آيات عرابي تكتب|خدعة سلاح (لا مؤاخذة) البترول!

هذا المنشور مخصص لمعالجة الأخوة الفولكلوريين, القاطنين في جمهورية الموز العسكرية الوهمية الموازية والذين يتغذون على الانتصارات الإعلامية

إعادة تدوير البترودولار

حقائق تسمعها لأول مرة خارج إطار الإعلام المصري وهي حقائق قد تصدمك وقد تؤلمك وقد لا تصدقها

“وأصبح الشيخ زكي يماني والذي كان وقتها وزير البترول السعودي, هدفا لاهتمام الصحافة الغربية. وصورته على أنه الرجل الأقوى في العالم لقدرته المزعومة على تحديد أسعار النفط العالمية, واتهمته بالمسؤولية عن الكساد الاقتصادي العالمي الذي اعقب ذلك.

وأثبت البحث اللاحق خلفية مغايرة تماما لأزمة البترول في (1973- 1974) أكبر من مجرد مجموعة من شيوخ النفط الطماعين المتآمرين لزيادة أسعار البترول إلى 400%. فقد كانت الزيادة في أسعار البترول قد تقررت قبلها وكانت حرب أكتوبر هي الزناد الظاهر الذي داسوا عليه لإطلاق أزمة البترول.
وقد تم التخطيط لصدمة زيادة أسعار النفط خلال اجتماع سري في مايو 1973 في منتجع سولتسجوبادن بالسويد. وضم الاجتماع رؤساء الشركات البريطانية والأمريكية والفرنسية متعددة الجنسيات, والتي كانت تسمى وقتها (الأخوات السبعة). كما ضم الاجتماع كبار مسؤولي بنوك لندن وأهم سياسيي بلدان حلف الناتو. وكان هنري كيسنجر من بين الحاضرين.

وتم التخطيط في الاجتماع لرفع أسعار النفط إلى 400% بعد ستة شهور (بعد ستة شهور من مايو أي وقت حرب أكتوبر المزعومة), وناقش الحاضرون كيف ستستثمر الشركات الكبرى تلك الزيادة فيما اسماه هنري كيسنجر بـ (إعادة تدوير البترودولار).

وجاءت إعادة التدوير عبر لندن من خلال قروض أوربية بالدولار لدول العالم الثالث المدينة والتي تم اجبارها على الاقتراض لتمويل تكاليف استيراد النفط الضخمة الجديدة (بعد ارتفاع السعر).

وفي جزء آخر
” وعقدت الخزانة الأمريكية سرا مع مؤسسة النقد العربي السعودي اتفاقا يتم بموجبه استثمار جزء كبير من عائدات أرباح البترول الناتجة عن الأزمة في تمويل العجز الاقتصادي للحكومة الأمريكية. وتم ارسال احد كبار المصرفيين لإعطاء النصح لمؤسسة النقد السعودية لتوجيه الأموال لبنوك نيويورك ولندن.”

A Century of War: Anglo-American Oil Politics and the New World Order
وليام انجدال: كتاب قرن من الحرب: سياسات النفط الأنجلو الأمريكية والنظام العالمي الجديد

“ومن الواضح أن هناك ما هو أكبر من قوانين العرض والطلب, تسببت في ايداع 70% من الأصول السعودية بالولايات المتحدة في حساب حكومي بنيويورك.

The Hidden Hand of American Hegemony
ديفيد سبيرو : كتاب اليد الخفية للهيمنة الأمريكية

هذه الضربة العبقرية لم تكن فقط ذات فائدة ضخمة للمصالح المصرفية الامريكية والبريطانية بل أيضاً للأخوات السبعة أو شركات النفط العملاقة البريطانية والأمريكية ( اكسون – تكساكو – موبيل – وشيفرون – جلف – بريتيش بتروليوم – رويال دتش – شيل )

A Century of War: Anglo-American Oil Politics and the New World Order
وليام انجدال: كتاب قرن من الحرب: سياسات النفط الأنجلو الأمريكية والنظام العالمي الجديد

(مش مصدق الخواجات الكدابين اللي عاوزين يضربوا وحدة الصف العربي وينزعوا من العرب أي إنجاز اقرأ شهادة أحمد زكي يماني وزير البترول السعودي اللي قال بنفسه ان كيسنجر كان وراء رفع أسعار النفط وقال انه بيحترمه لأنه مخطط بارع وانه لما الملك فيصل ارسله لشاه ايران, قال له شاه ايران: اسأل كيسنجر هو عارف كل حاجة)

شهادة احمد زكي يماني
http://www.globalresearch.ca/sheikh-zaki-yamani-forme…/21496
ـــــــــــــــــــــــ

وسبب التخطيط لرفع الأسعار والاستفادة من حرب أكتوبر التي قام كيسنجر بتخطيطها مسبقاً مع صبيانه ديان والسادات, ليس فقط إخراج مصر خارج دائرة الصراع وجعل سيناء خالية من أي تنمية وأي سلاح وكل الأسباب التي تناولتها من قبل في مقالات سابقة, بل أيضاً تبرير رفع أسعار البترول أمام المواطن الأمريكي, حيث كانت الشركات السبعة تعاني من ديون ضخمة وخسائر في رأسمالها بسبب بدء استخراج البترول من مناطق بحر الشمال وخليج برودو في ألاسكا وكان يجب أن يتم رفع السعر, ولن يتم رفع السعر الا بإحداث صدمة يكون لها سبب واضح وتطول فترة معقولة ( من أكتوبر حتى مارس 1973) و لتجنب رد فعل المواطن الأمريكي والأوربي تم افتعال الأزمة وقرار الحظر وتمت قرطسة المواطن الأمريكي بتقارير صحفية عن الحكومة السعودية الجشعة (والتي لم تكن في الحقيقة تملك من أمر نفسها شيئاً) وتمت قرطسة المواطن العربي بـ (سلاح البترول) ونام قرير العين ومزقطط !!

وبعد انتهاء الحظر الذي خطط له كيسنجر انبسط الشعب المصري بالانتصار المزعوم الذي انتهى والصهاينة على بعد 100 كيلومتر من القاهرة وأسر 8031 أسير مصري ومحاصرة الجيش الثالث كله و انسحاب كل القوات من سيناء ( لم يتبق منها سوى 30 دبابة و7 آلاف جندي بأوامر من السادات – راجع تفاصيل اتفاق فك الاشتباك بالكيلو 101). وأصبحت سيناء نهبا للفراغ بدون تنمية وتعمل كحاجز بين الكتلة السكانية في مصر وبين الكيان الصهيوني وتم تثبيت نظام العسكر بوجه جديد عميل بالكامل للمخابرات الأمريكية ويتقاضى راتبه منها عن طريق مدير المخابرات السعودية وأخو زوجة الملك فيصل, كمال أدهم (راجع المصادر الصحفية والكتب الأمريكية والعربية وشهادة حسين الشافعي بمنشور سابق على الصفحة)

ونجحت شركات النفط في تسويق النفط المستخرج من بحر الشمال وخليج برودو بالاسكا للمواطنين الأمريكيين وتجاوزت أزماتها المالية.

وازدادت الدول الغنية غنى وازدادت الدول الفقيرة فقرا ولكن المواطن العربي ظل يردد (سلاح البترول – سلاح البترول)

وعاش اللي قال للرجال عدوا القنال (اكيد يقصدوا كيسنجر )

ويا مأمنة للرجال يا مأمنة للمية في الغربال

هكذا اخرج كيسنجر مسرحية أكتوبر ومشهد سلاح البترول, وتضحكني كثيرا تعليقات بعض القراء الذين يصرون على اعتبار سلاح (لا مؤاخذة) البترول دليلا على مسخرة اكتوبر

هل تعتقد ان السعودية التي تودع 70% من عائدات البترول في حساب حكومي بأمريكا يمكن أن تسول لها نفسها التفكير في قطع البترول عن أمريكا ؟

وهل تعتقد ان قرار الحرب الذي اتخذه كيسنجر في السويد في شهر مايو 1973 كان قرار السادات ؟

قرار الحرب كان قرار كيسنجر أيها الإخوة الفولكلوريون

رحمة الله على الشهداء الذين دفعوا أرواحهم في تلك المسرحية