اليوم 19 يونيو، هو ذكرى انقلاب عسكر الجزائر (ضباط فرنسا) على الشعب الذي لم يكن تحت أي حكم شرعي بأي حال من الأحوال تحت قيادة هواري بومدين .. عبد الناصر الجزائر الذي الجزائري دبرت له فرنسا هذا الانقلاب حتى لا تتأثر مصالح فرنسا في الجزائر
هذا الانقلاب يفسر لكم كيف وصل ضباط فرنسا إلى حكم الجزائر، ليس لاستقلال الجزائر, ولكن كي يبقى الشعب الجزائري تحت السيطرة
هواري بومدين، هو محمد إبراهيم بوخروبة .. المجاهد الذي لم يطلق رصاصة واحدة على الاحتلال الفرنسي حسب وصف أحمد بن بيلا له
لم يكن يوما مناضلا بل كان عدواً للمجاهدين (شهادة أحمد بن بلة على العصر-قناة الجزيرة)
بنفس السيناريو الذي تم في مصر من إنقلاب يوليو 1952 كان هناك سيناريو شبيه في الجزائر
ففي عام 1949 وبعد عودة بن بلة إلى الجزائر قادما من فرنسا بعد حصوله على أعلى وسام في فرنسا قلده إياه الجنرال ديجول عقب الحرب العالمية الثانية بدأ في عملية تكوين خلايا سرية على غرار الحرس الحديدي في مصر وفي عام 1949 أصبح بن بلة رئيس التنظيم السري العسكري لحزب الشعب الذي قام بعدة عمليات عسكرية ضد الفرنسيين منها هجوم مسلح على مركز بريد وهران
بعدها تمت مطاردة بن بلة من الفرنسيين الى أن تم القبض عليه عام 1950 وسُجن بتهمة تأسيس جيش سري
لكنه تمكن من الهرب من السجن سنة 1952 وهرب إلى فرنسا ومنها الى سويسرا ومنها الى القاهرة التي بدأ فيها التواصل مع المقبور عبد الناصر ليتم الترتيب لما سُمي بثورة الجزائر سنة 1954 ونستطيع القول هنا ان بن بلة والذي انقلب عليه بومدين (أحد ضباط جيش فرنسا) كان يمثل الضابط محمد نجيب الذي انقلب عليه عبد الناصر بعد (انقلاب يوليو 1952)
في شهادته عن ضباط فرنسا يقول رئيس الحكومة الأسبق بلعيد عبد السلام أن التحقاهم بالجيش الفرنسي كان ” خيارا مبرمجاً وممنهجاً” وجاء هذا حسب ماقاله وفقا للمخطط الذي أعده الجنرال ديجول لإدماج هؤلاء الضباط في الثورة
ولكم ان تتخيلوا ان شخصاً مثل خالد نزار مجرم العشرية السوداء كان أحد هؤلاء الضباط الذي انضم للجيش الفرنسي سنة 1956 والتحق بالثورة سنة 1958
وهذا يجعلنا نتسائل عن الدافع الحقيقي وراء وصول بعض “ضباط فرنسا” إلى مناصب حساسة في الجيش خلال الفترة التي أعقبت الانقلاب الذي قاده هواري بومدين سنة 1965 على الرئيس أحمد بن بلة فيما يعد أكبر عملية إختراق قامت بها فرنسا للثورة الجزائرية
حيث استعان بومدين بالعديد منهم في وظائف هامة في الدولة
من بين هؤلاء إيدير وشابو والتواتي وخالد نزار والعماري والعربي بالخير وبن شريف وقنايزية
الأعجب من ذلك أن بومدين دافع عن ضباط فرنسا ووقف الى جانبهم بشكل كبير جدا في مؤتمر جبهة التحرير الوطني عام 1964 وذلك حين رفض فكرة تطهير الجيش الوطني الشعبي الجزائري والتخلص من ضباط فرنسا وهي الفكرة التي طرحها شعباني وبعض المؤتمرين وذلك بحجة الاستعانة بهم كمعادلة قوة على الأرض يمكن الاستفادة منهم في تكوين جيش نظامي للجزائر على غرار جيوش المنطقة بل أن بومدين قام بإعدام محمد شعباني بتهمة مزعومة وهي محاولة فصل الصحراء
والمتابع لتاريخ الجزائر يعرف كيف تغول هؤلاء وأحكموا قبضتهم على السلطة في الجزائر في بداية الثمانينات وكيف أنهم قاموا بتصفية واسعة لكبار ضباط الثورة وعلى رأسهم الجنرال مصطفى بلوصيف وكان يشغل منصب قائد الأركان فما كان من هذه العصابة الا بالتخلص منه عن طريق محاكمته بتهمة الفساد سنة 1992
وبعد ذلك أطاحوا بالرئيس الشاذلي بن جديد وارتكبوا مجازر وحشية عقب فوز الجبهة الإسلامية للإنقلاذ وهو ما يعرف بالعشرية السوداء
في حوار أجرته معه جريدة الشروق الجزائرية قال الوزير الأول الأسبق عبد الحميد الإبراهيمي أن الجيش الفرنسي أرسل 14 ضابطاً من بينهم خالد نزار لاختراق الثورة الجزائرية
وقال الإبراهيمي انه كان يرى في هؤلاء الضباط أنهم مخطط فرنسي للسيطرة على البلاد وقال انه قابل بومدين وحذره منهم لكن بومدين رد عليه بأنه يعتبرهم أداه لمهمة معينة لكن ما حدث هو ان هؤلاء الضباط تمكنوا من مفاصل الحكم في الجزائر
وفي كتابه ( أصل المأساة الجزائرية . شهادة عن حزب فرنسا الحاكم في الجزائر) قال الإبراهيمي أنه حاول تقديم النصح لبومدين بخصوص هؤلاء الضباط حيث قال ” يا سي بومدين لك مني نصيحة لله وفي الله…أنا في الخطوط الأمامية أمام العدو الفرنسي، ولا أعرف إذا كنت سأعيش لأحضر الاستقلال أم لا وأنا لست مرتاحا لهؤلاء الضباط الفارين من الجيش الفرنسي والملتحقين بصفوف الثورة”
ويستكمل حديثه ويقول بعد أن انهيت نصيحتي لبومدين قال لي “يا سي عبد الحميد هؤلاء بالنسبة لي مثل ” التورنيفيس” سأستعملهم ما يديرو والو…”، فأجبته: “راك غالط، هؤلاء النّاس عندهم خطة للمستقبل”
ويستطرد الإبراهيمي ويقول ان بومدين كان صامتا وهادئا تجاهم ولم يكن متخوفاً منهم رغم تحذيراتي المتكررة منهم
يذكر أن بومدين أصدر بيانه الأول بعد انقلابه على الشرعية الثورية في يوليو 1951 والذي أعلن فيه استقالة هيئة الأركان العامة لجيش التحرير الوطني وترسيخ الحكم العسكري وهو ما سمي فيما بعد بالأستقلال ( الاستقلال المزور) وهو الحكم العسكري الذي لايزال يحكم الجزائر حتى يومنا هذا
وبالتالي ضمنت فرنسا الجزائر للأبد وهو نفس ما حدث في مصر عندما تم دس مجموعة من الضباط أطلقوا عليهم الضباط الأحرار لتحويل دفة الغليان الحقيقي ومقاومة بريطانيا التي كانت تقودها الجمعيات السرية المسلحة ليتم السيطرة عليهم من قبل المخابرات الامريكية عن طريق عميلهم المقبور عبد الناصر لتصبح مصر مستعمرة أمريكية بعد ان كانت مستعمرة بريطانية ويقدموا للشعب استقلالاً صوريا حتى يتم إخماد الثورة الشعبية الحقيقية للأبد
ومع تمكن عسكر الجزائر من مفاصل الحكم بدأ الجيش الجزائري يسيطر على كل شيء من خلال مافيا العسكر الذين سيطروا على تجارة العقارات وتجارة المواد التموينية ومواد البناء وغيرها وأصبح جنرالات الجيش الجزائري هم من يتحكمون في الاقتصاد على غرار جنرالات الجيش المصري
وللحديث بقية ان شاء الله
في مقالي القادم سأكشف الحيل الدعائية التي مورست لرسم صورة بومدين كزعيم عربي يهتم بالشأن الفلسطيني وقضايا الأمة من خلال مجموعة من الأحداث والصور والأقوال
المصادر :
موقع محمد العربي زيتوت .. ضباط فرنسا
كتاب أصل المأساة الجزائرية . شهادة عن حزب فرنسا الحاكم في الجزائر-عبد الحميد الإبراهيمي
موقع الشروق- حوار الوزير الأول الأسبق عبد الحميد الإبراهيمي
نفس الرعاع خرجوا من نفس بالوعة المجاري للمستعمر
المقبور بوخروبة نسخة من المقبور حبيب المجاري عبد الناصر انقلابيين و عملاء و حنجوريين