آيات عرابي تكتب|قُرعة سجاح وقُرعة عزبة العسكر


وزارة صحة الانقلاب: 40 مصابا بحادث قطار الإسكندرية ولا وفيات

في القصة المشهورة في السيرة النبوية أن عبد المطلب جد النبي صلى الله عليه وسلم نذر إذا رزقه الله عشرة من الولد أن يذبح أحدهم قربانا لله عند الكعبة، فكانت القُرعة من نصيب عبد الله والد النبي صلى الله عليه وسلم، ثم أقرع بينه وبين عشرا من الإبل بإشارة من العرافة سجاح التي اقترحت عليهم إعادة القُرعة مع زيادة عدد الإبل في كل مرة حتى يرضى الله ويخرج سهم الإبل وينجو عبدالله، تعالى الله عما يقول الكافرون علوا كبيرا، وقد قدر الله وحده من فوق سبع سماوات نجاة عبد الله بعد أن خسر الجاهليون مائة من الإبل، والقصة يعلمها كل مسلم، ولكن من بركة النبي صلى الله عليه وسلم أن جعل الله في كل خبر يتعلق به حكمة وعبرة، وأئمة الإسلام لم يرووا لنا السيرة من أجل التسلية.

عملي في التلفزيون المصري لسنوات وخبرتي بالمصطلحات الاعلامية التي تريد مخابرات العسكر ترويجها جعلتني دائمة التأمل في المصطلحات والصياغات التي يستخدمها العسكر طواغيت الاحتلال في بث أخبارهم، والتي تتعارض مع أوامر ونواهي كثيرة في القرآن والسنة والتي تحمل في ثناياها تمرير الأفكار الباطلة او المميعة للاسلام او التي تتعدى على الله عز وجل وسنة رسوله إلى العقل الباطن.

وأنا أطالع الأخبار اليوم لفت نظري تصريح وزارة الصحة “المطمئن” بأنه لا يوجد قتلى في حادث قطار الإسكندرية وأن الأمر لا يعدو الأربعين مصابا!

كتر خيرهم الصراحة، بمعنى آخر:
العسكر يهنئونكم بإصابات حوادث القطارات كبتر الأيدي والأرجل وغير ذلك من العاهات المستديمة، ويقولون لكم احمدوا ربنا إننا سايبينكم عايشين وبتتنفسوا، أهو برضو أحسن ما تموت واسرتك تاخد 10,000 جنيه مثل قتلى قطار حلوان بالأمس! (10,000 تمن النفس يا كافر).

وكأن العسكر الطواغيت لم يكتفوا بأن جعلوا حوادث القطارات أخبارا روتينية تضاهي في تكرارها أخبار الرياضة والنشرة الجوية، بل صار من الطبيعي أن تموت الأنفس وتراق دماء المسلمين كما لو كانت مياه صرف، بل لربما تصبح مياه الصرف أعلى قيمة من دماءنا في الأيام القادمة بعد الفراغ من ملء سد النهضة.

عزيزي المواطن القاطن في عزبة العسكر

ألم تدرك بعد أنك هملا بلا ثمن؟ وأن يد الخراب والقتل والتشريد قد تصلك سواء كنت ميسوراً تسكن أمام مطار ألماظة، أو فقيرًا تسكن في منطقة نادي الصيد أو بجوار السكك الحديدية، فطواغيت العسكر لديهم قانون نزع الملكية وهم فعليا يملكون الأرض بمن عليها، الأمر يشبه ما يسمى بحق الليلة الأولى في العصور الوسطى، حين كان الإقطاعيون في الغرب يملكون الأرض بمن عليها ولهم الحق في معاشرة أي عروس ليلة زفافها قبل زوجها! حتى وإن كانت عروسك توك توك بين الحواري والأزقة، فللعسكر حق الليلة الأولى في تقنينه وفرض الضرائب عليك، والاستمتاع بالتوك توك قبل أن تكمل تسديد أقساطه، فلست أكرم على الطواغيت من سائق التاكسي الذي يدفع ضريبة على الكاسيت!
طواغيت العسكر يمكنهم بالفعل توفير حياة كريمة للمصريين ولا يحتاجون لتهجير من يسكن بجوار القطارات كما تبجح النطع المستكبر كامل الوزير في تصريحه اليوم، ولكن من يوجههم يعلم جيدا أن المصريين شعب يُساس بالقهر والذلة لأنهم في الأصل سكان وديان، لا يحيي النخوة في قلوبهم إلا المكون العقدي الذي استبدله الاحتلال بالجيوش النظامية العميلة، تماما كما علم أن سكان الجزيرة العربية في الأصل أهل حرب وغزو وحياة شاقة لا يمكن استعبادهم إلا بالرفاهية ولو إلى حين.

أما المعارض الكيوت فلا يرى في كل ذلك إلا عدوانا علي مصر! (مصر التي في خاطره وفي دمه، مصر اللي ربنا اختارها، مصر المقدسة المذكورة في القرآن ، مصر اللي جيشها خير أجناد الأرض، مصر التي من أجلها نحيا ومن أجلها نموت، مصر التي هي فوق الجميع وستبقى مصر هي مصر، وما تقولش ايه اديتنا مصر وقول هندى ايه لمصر، الدين في مصر والأخلاق في مصر والعلم في مصر، ووطن يعيش فينا، أقدم شعب وأول الموحدين، مصر اللي بيحلف بسماها وبترابها، دا احنا نقدم ولادنا شهدا فدا ترابك يا مصر) وكل هذه الخزعبلات

حالة وثنية جاهلية كاملة، أشد بؤسا من كفار قريش، حين كانوا يقدمون أولادهم قرابين، ولكن مع الفارق أن الله ذم كفار قريش من أجل إلزام أنفسهم بتضحيات وتحليل وتحريم من أجل أصنام لا تنفعهم ولا تضرهم، قال تعالى: “قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ قَتَلُوا أَوْلَادَهُمْ سَفَهًا بِغَيْرِ عِلْمٍ وَحَرَّمُوا مَا رَزَقَهُمُ اللَّهُ افْتِرَاءً عَلَى اللَّهِ ۚ قَدْ ضَلُّوا وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ”
أما المعارض الحظائري الكيوت و أخيه الحظائري المؤيد للطواغيت، فيعبدون آلهة وطواغيت تضرهم بالفعل وتعكر كل شؤون دنياهم قبل أن تفسد آخرتهم، فلا فرق بين عبادة الطواغيت وتأييدهم وبين عبادة أصنام سايكس بيكو من وطن وأرض وحدود وتراب يعيشون ويضحون من أجله.

السادة مواطني كشك سايكس بيكو المسمى بمصر

في مستعمرات الرجل الأبيض التي تسمونها أوطانا وتعتزون بتاريخها وجيوشها ومؤسساتها، سيأتيكم هلاككم عاجلا أو آجلا، إما عطشا أو سحقا تحت عجلات القطار أو فقرا ومرضا، وتشريدا من بيوتكم، أو بالإعدام شنقا إذا ما حاولتم التعاطي مع كل ذلك باستراتيجيات مثل: سلميتنا أقوى من البتنجان والجيش المصري بتاعنا والسيسي مش تبعنا والسيسي خطف مصر وأفسد مؤسساتها وأفسد عقيدة الجيش!

ولتعلموا أن عدوكم الأول هو أوطان الضرار هذه وجيوشها ومؤسساتها وقوانينها الوضعية وتاريخها وأبطالها العملاء وانتصاراتها الوهمية.

كل ما تعيشه هو واقع طاغوتي أنشأه الاحتلال الغربي وعين وكلائه حراسا عليه وسماهم ملوكا ورؤساء.
والموت في سبيل خلاص الإسلام من هذا الواقع الذي فرض عليك بالحديد والنار أكرم من الموت قربانا تحت عجلات قطاراته، وقد مات عبد الله والد النبي صلى الله عليه وسلم بعد فداءه بقليل.

إن لم تدفع ثمن خلاص دينك من هذا الواقع الطاغوتي فستدفع أنت أو غيرك ثمن تأييد الطواغيت ، فمن أعان ظالما سلطه الله عليه، أو ثمن السكوت على الظلم والكفر، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ” لَا يَقِفَنَّ أَحَدُكُمْ مَوْقِفًا يُضْرَبُ فِيهِ رَجُلٌ سَوْطًا ظُلْمًا , فَإِنَّ اللَّعْنَةَ تَنْزِلُ عَلَى مَنْ حَضَرَهُ , حَيْثُ لَمْ يُدَافِعُوا عَنْهُ , وَلَا يَقِفَنَّ أَحَدٌ مِنْكُمْ مَوْقِفًا يُقْتَلُ فِيهِ رَجُلٌ ظُلْمًا , فَإِنَّ اللَّعْنَةَ تَنْزِلُ عَلَى مَنْ حَضَرَهُ , حَيْثُ لَمْ يُدَافِعُوا عَنْهُ”.

هذا في سوط ظلم فما بالك بالسكوت على كل جرائم طواغيت العسكر التي وصلت لكل الضروريات التي جاءت الشريعة لحفظها في الدين والنفس والعقل والعرض والمال، فما بالك بالمؤيد ومن غنى تسلم الأيادي،
الكل سيدفع الثمن وبفوائد مضاعفة.

عزيزي المواطن المنكوب قاطن حظيرة العسكر

سواء كنت مؤيدًا أو معارضًا للطواغيت، مصر بالفعل في خاطرك وفي دمك، ولا توجد إلا في خاطرك وفي دمك المملوء بفيروس سي، ذلك الكيان الوهمي ما هو إلا تجسيدا لتسلط الصليبيين واليهود على رقاب المسلمين وشريعتهم وتسليتهم بتلك الأفكار الوثنية لاستمراء الاستعباد حتى يأتي دور كل منهم للذبح في قرعة سايكس بيكو فداءا للمؤاخذة مصر.

لقد سخر الله الأرض وما عليها لعباده الصالحين ليستعينوا بخيراتها على عبادته وإقامة دينه وعدله وشرعه وكبت أعداءه، ولم يسخر عباده ليموتوا من أجل الأرض، بل جعل زوال الدنيا كلها أو هدم الكعبة أهون عنده تبارك وتعالى من قتل النفس المسلمة بغير حق

آيات_عرابي