومن ضمن ما قاله الشهود ويثبت أن السيسي هو من دبر هذه المجزرة لصالح اسرائيل، أن ضابطاً معروفاً بالمخابرات حذرهم من وقوع عمل إرهابي قبل المجزرة بأسبوعين، وقال شاهد آخر إنه شاهد سيارة دفع رباعي يطل منها شخص يدخن في نهار رمضان ويتحدث باللغة العبرية، وأنه سمع صوت طائرات الاستطلاع الإسرائيلية وقت الإفطار رافقها صوت إطلاق نار !
وهذا الكلام يثبت بما لا يدع مجالاً للشك جاسوسية وعمالة السيسي، وجميع أفراد المخابرات الحربية، وجميع من ينتمي لما يسمى بالجيش المصرائيلي
في نفس المقال ذكرت أن صحيفة (The Tower) الأمريكية نشرت تحقيقاً بتاريخ 18 مارس 2013، عن زيارة وفد من المخابرات الحربية المصرية إلى فلسطين المحتلة ولقائهم بإخوانهم من المخابرات الاسرائيلية للتنسيق للإطاحة بالرئيس مرسي ! ،وكنت أول من نشر هذا الكلام كدليل على عمالة السيسي
أما بالنسبة لموضوع السحارات فهو أيضا ليس بجديد لكل ذي عقل، فحين زار السيسي السحارات قلت في مقال لي تحت عنوان (الكلب يتفقد أنفاق المياه تحت قناة السويس) أن هذه السحارات هي التي ستنقل المياه إلى إسرائيل وكتبت أيضا عن أن السيسي يسير على خطى السادات حيث كان السادات يخطط لنقل مياه النيل إلى إسرائيل والذي يتمه السيسي لأن هؤلاء العسكر ما هم إلا مجموعة من الانجاس، أرجو قراءة مقال (سد النهضة ومياه النيل بين العميلين السيسي والسادات)
إذا الكلام الذي جاء في التسريبات ليس جديد، بل إن سفير الكيان الصهيوني السابق حاييم كورين أعلن عن كلامه الذي جاء في التسريبات ومنذ عدة سنوات، فهذا الكلام لم يضف لمعلوماتي أي شيء، بل كان بالنسبة لي ولكل من يتابعني تحصيل حاصل
حاييم كورين نفسه صرح منذ ثلاث أعوام بأن الإسرائيليين سيصابون بصدمة إيجابية لو علموا حجم التعاون الأمني مع نظام السيسي، وقال أيضا ” بدون مساعدة السيسي لا تستطيع إسرائيل تحقيق مصالحها في غزة من خلال توسطها لدى حركة حماس لأن السيسي هو الوسيط المؤتمن لدينا – حسب وصفه”
ومن تصريحات حاييم كورين القديمة أيضا أنه قال ” العلاقة بين مصر وإسرائيل تمر بأفضل مراحلها وننظر لتطور الأحداث في المنطقة بعين واحدة”
بل إن صفحة (إسرائيل في مصر) نشرت حوار حاييم كورين مع المدعو توفيق عكاشة تحت عنوان ( الصحافة تسأل والسفير يجيب) وقال كورين وقتها أن هذا اللقاء تم بأوامر السيسي نفسه وقال في هذا اللقاء كل ما جاء في التسريبات وعلقت وقتها على هذا اللقاء
عموما هذا التسريب (ان صح كما قلت) فهو حجة على المغفلين المغيبين الذين لا يزالون يطبلون لهذا القزم المتخابر
والسؤال الآن، هل تبقت لدى أحد من المغفلين أقل ذرة شك في أن هذا القزم نسناسي الملامح هو أكبر خائن في تاريخ مصر ؟
وهل أدرك المغفلون المغيبون الآن أن هذا خائن عميل يستحق الإعدام ويستحق أن تترك جثته معلقة بعد إعدامها في أكبر ميادين مصر سنوات ليكون عبرة لكل خائن ؟
هل ظهر لكم هذا العميل المجرم على حقيقته أم ما زال هناك من يعاند حتى الآن ؟
هل أدرك أصحاب المشاعر المرهفة أن #الجيش المصرائيلي هو أقل وصف للجيش الذي ساند الانقلاب ودعم السيسي في كل إجراءات العلمنة ومحاربة الإسلام وبيع أراضي مصر أم لا؟
أما لماذا هذا التسريب الآن؟
أعود وأقول أن هذا التسريب، أو الكلام الذي سمعناه في الفيديو هو السياسة التي تسير بها إسرائيل في المنطقة منذ عدة سنوات
سياسة المصارحة وفضح عملائها
حيث لم تعد العلاقة المحرمة سرية كما كان الحال في عهد المقبور عبد الناصر, لم تعد الزوجة الخائنة تتسلل من دارها في غياب زوجها لمنادمة عشيقها في تل أبيب كما كان يفعل عبد الناصر والسادات والمخلوع, ولم يعد العشيق يحرص على إخفاء العلاقة
أصبحت إسرائيل في الأعوام الأخيرة أكثر حرصاً على إظهار الصورة الحقيقية لوجوه من يسمونهم ملوك وأمراء ورؤساء، ونشر كل ما يفضح شكل العلاقة بينهم وأنها لا تتعدى العلاقة الوظيفية، فهؤلاء جميعاً موظفين لدى الدولة الأم التي تقبع عاصمتها في تل أبيب.
هذه هي الصورة الحقيقية بعيداً عن الصورة المزيفة التي حاول إعلام العسكر ترسيخها من خلال الدعاية البلهاء لبطولات لشخصيات وهمية مثل رأفت الهجان, الذي اتضح في النهاية أنه كان عميلاً مزدوجاً خدعت به المخابرات الصهيونية مخابرات العسكر في مصر كما اعترف بذلك مدير المخابرات الأسبق الفريق رفعت جبريل على صفحات المصري اليوم.
لسنا فقط في عصر المكاشفة, بل في عصر سقوط تلك المؤسسات الخربة العميلة
لا أتوقع أن يستمر ذلك الجيش ولا كل المؤسسات المحيطة به, ولعل دراويش خرافة (شرفاء الجيش الوهميين) يفيقون من أوهامهم, ولعل مسلوبي العقل الذين يدافعون عما يسمونه بالمؤسسات يفيقوا من غفلتهم و يدركوا “مصرائيلية” تلك الدولة وعمالة مؤسساتها .
وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ
#آيات_عرابي