عندما جرى إطلاق النار كانت السيدة جيهان السادات في الشرفة الخلفية للمنصة, والمحجوزة عن الجزر الرئيسي منها بحاجز من الزجاج وبعد الضرب فإنها اندفعت إلى حيث كان زوجها, تسأل بلهفة : ((أين الرئيس)) ؟ . وصعدت معه بسرعة إلى الهليكوبتر التي حلقت من هناك في الساعة الثانية عشرة وأربعين دقيقة.
وطبقا لسجلات مستشفى المعادي, فإن الهليكوبتر التي كانت تقل السادات وصلت إلى فنائه في الساعة الواحدة وعشرين دقيقة, أي بعد 40 دقيقة. والرحلة الجوية بين منصة العرض والمستشفى لا تستغرق اكثر من خمس دقائق, فكيف يمكن تفسير هذا التأخير ؟ ليس هناك تفسير سهل لهذا السؤال, ولكن الهليكوبتر الرئاسية شوهدت تنزل على المهبط الخاص بها أمام بيت السادات في الجيزة قبل الساعة الواحدة ظهراً. وتقول بعض الروايات الموثوق بها أن زوجته السيدة جيهان هرعت إلى التليفون تجري بعض الاتصالات بالولايات المتحدة, كان بينها اتصال مؤكد بابنها الوحيد جمال, والذي كان موجوداً في ذلك الوقت في ولاية فلوريدا بالولايات المتحدة. ولقد عرفت أثناء اتصالها أن جمال قد ذهب مع بعض أصدقائه إلى جزيرة أمام ساحل فلوريدا. وقد طلبت إلى الشخص الذي اتصلت به أن يحاول العثور عليه بأسرع ما يمكن وأن يطلب إليه الاتصال بها في القاهرة على الفور لأن هناك أمراً في منتهى الخطورة تريد أن تحدثه فيه. وكانت هناك اتصالات تليفونية أخرى أجرتها السيدة جيهان مع الولايات المتحدة, ولم يعرف أحد بأمرها على وجه اليقين. وبالتأكيد فإنها كانت مع بعض المستويات العالية – ربما في البيت الأبيض نفسه – فقد كان هدفها ان تعرف ((منهم)) على وجه اليقين أية معلومات يمكن أن تكون لديهم عن حقيقة ما جرى في مصر. وبعد هذه المكالمات التليفونية عادت السيدة جيهان إلى الهليكوبتر التي اتخذت خط سيرها إلى مستشفى المعادي.
ص 527 – خريف الغضب
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وهذه القصة نفتها جيهان السادات وقالت أنها ذهبت لمستشفى المعادي في سيارة احدى السيدات اللواتي كن يحضرن العرض.
وإذا صدقنا رواية هيكل, فهل من الطبيعي أن تترك زوجة زوجها ينزف 40 دقيقة وفي مقدورها ان تذهب به على الفور إلى المستشفى وقد يكون هناك أمل في إنقاذه ؟
ان أي زوجة في موقف كهذا ستستثقل الدقائق الخمس التي من المفترض ان تستغرقها الطائرة للوصول إلى المستشفى لا أن توقف الطائرة في بيته وتتركه ينزف
بل أنه من المفترض أن زوجة رئيس دولة من دول العالم الثالث تعيش في هذا النعيم ستحارب في لحظات كهذه لانقاذ زوجها حتى تظل تستمتع بهذه الرفاهية وهذه المكانة بدلاً من أن تقفز للمجهول
هذا تصرف غير طبيعي بالمرة حتى لو كانت أيقنت أن السادات لا يتحرك, فسوف تلمس أي أمل ولو بنسبة ضئيلة لانقاذه
وإذا كذبنا رواية هيكل (وهيكل كان دجالاً بلا شك ويجب أن تتعامل بحرص مع ما يكتب فهو يمارس المونتاج الصحفي فيخفي ويضلل ويقص ويلصق ويكذب أحياناً كثيرة) وصدقنا تكذيب جيهان لها, فستظهر اسئلة أخرى
من أخر طائرة السادات 40 دقيقة وماذا كانت تفعل وما عساه يكون حدث في الطائرة قبل وصول السادات إلى المستشفى في غيبوبة ؟
ثم واذا صدقنا جيهان السادات, ألم يكن من الطبيعي ان تطير جيهان السادات مع الهليكوبتر ولو من باب اللهفة وهي التي كانت تتدخل في كل صغيرة وكبيرة بل وكانت تلخص له التقارير ؟
كيف يمكن لشخصية كهذه ان تتخلى فجأة عن لهفتها وتقرر الذهاب إلى مستشفى المعادي في سيارة احدى من حضرن العرض العسكري بدلاً من الذهاب من زوجها في خمس دقائق علها تنقذه ؟
ان جيهان السادات حرصت على نفي وجودها في الطائرة مع السادات لعلمها بنتائج هذا
ولكنها لم تنف المكالمات التي قال هيكل انها اجرتها
والسؤال الآن
من قتل السادات ؟
ولا اعني بالسؤال, (من اطلق النار على السادات) فكلنا يعرف ان خالد الاسلامبولي رحمه الله هو من اطلق النار على السادات
لكن انا اتحدث هنا عن الجهة التي صنعت كل هذه المصادفات من التي اشرت إليها من قبل. والتي زرعت فكرة قتل السادات ثم استخدمت تنظيماً مدنياً هو الجماعة الاسلامية بعد ان اضافة لها بعض الضباط ووجهت الأحداث في ذلك الاتجاه. اتحد عن تلك الجهة القادرة على أن تطيل الخمس دقائق وتجعل منها 40 دقيقة !!
تلك الجهة التي زرعت الفكرة من البداية الاولى منذ كان ضابط المخابرات الحربية عبود الزمر يجتمع بأعضاء الجماعة الإسلامية في مساجد تقع داخل مناطق تابعة للمخابرات الحربية
وللحديث بقية ان شاء الله
*مرة أخرى يجب التأكيد على ان الاستخدام والتوجيه الفكري يمكن أن يتم بدون علم من يُستخدمون وهنا اؤكد على أنني أنفي تماماً عن خالد الاسلامبولي أي شبهة عمالة للمخابرات كما قد يتوهم البعض فرحمه الله رحمة واسعة.
*الصورة لچيهان السادات ومناحم بيجين في عزاء السادات