وقت ما سنة 2012
في فيلته الفاخرة يتكأ محمد حسان, وأمامه شاشة تليفزيون ويقلب بيده بين القنوات, يستمع إلى الأخبار, ثم يحول القناة إلى تردد يعرفه جيداً ليطمئن على قناة ( الرحمة ) المملوكة له, يمسك تليفونه ويتصل بمدير القناة ليلقي إليه بعض الأوامر ثم يشمر أكمام جلبابه الفاخر ويهاجم الصحن الضخم أمامه ليستمتع بالأرز بالمكسرات وقطع لحم الضأن الكبيرة.
على الشاشة أمامه تتابع أخبار زيارة أحمدي نجاد للقاهرة, فينهي طعامه مسرعاً ويركب سيارته الفاخرة ويسرع إلى استوديو قناة الرحمة ليجلس أمام الكاميرات, يهذب لحيته ويضع قليلاً من المسك الفاخر وارد السعودية, يتنحنح ويعدل من وضع الغترة على رأسه ثم يبدأ في الحديث موجهاً كلامه إلى الرئيس مرسي.
مشيراً باصبعه متهانفاً متباكياً
كيف ينصرك ربك وانت تفتح الباب للشيعة الذين يسبون أصحاب رسول الله
يمد الواو في ( يسبوون ) لإحداث التأثير المطلوب
ثم على طريقة يوسف وهبي يختتم كلامه ليحصل على ( السوكسيه )
والله لن يمكنك الله
تصفيق حاد في الاستوديو
يتلقى المكالمة التي كان ينتظرها
على الجانب الآخر اللواء أركان حرب فلان الفلاني, يهنئه على الحلقة, وحسان يتلقى مديحه بتواضع متسائلاً
عجبتك الحلقة يا سيادة اللوا ؟
بعد عدة شهور
14 أغسطس 2014
صفحات الفيسبوك تمتلئ بأخبار عن مشاركة حسان في اعتصام المهندسين ثم تتابع الأخبار حتى تصل إلى ( الفينالة ) المطلوبة.
( حسان أصيب من الغاز الذي أطلقته الشرطة ودخل الإنعاش )
ومن شدة صدمة المجزرة لا نلتفت جميعاً إلى أن الانقلاب اعتقل شيوخاً أفاضل أثقل علمياً ودولياً من حسان مثل الشيخ صلاح سلطان عضو مجلس أمناء الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بينما ترك حسان ( شوف النصيب ) في غرفة الإنعاش.
في خلفية المشهد, لواء مخابرات يتلقى تقريراً عن الأخبار عن حسان, فيقرأه في رضا ويقول
“كويس نبقى نطلعه تاني لما الأمور تهدى”
ننشغل نحن أحياناً ثم نعود لنتذكر حسان, فنسأل أين هو, فنجد من يرد أنه في الإنعاش.
تمر الشهور ويظهر حسان من جديد بعد أن قضى فترة “البيات الشتوي”
يُعتقل الشيخ محمود شعبان وتسوء حالته في المعتقل بينما حسان يجلس مع طاقم قناة “الرحمة” ليعد برامج الموسم الجديد في رمضان القادم.
يتم إعدام الشهيد محمود رمضان ظلماً وحسان منشغل في إعداد برامجه.
يصدر حكم إعدام على الرئيس مرسي
يعدم شهداء عرب شركس
يتم استقبال وفد من الحوثيين الشيعة الذين يسبون صحابة رسول الله في القاهرة ويقيمون معرضاً للصور ولا يخرج حسان ليقول للمعتوه أن الله لن ينصره ولن يمكنه لأنه استقبل من يسبووون السيدة عائشة رضي الله عنها
وعندما تسأل عن حسان, تجد من يقول أنه في غرفة الإنعاش
ثم تقوم المخابرات بإخراج فيلم رديء وتفجر سيارة أمام قنصلية خاوية
فيترك حسان غرفة الإنعاش وينزع أنابيب التغذية ويرتدي الغترة ويهذب لحيته ويضع الكثير من المسك ليصرح في تقوى وحرارة أن قتل المعاهدين حرام
لا تقلق يا حسان, فالمخابرات لا تجرؤ على قتل مواطني الاتحاد الأوربي وحرصهم على حياتهم يفوق حرصك على قناة الرحمة, هم فقط يقتلون المسلمين المصريين, فلا تقلق.
ليتك فقط يا حسان تضع قليلاً من المسك وتلتحف الغترة وتوضح لنا حكم اغتصاب الفتيات في معتقلات العسكر
قل لنا يا شيخ الطريقة المخابراتية, ما حكم قتل المصريين في الشوارع ؟
وما حكم من يتبجح بأنه يضمن أمن الكيان الصهيوني ؟
ما حكم إصدار حكم الإعدام على الرئيس مرسي في قضايا ملفقة ؟
وما حكم الإنقلاب العسكري واختطاف الرئيس وقتل الآلاف واغتصاب الفتيات والتعاون مع العدو ؟
هل تجرؤ على الإجابة أم تحتاج إلى استشارة مديرك بالمخابرات أولاً ؟