وقف ذلك المقاتل يحيطه عدد من مقاتلي الثورة السورية, امام الكاميرا متحدثاً بفخر عن الهزيمة الجديدة التي الحقوها بعصابات ايران وحزب الله وميليشيات بشار, متحدثاً بنبرة استهزاء لا تخطئها الأذن عن الإعلام التابع لنظام السفاح بشار الذي حاول إيهام السوريين أنه سيطر على اريحا.
هزيمة بشار ومن معه هذه المرة كانت ثقيلة فقد جاءت بعد سلسلة من الهزائم كسرت فيها الثورة السورية ظهر بشار ومرمغت انف ايران وحزب الله في الوحل. الثورة السورية التي كان تقدمها في السنوات الأربع الأولى يحسب بالمليمترات, اصبحت تتصرف الآن كالمطرقة, تسحق أكثر من رأس بضربة واحدة, فمنذ اسابيع كان تحرير ادلب ومن بعدها جسر الشغور واليوم اريحا.
بالأمس في اريحا لم تهزم ايران وحدها ولم يتحول حزب الله وحده لمسخرة, ولم يمرغ أنف بشار وحده في الوحل. بل كان انتصاراً ساء وجوه مجلس المعونة الامريكية العسكري, فهناك في أريحا غنم الثوار مخازن تضم كميات وفيرة من السلاح الذي ارسلته عصابة الانقلاب في مصر. وليس سراً أن جيش المعونة الامريكية في مصر يرسل شحنات من السلاح إلى السفاح السوري, فقد كشفت ذلك أخبار كثيرة واردة من سوريا, ولكن الباعث على التشفي أن يقع ذلك السلاح في يد ثوار سوريا. السلاح الذي ارسلته العصابة ليُقتل به ثوار سوريا وقع في أيدي الثوار. حقاً لا استطيع أن اخفي شماتتي وأنا أتخيل وجه قزم الانقلاب المسود عندما تقع تلك الأخبار على مؤخرة رأسه.
الخبر نفسه احدث حالة من الإحباط الشديد وبث موجات من اليأس والدمار النفسي لدى من تبقى من مؤيدي السفاح بشار, فكتبت احدى الصفحات المؤيدة له تقول :
“راح التلفزيون وصوّر إدلب.. مافي شي راحت إدلب، بعد كم يوم راح وصوّر جسر الشغور كمان راحت، رجع فرجانا الآثار والعواميد والحياة الطبيعية بتدمر تاني يوم بح تدمر“.
بتحرير أريحا التي تتحكم في الطريق إلى اللاذقية معقل عصابات بشار, يبدأ الحصار الفعلي لبشار وعصاباته ويضيق عليهم الخناق في جحورهم وتدشن الثورة السورية مرحلة جديدة, سنشهد فيها ان شاء الله تساقط المدن السورية كالثمار الطازجة في يد الثوار. ولم يخل تحرير أريحا من رمزية في تاريخه, فقد احتفل المسلمون بالأمس بالذكرى 562 لفتح القسطنطينية وكأنما يبشر توافق الحدثين بما هو آت من انتصارات ان شاء الله للثورة في سوريا, بل للثورات في دول الربيع العربي بل وللمسلمين جميعاً.
المراحل الأولى من الثورة السورية التي بدت فيها متعثرة وظهر فيها نظام بشار مسيطراً على الأمور كانت بمثابة دافع نفسي وقدوة ومثال لشبيحة الانقلاب في مصر لتنفيذ انقلابهم, معتمدين على أن قدراً من العنف سيبقي الأمور تحت السيطرة, كما استفاد انقلاب مصر من تعثر الثورة السورية في البداية ( لظروف كثيرة لا تخلو من التآمر المنظم الذي مارسته اجهزة النظام السوري ) لنشر حالة من الرعب النفسي من مآلات مقاومة الانقلاب وصدروا ذلك المفهوم في جملة رددها الإعلام ومن بعدها ببغاوات حزب الكنبة ( مش احسن ما نبقى زي سوريا والعراق ) ولكن هاهو نظام بشار يتهاوى وهاهي الثورة السورية تقوم من كبوتها وتتقدم لتحرر مدينة تلو الأخرى وتسحق رأس بشار وتذيقه الهزيمة تلو الأخرى وتهدم النموذج الذي بنت عليه العصابة في مصر انقلابها.
وفي رأيي أن الدرس الأهم في الثورة السورية هو أن الثوار على الأرض هم الذين يمتلكون كل أوراق اللعبة, وصحيح أن روسيا وايران وحزب الله قد عطلوا انهيار النظام السوري ولكنهم غير قادرين على منع سقطوطه للأبد.
وقريباً ان شاء الله سنهنيء أشقاءنا السوريين على انتصارهم ونحتفل معهم بالقصاص من بشار وعصابته.