الجرائم التي ارتكبها العسكر فيما يزيد قليلا عن سنة فاقت كل الجرائم التي ارتكبها العسكري المقبور عبد الناصر ومن بعده خلفه السادات.
الأمر وصل بشاويش الانقلاب إلى التصديق على اتفاقية تنازل بموجبها ذلك المُعَيَّن معدوم الذكر عن حقل غاز طبيعي شمال دمياط يقدر احتياطي الغاز به بحوالي 18 تريليون قدم مكعب وهو أكبر حقل غاز في العالم تم اكتشافه في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين.
في الوقت الذي تظلم فيه مصر بالكامل وتتوقف مرافقها عدة ساعات بسبب نقص الوقود، وبالطبع فإن المبرر الوحيد الذي يجعل شاويش الانقلاب يخلع ملابسه الداخلية في حضرة أسياده الصهاينة بتلك الطريقة، هو ما يقوم به الكيان الصهيوني من تجنيد لكل دبلوماسيه في أوربا وأمريكا لدعمه وحث الدول على تأييده كما نشرت الصحافة العبرية منذ شهور، ويصبح ذلك أيضاً هو سبب التشدد غير المنطقي ضد مطالب الشعب الفلسطيني المشروعة في إقامة ميناء، فذلك الميناء سيكون قريباً جداً من حقل الغاز المسمى (لفيتان) القريب من سواحل دمياط، وبالطبع نعلم أن قبرص ما هي إلا واجهة لإتمام الصفقة، نعلم أن ذلك الشاويش عديم الانتماء قد عاش طفولة بائسة فقيرة، حتى قررت أسرته التخلص من مصروفاته بعد المرحلة الإعدادية وإرساله إلى مدرسة عسكرية لتزيح عن كاهلها مؤونة ملبسه ومأكله.
الفقر إن لم يصحبه دين وأخلاق ينشئ نفساً خربة، فالرئيس مرسي مثلا تربى في بيئة فقيرة متواضعة ولكنه لم يكن لصاً، كان لا يتقاضى راتباً من رئاسة الجمهورية، وأنفق عليه أهله على الرغم من تواضع مستواهم المالي، حتى أصبح مدرساً جامعياً يدرس الهندسة، ولم نسمعه مثلاً يدعي أنه (ورث 30 مليون جنيه) عن دادي كما فعل ذلك الشاويش الناقص المريض نفسياً. وفي كتاب الوسية، الذي تحول لمسلسل تليفزيوني في مصر منذ عدة سنوات، وصف الكاتب كيف كافح ذلك الفقر الذي طحن عظامه وكان ينفق على دراسته عن طريق العمل كسايس للخيول، حتى أصبح دكتوراً في الجامعة يدرس مادة الاقتصاد، وهي قصة كفاح تعبر عن حياة كثير منّا لا يمكن الا أن نحترمها وننظر إليها بكل إعجاب، وهناك نموذج ريا وسكينة اللتان ولدتا في بيئة فقيرة وبدلاً من أن تكافحا بشرف، عملتا في البغاء، فكان التطور الطبيعي أن تصبحا عضوتين في عصابة لقتل النساء وسرقة حليهن، وانتهى بهما الأمر على حبل المشنقة.
ما يحدث في مصر الآن هو أن ذلك الشاويش الحاقد على المجتمع، ومعه باقي عصابة ريا وسكينة التي خطفت مصر بقوة السلاح، تقوم الآن بتدمير كل ما هو راق ومتحضر وطيب وترتكب أكبر عملية سرقة في تاريخ مصر منذ العهد الفرعوني، فلم يسبق أبداً حتى للص المخلوع أن سرق مصر لحساب أعدائها بتلك الطريقة الفجة، ما يحدث في مصر الآن هو دفع الله الناس بعضهم ببعض. كان المخلوع هو غطاء صندوق القمامة الذي أطاحت به الثورة، وتحته كانت كميات هائلة من القمامة تراكمت وتعفنت عبر ستين سنة من الحكم العسكري الفاشل، ولم نكن لنكتشفها، لولا ذلك الانقلاب.
تلك القمامة المستترة تملأ مصر الآن عفناً ورائحتها تزكم أنوف الشرفاء، في حين لا يشعر بها من أصيبوا في حاسة الشم. لقد أراد الله لنا أن نعرف حقيقة تلك القمامة التي تختبئ في زي عسكري أو تحت سقف المحاكم، أو في مدينة الإنتاج الإعلامي، حتى لا يجرؤ مخلوق في مصر على رفع صوته ليطلب الرحمة للخونة. ويقيني أن نهاية ذلك الشاويش الحاقد، ستكون إن شاء الله مثل نهاية قدوته القذافي.
نص المقال على موقع عربي ٢١