حاول أن تسأل نفسك ما الذي أخرج البرادعي في هذا الوقت ؟؟ ولا تنسى قبل أن تبرر له وتهتف بأنه سابقك بـ 500 سنة ضوئية وأنه رئيس جمهورية الضمير , أنه ظل في منصبه ( المغتصب ) مع مذبحة المنصة ولا تتهم الرجل بمعاداة الظلم والإجرام ولا تتهمه بأنه ضد حكم العسكر, فقد شارك في إرساء حكم العسكر واسأل نفسك, لماذا رغم اتهام اعلام العسكر له بالخيانة, سمحوا له بالسفر ؟
وقبل أن تنبهر بوائل غنيم وتتسائل عن ( القيم التي يريد أن يدافع عنها حتى لو مات ) كما قال, حاول أن تسأل نفسك, أي قيم تلك التي دافع عنها خلال سنة ونصف حتى الآن ؟ هل سمعت له صوتاً قبل ذلك ؟ أم أنه انتظر حتى يقضي الجيش على الإخوان أولاً ؟ واسأل نفسك لماذا سُمِحَ له بالسفر بينما يمنع الإخوان المسلمون وغيرهم ؟
ما الذي يخرج شخص مثل وحيد حامد وهو من كبار اعمدة نظام المخلوع, ليقول أنه لا يرى أملاً ويطالب ابو فلاتر بأن يرحل ( لو مش قدها ) ؟
ما الذي دفع الشوبكي الذي كان يعمل مستشاراً لحملة مستر فرخة, لأن يصرح بأن الإطاحة بالرئيس مرسي لم تكن شرعية ؟
وأضف مع طوفان التصريحات, اهم تصريح وهو تصريح القزم لوكالة الانباء الفرنسية فرانس 24 حين صرح في بجاحة غير مسبوقة, أنه يقوم بإخلاء سيناء من أجل حماية أمن الكيان الصهيوني, لتفهم حقيقة ما يدور ..
ولا تلتفت للإعلام وبقاءه على نفس الموجة, فالإعلام مأمور مأجور ولا حول له ولا قوة, فهناك مثلاً من تحتفظ المخابرات الحربية بتسجيلات مشينة له أو لها, وهناك المتهمون بالشذوذ الجنسي , و هناك لصوص الأراضي, و هناك الكثير الذين تملك المخابرات فضحهم في أي وقت,فهؤلاء, فضلاً عن فسادهم, فهم مهددون ولا يملك واحد فيهم أن يخرج عن النص.
لماذا خرج كل هؤلاء الآن واكتشفوا فجأة فساد العسكر وفشل قزم الانقلاب, بينما تغاضوا عن مجازرهم لمدة سنة ونصف ؟
هل نبت لهم فجأة ضمير ؟ هل تابوا عن دعمهم للفجور الذي تمارسه ميليشيات العسكر ؟
فكر شوية يا أستاذ دكروري, ها ؟ يللا يا أستاذ دكروري عشان وقت البرنامج
بسم الله الرحمن الرحيم الإجابة : إنتفاضة الشباب المسلم يوم 28 نوفمبر !
الله ينور عليك يا أستاذ دكروري ..
هؤلاء ما خرجوا الا لأمر !
لماذا 28 نوفمبر وهو يوم ربما يتميز بالحشد, وبالتغير النوعي في التعامل مع الاعتداءات, ولكن النظام لن يسقط في ذلك اليوم, صحيح أنه ستتبعه أيام وأيام, ولكن عنوانه ( انتفاضة الشباب المسلم ), وهو عنوان يضم تحته كل المصريين, المسلمين ومعهم عقلاء الأقباط.
لأن العنوان نفسه هو تصحيح لمسار الثورة, ولأن فشل الانقلاب اصبح اكبر حتى من دعم الغرب له, فقرر من اشترى الفرخة أن يذبحها, لأنها غشيمة, ستجر عليه الكثير من المتاعب, وكثير من الشباب وصل إلى مرحلة الكفر بالسلمية, والاحصاءات المعلنة تقول أن هناك ميل واضح لتنظيم الدولة الاسلامية ( اختلفنا أو اتفقنا معه فليس هذا هو محور النقاش الآن ), والانقلاب على عكس ما أوهم الشعب, عندما حاول ( التهويش ) بسيناريو الجزائر, مرعوب من سيناريو سوريا ( طبعا ليست هذه دعوة لحمل السلاح ولكنه تحليل ).
الدفع بالمكون العلماني, ينقذ الكثير من مصالح امريكا في المنطقة, فمن ناحية يتم ذبح الفرخة الغشيمة, والدفع بطرطور مدني يطيع الجيش من خلف الستار, ويتم الدفع بطغمة أخرى من داخل الجيش, بعد التخلص من الصف الأول من الخونة الظاهرين والتضحية برقابهم وتفريغ الغضب الشعبي, وانقاذ سمعة الجيش المنهارة وخصوصا بعد عملية كرم القواديس التي شاهدنا فيها تلك الدبابة تهرب أمام بنادق, وهو مؤشر خطير يكشف مدى ضعف وهشاشة ذلك الجيش وأنه غير قادر على حراسة ( كيس فشار ).
بالإضافة إلى أن الفرخة الغشيمة التي اعترفت بحماية أمن الكيان الصهيوني, تدفع بالأمور في سيناء في اتجاه الانفجار الشامل, فالكيان الصهيوني يريد سيناء مستقرة ولكن تهجير اهالي سيناء والقمع الأمني يجعل أهل سيناء ينضمون لكل من يحمل سلاح في وجه الجيش, ويجعل لهم خصومة مباشرة مع الكيان الصهيوني.
المخلوع مثلاً كان يحمي أمن الكيان الصهيوني وكان كنزهم الاستراتيجي ولكنه كان أكثر عقلاً, كان خائناً ولكنه لم يكن غشيماً, الخائن العاقل أفضل لدى امريكا والكيان الصهيوني من الخائن الغشيم, والأمر المهم الآخر, هو أن يوم 28 نوفمبر بداية لتصحيح مسار الثورة في اتجاه الهوية الاسلامية وهو أخر ما يريده الغرب.
امريكا حاربت فيتنام عقد كامل من الزمن تقريباً, ولكنها في نهاية الأمر انهزمت, وتركت الفيتناميين يحكمون انفسهم كما يريدون!
وكلمة في أذن الإخوان المسلمين, لا تنخدعوا بكل ما يقال أمامكم, ولا تحسنوا الظن بمن سكت عن الدم وفرح بمشاهدة خصومه السياسيين يسحقون. لا تسمحوا لأحد بفرض شروطه عليكم ..
ان شاء الله الانقلاب زائل والفرخة ستذبح وينتف ريشها امام الجميع وسنجد جميعاً الوقت الكافي للتشفي في كل من اراق دماً ولكن لا تسمحوا لأحد بتفريغ الحراك الثوري من محتواه والقفز على الثورة المشتعلة منذ سنة ونصف مقابل مكسب سياسي مرحلي, ولا تحاولوا ارضاء الساخطين عليكم فقد ظهرت مواقفهم خلال عام ونصف, واليمينيون الامريكيون يريدون حشر الاسلاميين في الزاوية ويعيدوا انتاج نموذج ( انقلاب تونس الناعم ), عندما عاد حزب النهضة لمقعد المعارضة واحتل فلول بن علي مقاعد البرلمان, هكذا قالها ديميس روس صراحة في إحدي مقالاته, نحن لا نريد إسلاميين.
أما نحن فلا نريد وجهاً عسكرياً ولا نريد طرطوراً مدنياً .. نريد استعادة ارادتنا الانتخابية وهوية مصر !
اكملوا الثورة وانتبهوا للعنوان الذي أخرج هؤلاء الصامتين, فجأة من مخابئهم !
الهوية يا سادة وهي ما يقوله شعاركم ( الاسلام هو الحل