عندما تسأل أحدهم كيف ولماذا سقطت الأندلس ..؟
يبادرك بالرد الفورى والجاهز ، الذى سمعه ممن يسمون أنفسهم علماء ، فيقول “ان الأندلس قد سقطت بالشهوات ” فيختصر عليك بهذه الجملة كل اسباب السقوط ، ويبرئ الحاكم من مسئولياته بتلك المقولة ، ويكيل التهم الى الشعوب التى قتلتها الشهوات ، فى رسالة صريحة تقول” ان صلاح البلاد بصلاح الشعوب ، وخرابها بفشل الشعوب ولا شئ بيد الحاكم الذى هو من صنع ايدى الشعوب !
” كلمات ومعان خبيثة لا يدافعون بها عن ملوك الأندلس بقدر ما يدافعون بها عن ملوك اليوم ، الذين هم اشد طائفية من طوائف الأندلس واكثر فسادا وشرا منهم.
والناظر فى تاريخ الأندلس يلاحظ انها كانت تبعا لمن يحكمها فمثلا لمّا حكمها الامراء الضعفاء فى عصر الولاة ، ضعفت بضعفهم وفسدت بفسادهم وطمع فيها العدو ، فخرج من كوفادونجا وقد كان يتحصن بها ، وزحف ناحية الجنوب ، فأحتل بضعف هؤلاء الامراء مالم يتمكن من احتلاله بقوته وجنوده ، وانتشرت الطائفية فى الأندلس وتقاتل المسلمون فيها عربا وبربرا وقيسا ويمنا ، وأستمرت الفتنة وكادت أن تذهب بالأندلس ولمّا يمر قرن على فتحها ، وانتشرت فيها كل أسباب السقوط من صراعات قبيلة وحدود وهمية ، حتى ترك عبدالرحمن بن علقمة والى ولاية سبتمانيا “جنوب فرنسا حاليا ” مسئولياتة وقتال الفرنجة ، وتحول بجيشه الذى هو بالأساس للدفاع عن الأندلس ، تحول هذا الجيش لقتال المسلمين بدافع العصبية القبلية ، اذ كان ابن علقمة يمنيا وكان والى الأندلس المتغلب عليها وقتها قيسيا .
استمرت الفتنة كذلك ، الى أن قيض الله للأندلس من يحفظها من الزوال السريع ، وكان ذلك بدخول الشاب ذوي الستة والعشرين عاما الى ارض الأندلس ؛ ففى سنة 756 ميلادية الموافق 138 هـ وصل الداخل الى قصر قرطبة ، معلنا نفسه اول اميرا أمويا يحكم تلك البلاد ، فكان اول شئ عنى به الداخل هو وأد العصبيات القلبية ، واستبدالها بعرى الاسلام الوثيقة ، فحارب كل من تعصب لقبيلته وقتل الثورات والفتن ، وانشأ للأندلس جيشا يحفظها ، فصد هذا الجيوش هجمات نصارى الشمال وقتل كل امل لهم فى احتلال الأندلس ، بل ان عبدالرحمن وصل من القوة ما جعل الامبراطور شارلمان يراسله ويطلب وده ، وبعرض عليه ان يزوجه ابنته توثيقا للمودة بين الأندلس القوية وامبراطورية الفرنجة القوية وقتها !
فهل كان أهل الأندلس فى عصر الداخل غير أهل الأندلس فى عصر الولاة الضعفاء..؟
قطعا لا…… فعبدالرحمن وصل الى الأندلس فى أوج فتنتها وتشتتها وضعفها ، فلملم شتاتها ووأد فتنتها واحيا فى شعبها الأمل فتحول هذا الشعب الذى كان كل قضيته العصبيات القبيلية عربا وبربرا وقيسا ويمنا الى مسلمين فقط حافظين لدولتهم.
اذ ان سقوط البلاد وضعفها ليس ناتج عن وقوع شعوب تلك البلاد فى الشهوات كما يدّعى البعض وبخاصة علماء السلطان ،فصلاح الرعية بصلاح الراعى ، ولكن سقوط الأندلس ناتج عن وصول حكام خونة الى سدة الحكم ، فهذا الحاكم من بنى هود يتحالف مع فرناندو الأول ملك قشتالة لقتال عدوه ملك طليطلة من بنى ذى النون وثمن التحالف قطعة من أرض الأندلس ، ولك أن تعلم ان مدينة وآدي الحجارة كانت ثمنا لمثل هذه التحالفات ، وهذا الحاكم من بني الاحمر يتحالف مع فرناندو الثالث ويحاصر معه اشبيلية حتى تستسلم ثم تحول مساجدها الى كنائس تحت نظر وبمساعدة من محمد بن الاحمر ملك غرناطة وقتها.
والآن هل مازلت مقتنعا أن الأندلس سقطت بالشهوات؟
ان كان فلما لم يسقط الغرب الى الآن وشعوبه تشرب الخمر وتستبيح النساء؟
اجيب أنا عنك ان الغرب قائم الى الان ولم يسقط رغم شهواته ، لأنه امسك بأسباب القوة ولان الغرب لا يحكمه الخونة ، وصدق شيخ الاسلام بن تيمية حين قال “إنَّ اللَّهَ يُقِيمُ الدَّوْلَةَ الْعَادِلَةَ وَإِنْ كَانَتْ كَافِرَةً ؛ وَلَا يُقِيمُ الظَّالِمَةَ وَإِنْ كَانَتْ مُسْلِمَةً “
المقال منقول من صفحة المسلمون في الاندلس
لماذا ألأعتداء على ألكنائس وقتل ألمسيحيين ألأبرياء: رسالتي لكل مسلم دائمآ أقول : ملعون كل من آمن بمحمد رسول. وأن كنتم يا مسلمين فاكرين أنه’ إلهنا هو إلهكم فأنتم واهمين . أما رسالتي لكل مسيحي أقول: أحمل صليبك يا مسيحي بكل أفتخار. أرفع صليبك عالي فوق هو رمز ألأبرار لا تخابوا من توعد وقتل وأن حاز ألدمار. هم ليسوا إلا حثالة’ ورثوا أجرامهم من رسول ألعار هم دينهم يدعو ألى ألقتل والدعارة وبيعملوها بفرح وأصرار وأحنا أيماننا محبة وتسامح ومس يدَ ألعون لكل جار. كنا شركاء’ في ألوطن لا بل أصحاب أرض وديار. غدرو فينا ألمجرمين ألأرهابيين وللأسف لقوا ألعون من كل جار. كان شرق ألتعايش وأصبح وكر ألأشرار. لكن مسيحيوا ألشرق سنبقى مهما أحاطت بنا ألأخطار. أيماننا في ألرب يدوي ولا نؤمن بالأقدار. دعاة سلام ومحبة ودعاء ألمحبة لا يجلب ألعار. لن يكون أبداْ وقفة ذل بل وقفة غيرّ وفخار. لسنا دعاة حرب ولا قتل ولا طلاب ثأر ولكن لن نكن ألأبرار خراف ألذبح ولا حطب للنار. رغم ألشدائد سنبقى وستبقى ألكنائس ملتقى. نور ألمسيح يشعْ فيها ومنها دائماً تخرج ألأنوار. نحن أبناء ’ألرب ندعى ومثلنا إلهنا يسوع ألبار أوصانا بحفظ ألوصايا. مهما ساع ألزمان وجار سيحمي رب ألمجد كنيسته وسيبني حولها ألأسوار. وعدنا بمجيئه ألثاني وعده صادق ولن يطول ألأنتظار وكل شهيد سيقتدى بيسوعهِ ويلبس أكليل ألغار. دائما نرفع أيدينا ألى ألعلي ونصلي ونطلب من ألرب ألجبار يمد يده’ ويغطي أولاده ويحميهم من ألمسلمين ألأشرار. يعيد كل مسيحي ألى بيته حاملاً صليبه ويجدد ألمشوار. نرفع ألصليب فوق ألكنائس هو رمز ألأنتصار