في دولنا المصنوعة لا يوجد أصحاب فخامة من ملوك ورؤساء الا على شاشات التليفزيون وفي مخيلة الشعوب العربية المخدوعة واعترف انني كنت من بين تلك الملايين المخدوعة.
من يسمون أنفسهم بأصحاب الفخامة يقفون كالتلاميذ بل كالفراشين أمام أصغر ضابط بريطاني أو أمريكي بعد ذلك متذللين منكسي الرؤوس وحتى تعلم عزيزي المواطن العربي حجم هؤلاء.
اقرأ* كيف كان يقف عبد العزيز آل سعود أمام بيرسي كوكس وهو في النهاية (حتة ضابط بريطاني) ذليلا مطأطأ الرأس باكيا ليقول له (انت ابويا وانت امي وانت اللي صنعتني من لا شيء).
ولتدرك حجم صرصور الانقلاب القادم من بالوعة الجيش في ترتيب موظفي السي آي إيه يكفي أن تقرأ** كيف كان عبد الناصر بعد الإعلان عن صفقة الأسلحة التشيكية, مجرد صبي قهوجي, يعد الويسكي السكوتش لسادته من ضباط المخابرات الأمريكية في الدور الثالث في مبنى قيادة (لا مؤاخذة) الثورة في جاردن سيتي.
ولتدرك أنك تعيش حياة وهمية في عالم صنعه لك ضباط بريطانيون واستلمته منهم المخابرات الأمريكية, اقرأ كيف حدد بيرسي كوكس حدود العراق والكويت وما يسمى بالسعودية في خيمة !
وكيف رسم اللورد كرومر حدود مصر وفلسطين !
تحولت مساحات الأراضي الشاسعة التي كانت تحت حكم الخلافة إلى أقفاص من الكرتون يعيش فيها المواطن حياة موازية, وتحكمها عصابات عينها المحتل.
اقفاص من الكرتون انتشر فيها دين جديد.
ما ان تفتح فمك لتتكلم عن خيانات الجيش حتى تسمع نقيقا عما يسمونه بالجيش الوطني الذي يحمي الحدود.
تحولت الحدود التي رسمها ضابط صغير في خيمة في الصحراء إلى دين يتعبد به العسكر إلى أسيادهم وتحولت الخرائط البريطانية إلى مقدسات يحرسها العسكر ويهلل لها البسطاء والكتاب المدرسيون.
وتحولت دماغ المواطن إلى خرابة تلقى فيها جميع أنواع المخلفات الفكرية.
و حين تتعقد الأوضاع قليلاً داخل قفص الكارتون, يتدخل المخرج بلمسة هنا أو هناك.
فيتدخل كيسنجر في السبعينات بأقوى مسرحياته الكوميدية وأروعها على الاطلاق وهي حرب أكتوبر التي أُسند فيها دور البطولة للسادات وديان وتم حسمها بعد أسر 8 آلاف أسير مصري ودبابات العدو على بعد 100 كيلومتر من القاهرة.
ولا تقل مسرحية البترول روعة عن مسرحية أكتوبر, فتأمر أمريكا السعودية بوقف الإنتاج وادعاء المقاطعة (وهو تصرف كان كفيلا بإعلان أمريكا الحرب على الدول العربية كلها لو لم يكن يتم بإرادة أمريكا) لرفع أسعار البترول في أمريكا حتى يتمكنوا من تسويق بترول خليج ألاسكا غالي الثمن.
ثم تسمع نقيق البعض وهم يسمون هذا العبث الموثق تاريخاً.
نعم الجيش يحمي الحدود ولكنها حدود الكيان الصهيوني عزيزي المغيب.
حضرتك تعيش في دول بنك الحظ, صنعها موظفون بريطانيون واستلمتها السي آي إيه فقامت ببعض الدهانات والترميمات وأغلقت بعض الغرف وأقامت بعض الأسوار وجيش سعاد لا يعدو مجرد كتيبة غفر تابعة للسي آي إيه.
ثم تنتاب البعض الحمى, فتسمع من يقول (الجيش المصري اخواتنا) أو تسمع آخراً يقول (الجيش بيحمي الحدود)
المصادر:
*كتاب الكويت وجاراتها هارولد ديكسون
**كتاب لعبة الأمم مايلز كوبلاند