لماذا يرسل رئيس الوزراء الاسرائيلي مبعوثه الشخصي اسحاق مولخو منذ حوالي شهر لمقابلة دحلان؟؟
الإدارة الأمريكية تواجه ضغطاً من الرأي العام الأمريكي الذي قد ينظر لهذا الدعم باعتباره كيلاً بمكيالين بعد دعمها لثورة أوكرانيا.
موكب من السيارات المرسيدس السوداء يتحرك إلى القدس قبيل الفجر ويجلس في المقعد الخلفي في احدى السيارات رجلان احدهما يوسي جينوسار الضابط السابق في جهاز الأمن الداخلي الاسرائيلي يتبادل الابتسامات مع صديقه دحلان, ولقاء يطول قليلا ثم ينتقل بعدها دحلان الى فيلته في هرتسليا ليتصل بعشيقته الاسرائيلية الشقراء التي دفعت لها المخابرات الاسرائيلية مبالغ ضخمة لتبقي علاقتها به طي الكتمان, لتلحق به في فيلته التي إشتراها من الأموال التي يكسبها من التجارة في قطع غيار السيارات التي يسهلها له يوسي جينوسار ضابط الشاباك وهو جهاز الأمن الداخلي الاسرائيلي والمسؤول عن التعامل مع ملف دحلان, وكان من المقدر أن تظل هذه التفاصيل طي الكتمان, لولا ان تسرب بعضها للصحافة الإسرائيلية وتناقلتها وقتها مواقع التواصل الاجتماعي الاسرائيلية, دحلان الذي قابل اسحاق مولخو المبعوث الشخصي لنتانياهو لم يكف منذ عام 2010 عن محاولة التأثير على ما يجري في السلطة الفلسطينية من مقر اقامته الجديد بدبى بعد أن سافر إليها عن طريق الاردن في أعقاب طرده من عضوية اللجنة المركزية لحركة فتح, ففي عام 2010 ارسل دحلان خطاباً الى الادارة الامريكية يقول فيه ” ابو مازن غير مؤهل لاقامة السلام بل اننا نحن المؤهلون لهذا, ولا مفر من إستبدال أبو مازن بشخصية قادرة على التوصل لانجازات ” كما نقلت عنه صحيفة معاريف الاسرائيلية الشهر الماضي, بل يقوم كذلك بتمويل أعمال مختلفة في معسكرات اللاجئين في المناطق التابعة لسيطرة السلطة الفلسطينية.
علاقة دحلان وبعض الاشخاص الآخرين المحسوبين على السلطة الفلسطينية بإسرائيل غير خافية على أحد, فمنذ وقت طويل ودحلان لم يكف عن التفاخر أمام أصدقائه بعلاقته بفتاة الليل الاسرائيلية الشقراء التي وفرها له جهاز الأمن الداخلي الاسرائيلي كمكافأة على خدماته الصادقة وجهده اللا محدود في خدمة اسرائيل ومن الطريف أنه نُقِل عنه انه كان يحلم طيلة حياته بأن يصادق فتاة اسرائيلية ويبدو أن الاسرائيليين شخصوا نقاط ضعفه بالكامل ولعبوا عليها جيداً, وامتلاكه لفيلا في مدينة هرتسليا الساحلية والتي خصصها لمقابلاته مع فتاة الليل الاسرائيلية الشقراء أمر معروف للجميع ودخوله إلى المناطق المحتلة في جنح الظلام تحت حراسة الشرطة الإسرائيلية مع عدد آخر من رموز السلطة الفلسطينية السابقين أمر لا يجهله أحد, وحتى لقاءه بعومري شارون ابن رئيس وزراء اسرائيل السابق في منزل أحد رجال الأعمال الفلسطينيين ومعه ( صديقه ) يوسي جينوسار ضابط الشاباك الاسرائيلي في الوقت الذي كانت قوات الاحتلال الاسرائيلي تحاصر فيه مكتب الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات, تسرب للصحف على الرغم من انكاره لهذا.
ليست المشكلة في دحلان وعلاقته بأجهزة الأمن الاسرائيلية ولا في البطاقة التي يدخل بها المناطق المحتلة والتي زودته بها أجهزة الأمن الاسرائيلية ولا في تلقيه الأوامر من الاسرائيليين, وليست المشكلة كذلك في تصريح نجيب ساويرس رجل الأعمال المصري الذي أتهم على لسان الجاسوس الأردني المحبوس حالياً على ذمة قضية تجسس بأنه بنى ابراج موبينيل في سيناء مائلة نحو الجانب الاسرائيلي ليسهل على أجهزة التنصت الاسرائيلية مهمة التنصت على المكالمات في شبكة موبينيل, والذي قال ( دحلان أشرف من الشرف ), وليست الكارثة أن نجيب ساويرس دفع مبلغاً 30 ألف دولار أو يزيد لنيلي برئيل زوجة ايهود باراك ليتوسط له ايهود باراك شخصياً بكل حماس وإخلاص لزيادة حصته في شركة الاتصالات الاسرائيلية لدى مدير الشاباك ووزير الاتصالات الاسرائيلي, ولم يقتصر الأمر على التوسط بل تحدث ايهود باراك الذي كان يلعب دور السمسار لنجيب ساويرس أكثر من مرة تليفونياً إلى مدير الشاباك الاسرائيلي وهو الأمر الذي قابله هذا الأخير بجفاء, بل أن الحماس الذي أعقب لقاء نجيب ساويرس بـ إيهود باراك فاق كل الحدود, فقام إيهود باراك بالتحدث بنفسه أكثر من مرة لرئيس الوزراء الإسرائيلي وقتها إيهود أولمرت شخصياً, ويبدو أن نجيب ساويرس كان سخياً للغاية مع ايهود باراك حتى أن ايهود باراك صرح بعد رفض جهوده غاضباً بأن العسكريين الاسرائيليين هم مجموعة من المترعشين وأنهم يضيعون على إسرائيل استثماراً هاماً, وهي تفاصيل نشرتها الصحف الاسرائيلية عام 2009 وليست المشكلة في أن شركة أوراسكوم المملوكة لساويرس في انجلترا دفعت تبرعاً نقدياً لتمويل الحملة الانتخابية لإيهود باراك, وليست الكارثة في أن نجيب ساويرس دفع مبالغ ضخمة لإبقاء الفضيحة طي الكتمان في الصحف المصرية بعد أن وصلت انباءها للصحافة الإسرائيلية وصمتت عنها الصحف المصرية بعدها بأوامر عليا كما روى بعض العالمين ببواطن الأمور في قمة هرم العمل الصحفي سنة 2009,
كل الأمور السابق ذكرها يمكن أن يعرفها من يعمل في مجال الصحافة بقليل من الجهد, السؤال الذي لا نعرف له إجابة حتى الآن, لماذا يرسل رئيس الوزراء الاسرائيلي مبعوثه الشخصي اسحاق مولخو منذ حوالي شهر لمقابلة دحلان, وتقول الصحف الاسرائيلية أن بعض دوائر صنع القرار في الحكومة الإسرائيلية الحالية لم تعد واثقة في أن أبو مازن يمكنه التوصل لترتيبات سلام نهائية نظرا لعدم سيطرته علي قطاع غزة. ثم يظهر صبي إسرائيل الأول على إحدى محطات التلفزيون المصرية مع مذيع كان يدعي الوطنية وصدعنا في الماضي باشمئزازه من المصريين المتزوجين من فتيات اسرائيليات, ليستضيف صبي إسرائيل دحلان ليهاجم أبو مازن المنبطح فعلياً لاسرائيل ؟؟
أبو مازن قال منذ سنة أنه لا يعتبر مدينة صفد مدينة فلسطينية وهو تصريح أغضب الفلسطينيين كثيراً وقتها, والرجل قدم كل ما يستطيع تقديمه لترضى عنه اسرائيل ولكنه غير قادر كما يقول الإسرائيليون على السيطرة على قطاع غزة في الوقت الذي خدم فيه دحلان إسرائيل باخلاص, مع شريكه وزير دفاع الانقلاب في مصر والذي صرح دحلان أنه صديقه وأشار إلى وجود رجاله في سيناء في الفترة الماضية, فهل كان ينبه اسرائيل بهذا التصريح إلى الخدمات التي أسداها لهم في سيناء بمعرفة صديقه وزير دفاع الانقلاب في مصر ؟ وهل ظهوره على قناة مصرية لانتقاد أبو مازن بهذه الطريقة العلنية هي نوع من جس النبض في الشارع الفلسطيني تمهيداً لتغيرات قادمة في السلطة الفلسطينية يلعب فيها دحلان دوراً ما لصالح أولياء نعمته في إسرائيل بعد أن أثبت بتعاونه المثمر مع صديقه وزير دفاع الانقلاب في سيناء أنهم أفضل من يخدم اسرائيل ؟
وهل لهذا علاقة بإقالة قائد الجيش الثاني أحمد وصفي والمسؤول الأول عن المجازر التي نفذتها قوات الانقلاب في سيناء خلال الأشهر الماضية ؟ هل هي رسالة ترسلها إدارة الانقلاب لإسرائيل باستعدادهم الكامل للمزيد من نشر رجال دحلان في سيناء بما يكفل أمن اسرائيل ؟ هل هو نوع من الاستربتيز السياسي الذي تمارسه إدارة الانقلاب في مصر مع شريكها دحلان بهدف استرضاء اسرائيل لتلعب دوراً ضاغطاً على الحكومة الأمريكية الموضوعة الآن نوعاً بين المطرقة والسندان, فهي ترغب بشدة في الاعتراف بالانقلاب ولكنها تواجه ضغطاً من الرأي العام الأمريكي الذي قد ينظر لهذا الدعم باعتباره كيلاً بمكيالين بعد دعمها لثورة أوكرانيا, وخصوصاً أن إدارة الانقلاب في مصر لم تبذل أي مجهود للإيحاء بوجود إطار ديموقراطي مصطنع وما تزال تتصرف بنفس (( الغشم )) الذي ميز حركتها منذ بداية الانقلاب, هي مجموعة من التساؤلات ربما تجيب عنها الأيام القادمة ان شاء الله