آيات عرابي تكتب|سيناء مصنع الفوانيس!

بعد الانقلاب مباشرة دخلت قوات من الجيش المصرائيلي إلي سيناء
ومن الواضح أن الهدف كان تدمير البؤر المسلحة في سيناء والتي نشأت سنة 2001 تحت مسمى (انصار بيت المقدس) ثم تحولت بعد الانقلاب إلى (ولاية سيناء)
بالاضافة إلى إخلاء مدينة رفح وفرض حصار على غزة وتدمير الأنفاق لحصار المقاومة الفلسطينية لحساب العدو الصهيوني
بالإضافة إلى توسيع قناة السويس بطول 35 كيلومترا في منتصف القناة لتصبح مانعا ضخما أمام أي محاولة تحرير لسيناء في المستقبل.

ومن الواضح من تصريحات سابقة للسفيرة الأمريكية قالت فيها في عام 2013 أن اليهود سيعودون إلى مصر وسيتوسل إلينا المصريون لإنقاذهم من الفقر والمجاعة
أن مهمة عاهرة بني صهيون كلب الانقلاب في مصر هي تجهيز سيناء لاحتلال صهيوني وشيك وتجويع المصريين بترك إثيوبيا تكمل بناء السد الذي سيبدأ تشغيله في 2017 وهو في هذه المهمة مسير لا مخير يأتمر بأمر أسياده وينفذ اجندة واضحة
الاختبار الشيطاني هو الذي تعرض له الجيش المصرائيلي

وضعت أمامه لحوم المصريين وكان أمامه أن يأكل منها أو يرفضها ويدافع عن الشعب
ولكنه رسب في الاختبار, وتحول إلى آلة اعتداء
وتحطمت سمعته وأصبح مطارداً في سيناء
واصبح ارتداء الملابس العسكرية عاراً
وتصرف بالضبط كما تصرف جيش النظام السوري
وقلت من قبل أن تلك الجيوش صُنعت لتأمين الكيان الصهيوني ولكن هذا ليس موضوعنا الآن.

لا يمر يوم دون تفجير دبابة او مدرعة ومقتل ضباط وجنود للجيش المصرائيلي في سيناء
وفي الأيام الماضية اتخذت عمليات ولاية سيناء منحنى مختلف
حدث تطور كبير
فقد امتدت عملياتهم من رفح والشيخ زويد إلى العريش نفسها
و أصبحوا يستهدفون المدرعات والدبابات بشكل يومي
واصبحوا يستهدفون قيادات وضباط الميليشيات اكثر من جنود ميليشيات الجيش المصرائيلي
وهو تطور يشبه كثيراً ما حدث في العراق لجيش الاحتلال الأمريكي

ففي الفترة من 2003 إلى 2008
قامت المقاومة العراقية بـ 164 الف عملية وهذا الإحصاء لا يشمل الهجمات جنوب وشرق العراق ولا يشمل الفترة اللاحقة من 2008 إلى 2012
وبلغ عدد القتلى الامريكيين 33.615
وعدد الجرحى 224 ألفا (حوالي ربع مليون)
معدات الجيش الأمريكي وتشمل 2000 دبابة و 700 طائرة و43 الف آلية عسكرية (اصبح 44% إلى 50% منها خارج الخدمة والباقى في حاجة إلى إصلاح لمدة 5 سنوات على الأقل حسب التقارير الأمريكية.

وبلغت التكلفة المالية في نفس الفترة 1.8 تريليون دولار (التريليون: واحد والى جانبه 12 صفر)
وتسببت هذه العمليات التي شنها مسلحو ولاية سيناء بالاضافة إلى ظروف أخرى كثيرة، في تراجع ترتيب الجيش المصرائيلي من الترتيب الثالث عشر في 2013 إلى الثامن عشر في 2016 والإحصاء من موقع Global Fire Power المتخصص على لسان اللواء أركان حرب نبيل أبو النجا.
(الأرقام من دراسة على موقع الوكة*)

احسبوا خسائر الجيش الأمريكي وهو الجيش رقم 1 على العالم واحسبوا معدلات خسائر الجيش المصرائيلي في سيناء وهو جيش صغير لم ينتصر مرة واحدة في أي حرب بل تم سحقه في 67 وفي اكتوبر 73 سحق للمرة الثانية ووصل العدو الصهيوني لمسافة 100 كيلومتر من القاهرة بعد أن اسر حوالي 8 آلاف جندي وضابط وحاصر الجيش الثالث كله (45 الف)

لا توجد دولة واحدة قادرة على تعويض خسائر الجيش المصرائيلي وبهذا المعدل من العمليات في سيناء يمكن أن ينهار الجيش المصرائيلي خلال فترة من سنتين إلى ثلاث سنوات ان لم يتفكك قبلها

تصاعد التهديد الذي تمثله ولاية سيناء على الجيش المصرائيلي وخطورة ذلك بالتالي على اجندة احتلال العدو الصهيوني لسيناء سيدفع الجيش المصرائيلي إلى ارتكاب المزيد من الجرائم في سيناء وربما يقوم بزيادة عدد ميليشياته في سيناء في الفترة القادمة

ونظرا لخروج الوضع عن السيطرة في سيناء فقد قام الجيش الصهيوني بمناورات على الحدود للتدريب على إحباط عمليات عبر الحدود كما قام مدير المخابرات الامريكية بزيارة القاهرة لاعطاء المزيد من الاوامر لصبية الانقلاب في مصر

مشكلة الجيش المصرائيلي في سيناء أن تنظيم ولاية سيناء يتمتع بحاضنة شعبية كبيرة ولهذا يتعمد الجيش المصرائيلي العاجز أن يقصف المدنيين كلما قام المسلحون بعملية ضده وهي إجراءات همجية وحشية وجرائم يجب القصاص منهم بسببها، ولكنها من ناحية أخرى تزيد من الحاضنة الشعبية للتنظيم وتجعله اقوى في مواجهة الجيش وتدفع المزيد من المصريين في سيناء إلى خانة الانتقام من الجيش المصرائيلي وتحويل المزيد منهم إلى فوانيس على رأي المتحدث السمكري سميرة

(هذا التحليل المتواضع الذي جمعت أرقامه من أكثر من موقع لا علاقة له باتفاقنا او اختلافنا مع تنظيم ولاية سيناء وإنما هو رصد للحقائق على الأرض في سيناء)
الخلاصة أن سيناء أصبحت سلخانة للجيش المصرائيلي وأن ذلك الجيش في سبيله للانهيار تماماً خلال السنتين القادمتين

بل أنني أتوقع بعد اكتمال حجز المياه في 2020 أن يتحول ما يتبقى من ميليشيات الجيش المصرائيلي إلى عصابات سطو مسلح تسرق الطعام والأموال مع اقتراب المجاعة التي سيتسبب فيها السد الإثيوبي وسبق أن كتبت هذا منذ سنة ونصف تقريباً.

*موقع الوكة مصدر الأرقام
http://www.alukah.net/culture/0/6198