الفترة الماضية كانت فترة تأديب للمسلمين في مصر
السيسي كان فترة تأديب للمسلمين
المجازر وعلى رأسها مجزرة #رابعة كان مقصودا منها تحطيم هيكل الإخوان المسلمين تحديداً تمهيدا لتخفيض سقفهم السياسي الى ما عليه حركة النهضة في تونس بمعنى دمجها في نظام علماني تصبح فيه مجرد احدى المكونات وتصبح فيه تحت السيطرة الكاملة كما في تونس
الفترة الماضية التي عينوا فيها السيسي كان هدفها تركيع المسلمين في مصر بالغلاء والمجازر والقمع غير المسبوق والتجويع وتبوير جانب كبير من الأراضي الزراعية وهجوم عنيف على أهالي سيناء عن طريق ميليشيات #الجيش_المصرائيلي ومهاجمة لدين المسلمين وتحقير لهم في الاعلام لكي يرضى المسلمون بمد مياه النيل لاسرائيل ولكي يرضون بتفريغ سيناء دون اعتراض كبير ولكي يفهموا انهم يعيشون في دولة تحكمها اسرائيل
والاهم من ذلك هو تحطيم المناعة السياسية فالمعارضون القوميين سقطوا والمعارضون الليبراليون سقطوا وهياكل الاخوان المسلمين تحطمت تماما وبالتالي اصبح الطريق مفتوحا لتصنيع (معارضة) على المقاس وقت الحاجة
وهذا نجح الى حد كبير لان الاجهزة التي دبرت الانقلاب من البداية تعمدت اعتقال أي أشخاص مؤثرين (الشيخ حازم ابو اسماعيل وعصام سلطان وخيرت الشاطر والبلتاجي) وسمحت بسفر من لا تأثير لهم ومن يقودون الناس من هزيمة الى هزيمة الى جانب السماح بسفر قيادات الجماعة الاسلامية (الذين قاموا بمراجعات مع امن الدولة) لانهم تحت السيطرة
(وفي مرحلة معينة من الحراك المصري وبعد تطفيش الإخوان المسلمين من قطر الى تركيا بعد قضاء فترة النقاهة ما بعد الانقلاب, بدأ التمهيد لتحويل الحراك الى حراك حقوقي في تركيا قامت الاجهزة المشرفة على اللعبة بالدفع بأيمن نور من لبنان الى تركيا ليصبح بؤرة علمانية تتسع بالتدريج ومن حوله الجماعة الاسلامية وبعد تمت رعاية انشقاقات محسوبة في كل من جماعة الإخوان المسلمين وتحالف دعم الشرعية)
وبعد الانقلاب مباشرة تم تقسيم دويلات سايكس بيكو (وكل حكامها صبية لاسرائيل) الى معسكرين (هذا التقسيم كان موجوداً بعد بداية موجة انتفاضات الربيع العربي), معسكر الدول الشريرة التي تعمل ضد الثورات (أولاد سعود وأولاد زايد وبشار والسيسي وحفتر) ومعسكر الدول الطيبة التي تعمل من أجل الثورات (تميم واردوغان) وجميعهم عملاء للنظام العالمي لا يخرجون عن طاعته والمسألة فقط توزيع أدوار واللعبة كانت تتم بطريقة (اضرب ولاقي) كما يقول المثل الشعبي المصري بنفس طريقة الاحتواء كما حدث في عهد عبد الناصر وفيصل ولا فرق بين الحقبتين ولا فرق بين الشعوب التي لا تتعلم
كان الهدف من تقسيم دويلات سايكس هو عزل الدول (الطيبة) عن التأثيرات والكوارث التي ستتم في الدول التي وقعت بها انتفاضات ولكي يكون لدول مثل تركيا وقطر الفرصة في ان يلعبوا الدور المنوط بهم في هذه اللعبة الكبيرة
(وهنا سأشير الى تناقض واحد في المواقف لينتبه الناس الى ان هناك من يوزع الأدوار على صبية دويلات سايكس بيكو, فتركيا التي تضم عدة قواعد عسكرية امريكية حاولوا القول انها مستهدفة من امريكا !! وقطر ادعت انها مضطرة لغلق قناة الجزيرة مباشر مصر تحت ضغوط سعودية التي ترفض دعم قطر للثورة المصرية (كما قالوا وقتها) مع ان الجزيرة الان تفضح تاريخ آل سعود منذ شهور أنفسهم دون ان يستطيع ال سعود المساس بقطر)
في الفترة القادمة سيعيد المخرج الحال في حقل تجارب سايكس بيكو الى ما كانت عليه قبل انتفاضات الربيع العربي
وسيهرول أردوغان وتميم للتصالح مع النظام في مصر وسوريا وبإيقاع محسوب ولكن سيسبق هذا مبادرة تنازل كبرى تنطلق من اسطنبول يتنازل فيها إبراهيم منير عن كل الثوابت ويخرج كل من في اسطنبول يدعموها وليهاجموا كل من تسول له نفسه ان يتحدث ضدها (بعد ان قام اردوغان بارهابهم بكارت ارهاب وهو تسليم الشاب المحكوم عليه بالاعدام الى الانقلاب)
وغالبا سيتم استبدال السيسي بشخص آخر بنفس طريقة بوتفليقة لاعادة بعض الهدوء للبيئة المصرية وسيعقب ذلك خروج المعتقلين ان شاء الله وفتح الاجواء السياسية قليلاً والتخفيف عن الإخوان المسلمين (ليعملوا بطريقة حركة النهضة) وبنفس الطريقة الانتقالية التي تمت بين عبد الناصر والسادات وبين الحكومات العلمانية وأردوغان
وهذه المرحلة ربما يسبقها مرحلة قصيرة أخطر في تأثيراتها (حرب قصيرة تديرها العصابة المسلحة من العاصمة الإدارية لتعيد تقسيم مصر).
توقعوا الفترات القادمة ان تخرج من اسطنبول مبادرات تتنازل عن كل شيء ليس فقط شرعية الرئيس مرسي بل ربما شاهدنا من يطالب بالتصالح مع العسكر ونسيان كل شيء.
وتوقعوا أن يخرج سياسيون يدافعون عن هذه المبادرة بمنتهى الشراسة من اسطنبول فقد تعلموا من رأس الفتى الذي سلمه اردوغان للسيسي
وتوقعوا ان تغني أصوات السياسيين من اسطنبول لترد عليها اصوات من قطر من كتيبة الموظفين غير الرسميين تتغنى بحلاوة وجمال وطعامة واناقة وشياكة المبادرة