بعد أن فشل النظام السوري في مواجهة الثورة السورية وتحطم جيشه بالكامل اضطر الى الاستعانة بـ عصابات حزب الله التي سرعان ما تآكلت قواعده وفشل في إيقاف الثورة السورية التي امتدت لسنوات مما اضطر النظام السوري الاستعانة بايران وفشلت هي الأخرى
فتم الاستعانة بروسيا التي عمدت الى ضرب المدن السورية بصورة وحشية و قصفها بالصواريخ كي تتجنب آتون مواجهة الفصائل السورية على الأرض بعد أن تعلمت مما حدث لها في افغانستان .
ولم يفلح التدخل الروسي في إيقاف الثورة السورية وإعادة النظام السوري الى سابق عهده
وهكذا تبين للجميع عجز روسيا و ايران و من قبلهما حزب الله في القضاء على الثورة السورية
وهنا تدخل اردوغان والذي يعلم الجميع الآن انه ذراع النظام العالمي لتنفيذ خريطة الشرق الأوسط الجديدة
قدمت تركيا بالتعاون مع إيران وروسيا الحل على طبق من ذهب للنظام السوري حين اجتمع بوتين و روحاني بأردوغان في آستانا و اتفقوا على ما سمي بمناطق خفض التصعيد أو بمعنى ادق هدنة أو تسليم سلاح
وقتها لم ينتبه احد الى ماجاء في اتفاق آستانة من جملة (الاتفاق على سيادة الدولة السورية) و هو ما كان يعني بمنتهى الصراحة الاتفاق على الحفاظ على نظام بشار
لم تكن روسيا ولا ايران بقادرتين على اقناع احد داخل سوريا بهذه الجريمة لولا تدخل أردوغان الذي صحبته دعاية عربية بأنه الرئيس المسلم الذي يعمل من اجل الإسلام و ما هو إلا الوجه الآخر للسيسي.
ماذا حدث بعد اتفاق أستانا 2017
بعد اتفاق آستانة أصبح بمقدور النظام السوري ان يتنفس بعد تم تبريد كل هذه الجبهات وذلك عن طريق تلك الهدنة المشبوهة التي قادها أردوغان بجدارة لوقف انهيار النظام السوري الذي لم تنجح روسيا ولا ايران ولا حزب الله من إنقاذه
نجح اردوغان باتفاق استانة المشبوه ان يحافظ على النظام السوري الذي بدأ على الفور بعمليات تصفية لقيادات الفصائل السورية و قام بإحكام قبضته على المناطق التي استسلمت ثقة منها في الوسيط ( المسلم) التركي.
و من بعد اتفاق استانة كان اتفاق إدلب الذي سلم على اثره اكثر من ثلاثة ملايين مسلم (أول تعليق)
ما يحدث الآن في الملف الليبي هو نفس السيناريو الذي نفذه ببراعة اردوغان في سوريا والذي حذرت منه من قبل
بعد ان سقطت سرت التي تزامن سقوطها في يد العميل حفتر الإعلان عن التدخل التركي و مع بدء وصول بوادر التدخل التركي لم يحدث أي رد فعل من الجانب التركي بدأت الدعوات للحلول السياسية لوقف إطلاق النار دون ان يتطرق الى سرت
الطريف انه تم دعوة السراج و حفتر الى روسيا للتوقيع على اتفاق على وقف إطلاق النار و الجلوس على مائدة المفاوضات السياسية ( كما توقعت منذ شهور)
الأعجب من ذلك ان الاخبار التي نشرت عن هذه الاتفاقية تضاربت, فمرة يقولون ان حفتر أظهر إيجابية بشأن وقف اطلاق النار في ليبيا, ثم يعودون بعد ساعات ليعلنوا ان حفتر غادر موسكو دون التوقيع على الاتفاق و أنه طلب مهلة للتفكير ووضع شروط
ثم تظهر اليوم تصريحات لاردوغان الوكيل العالمي لإنهاء ثورات الربيع العربي ليصف حفتر بأنه انقلابي كان سيستولي على كامل البلاد إذا لم تتدخل تركيا في ليبيا و أضاف أن تركيا لن تتوانى في الرد على حفتر إذا واصل الهجوم على حكومة السراج والشعب الليبي… و هذا يؤكد كلامي من قبل
سأعيد عليكم ما قلته من قبل
الحوار و المسار السياسي هو دائما لغة العملاء و أن اردوغان سيسلم بالسياسة مدن ليبيا الواحدة تلو الأخرى
سيكون الحوار و المسار السياسي هو الستار لتتم عملية تفكيك الفصائل الليبية قطعة قطعة و تسليمها على طبق من فضة لحفتر
للأسف لم ينتبه أحد الى أن النظام العالمي دفع بأردوغان في الملف الليبي ليحصل بالخديعة ( السياسة) ما لم يحصل عليه بالحرب
و كالعادة سيصاحب ذلك سحابة إعلامية ضخمة من الإعلام العربي في إسطنبول و قطر ليغطي على تلك الخيانات القذرة التي يقوم بها اردوغان في ليبيا و سيصورونه للناس على انه انتصار وانه لولا التدخل التركي لما سارعت القوى العالمية للمطالبة بوقف إطلاق النار في ليبيا خوفا من تدخل الجيش التركي
و لن يذكر هؤلاء ان حفتر انسحب و لم يوقع الاتفاق و لم يلتزم بوقف إطلاق النار
سأقف من اليوم موقف المتفرجة من بعيد على المشهد الليبي لأن ما يحدث الآن توقعته منذ أكثر من عام بل وحذرت منه اخوتي في ليبيا