فى القرن الحادى عشر من الميلاد ، أرتدت معظم القبائل المغربية عن الاسلام فعليا واحتفظوا به اسميا ، فتزوجوا خمسة او يزيد ، وتركوا الصلوات ، ولم تعد لهم اى صلة بالاسلام الا الاسم فقط احيانا ، واحيانا اخرى ارتداد كامل .
وسط هذا الجو المليئ بالجهل و بالرزائل والمنكرات ، جاء الي المغرب شابا يدعى عبدالله بن ياسين ، فأنكر ما وجد عليه القوم ،وراح يدعوهم الى الاسلام من جديد ، فما كان من أهل القبائل المغربية “لمتونة ” الا احسان استقبال عبدالله بن ياسين ، ومن ثم أكرموا نزله ، وبعد فترة قصيرة بدأ عبدالله يحلل لهم الحلال ويحرم عليهم الحرام وينهرهم ان هم اقتربوا او فعلوا المحرمات ، ثم بدأ يدعوهم الى صحيح الدين من تحريم الزنا وتحريم زواج الخمسة وغير ذلك من الكبائر ، كما دعاهم الى الصلوات وايتاء الزكاة وباقى فرائض الأسلام.
لم تتحمل نفوس الجاهلين بدينهم وقتها كل هذا ، فضيقوا عليه وأنقلبت حفاوتهم به اولا الى مضايقات لا تنتهى ، لكن عبدالله بن ياسين لم ينتهى عن نصحهم ولم يمتنع عن دعوتهم ، فما كان منهم نهاية الامر الا ان احرقوا منزله وطردوه من بينهم ، وعادوا الى حياتهم السهلة التى لا حرام فيها ،عادوا الى حياة البهائم او حياة الغاب التى يأكل فيها القوي الضعيف ولا يراعي فيها احد الحرامات ، استاء بن ياسين مما حدث فقرر الخروج من هذه القرية الظالم اهلها ،الى مكان بعيد يعبد الله فيه بعيدا عن القرية الظالم أهلها ، وخرج مع ابن ياسين صديقه العظيم يحيي بن ابراهيم الجدالي رحمه الله ،اولذى قرر ان يحيا للاسلام وبالاسلام.
ترك يحيي بن ابراهيم امارة لمتونة وقتها وقرر العيش مع صديقه عبدالله بن ياسين بعيدا عن الامارة قريبا من ربه واسلامه ، وعلى ضفاف نهر النيجر, رابط بن ياسين مع صديقه يعبدون الله فى خيمة صغيرة ،ومرت الأيام والشهور ، وبدأ الرباط الذي أقامه عبدالله بن ياسين وصديقه يحيي بن ابراهيم يتحول الى معسكر كبير ، اذ بدأ شباب لمتونة ومسّوفة يتوافدون عليهم ، هروبا من الجاهليه وحبا فى الاسلام الصيحيح ويبحثون كذلك عن السر الذى ترك من اجله يحيي بن ابراهيم الامارة والسر الخفي فى قوة عبدالله بن ياسين الذى لم يهاب لمتونة ولم يلاينهم بل كان فى الحق قويا وللباطل عدوا .
بدأ ابن ياسين فى تعليم كل من يأتى اليه صحيح الدين ، ومع الوقت اصبح الاثنان ثلاثة ، ثم عشرة ثم مائة ، الى ان وصل اهل الرباط الى 1000 مرابطى، وعندها شعر بن ياسين انهم الان قادرون على تبليغ الدعوة ، والقيام بواجبهم نحو الاسلام، فقام رحمه الله بارسال موفدين الى قبائل المغرب يعرض عليهم الاسلام ، فمنهم من قبل وانضم الى ابن ياسين ، ومنهم من رفض فحاربه بن ياسين حتى اذعنوا فكانت دولة المرابطين التى شاء الله ان تغدوا مع الزمان اعظم دولة اسلامية عرفها المغرب الكبير طوال تاريخه العظيم وشاء الله ايضا ان تكون هذه الدولة سببا فى امتداد عمر الأندلس اربعمائة سنة اخرى.
اذن قضيتنا الان مع الجهل، فالشعوب الان تريد الراحة والاسلام الإسمى الذى لا يحلل ولا يحرم ، فان نجحنا فى ايصال الاسلام الصحيح اليهم ، سهل علينا كل شئ ، وكمثال فقط للجهل، لك ان تعلم ان موالاة الكفار حاليا صارت محل افتخار الكثيرين ولك ان تعلم ايضا ان الجهل وصل باحدهم الى ان يقول ان الاسلام هو سبب تاخرنا !!!
وبألنهاية فأن واقعنا الان يشبه كثيرا واقعهم قبل ظهور بن ياسين ، وطريقنا معهم يحتاج الى طريقة عبدالله بن ياسين ،ان نعلم الناس صحيح الدين ونفقههم فيه
اقتلوا الجهل تفلحوا وعلموا الناس باخلاقكم
تحياتي لك دكتور محمود ماهر
من اخيك مصطفى محاميد
تحياتي المعطرة للأخت آيات عرابي