(ولأن احداً لن يقف مكان آيات عرابي أمام الله ليُحاسب بالنيابة عنها ولأن اتفاق إدلب هو امر جلل وكارثة حلت بالمسلمين ككارثة غرناطة وأكثر ولأننا جميعاً سنقف أمام الله عز وجل فسألنا , فأنا لن أخون الله واطبل لاتفاق مشبوه كهذا يسلم أرواح الناس ولن اصمت عن قول الحق وليتحمل كل من يفتي بجهل او يطبل بجهل مسؤوليته في دماء هؤلاء المسلمين أمام الله عز وجل ).
البعض يقول ان اتفاق إدلب حقن دماء المسلمين
حسناً
فليقل لنا أحد هؤلاء المبررين الذين ظهروا فجأة كمحللين سياسيين للثورة السورية التي لا يعرفون عنها شيئاً ,,
منذ متى كان هناك من يهتم بحقن دماء مسلمي سوريا طوال السنوات من 2011 إلى الآن ؟
من اهتم بحقن دماء مسلمي حلب حين دخل الروس والايرانيون وعصابات السفاح بشار حلب بعد تفريغها ؟
من اهتم بحقن دماء مسلمي سوريا كلها بينما كانت الغارات الروسية والبراميل المتفجرة تضرب يومياً مناطق مختلفة في سوريا ويرتقي يومياً عشرات الشهداء وتهدم عشرات المنازل وتختفي عشرات الأسر ؟
لماذا ظهر (حقن الدماء) فجأة حين أصبحت ادلب هي المعقل الأخير للثورة السورية ؟
لماذا ظهرت الحاجة الملحة إلى (حقن الدماء) فجأة بعد سنوات من السبات ؟
لماذا لم تترك الفصائل السورية لمواجهة (الهجوم الروسي الفظيع جدا جدا جدا) كما تركوا سنوات ليواجهوا عشرات الهجمات الروسية والايرانية ؟؟؟
لماذا ظهرت هذه الشفقة المزعومة فجأة بعد سنوات ؟؟
لماذا لم يظهر (حقن الدماء) المزعوم الا حين اصبح من الضروري للروس ولنظام بشار تبريد أخر مناطق الثورة السورية ؟
لماذا لم يظهر (حقن الدماء) المزعوم الا حين تبين عجز روسيا وإيران عن دخول اخر معاقل الثورة السورية في ادلب وكان من الضروري ان تستسلم إدلب بالحيلة والخداع ؟
لماذا أصبحت مقاومة نظام بشار عملاً جنونياً فجأة ويكلف خسائر, بينما كانت المقاومة امراً عاديا طوال سنوات الثورة السورية ولم يصح هؤلاء من نومهم وينتبهوا الى تلك الخسائر ويبدأوا في ادعاء الحكمة ولبس مسوح حزب النور والحديث عن (حقن الدماء) الا بعد اتفاق سوتشي ؟
لماذا لم تظهر هذه الحاجة لحقن الدماء منذ سنوات ؟؟
لماذا الآن ؟
الخدعة كانت كبيرة وقد كتبت عنها قبل اتفاق سوتشي الإجرامي بثمان ايام
ولما كانت فكرة الضرب بالطيران لم تعد تخيف طفلاً في سوريا بعد سنوات من الغارات التي تعود عليها حتى الأطفال, فقد لجأوا إلى رفع مستوى التهديد وبدء حملة تخويف كبيرة بالتهديد بضرب إدلب بالاسلحة الكيماوية للعبث بأعصاب الفصائل المسلحة
ماذا فعلت تركيا ؟؟
عرضت تركيا على روسيا ان تقوم الفصائل المعتدلة (كما تسميها) بإطلاق عملية عسكرية ضد هيئة تحرير الشام والسماح لنظام بشار بالمرور الآمن عن طريق إم 5 وإم 4 بين حلب ودمشق واللاذقية لكن روسيا رفضت
ثم ظلت تركيا تعرض التفريق بين فصائل المعارضة وبين هيئة تحرير الشام بإدلب، وكان لها بعض النجاح. فقد خرجت آلاف العناصر من هيئة تحرير الشام وانضمت لفصائل معارضة مدعومة من تركيا.
(المصدر الجزيرة أول تعليق)
وحتى تكتمل الصورة, قامت تركيا فجأة وبدون أي مقدمات بوضع هيئة تحرير الشام على قوائم ارهاب تركية وفي خضم الاستهداف الروسي لإدلب
ثم بدأت عملية التخويف الكبرى والتهديد بضرب إدلب بالكيماوي للعبث بأعصاب الفصائل وإجبارهم على الاستسلام
فهل كانت روسيا تستطيع دخول إدلب بريا ؟
روسيا لم تكن تستطيع دخول إدلب بريا ولا تستطيع الحسم العسكري اصلا في سوريا من البداية والا لكان الجيش الروسي في سوريا منذ سنتين, ودور روسيا من البداية هو الضرب بالطيران فقط
ولماذا تخشى روسيا من التدخل البري ؟
لان لروسيا تجربة مريرة حين اجتذبتها أمريكا للفخ الأفغاني وصنعت لها فيتنام في أفغانستان (اعترافات مستشار الأمن القومي الأمريكي الأسبق بريجنسكي)
فروسيا من البداية تخشى التدخل البري, وتعرض أي قوات روسية للهزيمة على الأرض في سوريا سيعني ان تزيد روسيا من تدخلها البري لمحاولة تعويض هزيمتها والاحتفاظ بصورتها كدولة عظمى مما قد يعني احتمال استمرار هزيمتها مما يعني المزيد من التورط البري والمزيد من الخسائر مما يعني ان تنتقل الأزمة السورية الى داخل روسيا وتصبح ازمة بوتين نفسه
وهل كانت ايران وحزب اللات يستطيعان التدخل ؟
تشير الارقام الى ان حزب اللات خسر 2000 من عصاباته حتى الآن في سوريا (وهذا على اقل تقدير) وان عدد أفراد الميليشيات التابعين له في سوريا هم 7 آلاف وهذا العدد غير قادر على الحرب ضد فصائل مسلحة تحارب من إدلب التي يسكنها أكثر من 3 مليون من المسلمين وبالتالي فلو كان حزب اللات حشد كل قواته لمعركة في إدلب لكانت هزيمة له وانتصارا للثورة السورية اما عن ايران فلا يمكنها المخاطرة بالتدخل البري الكبير في إدلب وهي لا تملك في سوريا كلها الا 2000 مرتزق ايراني بالاضافة لانها تواجه اصلاً صعوبات في العراق وهي تحارب في العراق بالعراقيين الشيعة ضد المسلمين وتورطها بشكل كبير في ادلب سيعني المزيد من التورط وسيعني تصدير الأزمة داخليا الى ايران وسيصبح الملالي في مواجهة مشكلة داخلية.
ثم هل كانت الغارات الجوية الروسية ستحسم موضوع ادلب ؟
لم يكن من الممكن ان تحسم الغارات الجوية الروسية في ادلب لان المسلمين في سوريا تعودوا على هذه المعدلات من الخسائر يوميا أكثر ما كان من الممكن ان تصنعه روسيا هو تفريغ مناطق إدلب من السكان (روسيا وحلفاؤها استخدموا هذا الأسلوب من قبل وفرغوا مناطق في سوريا) لكن كان هذا كله سيضع الجميع في حرج وسيضع بعض دول الغرب في حرج رغم انها توزع الادوار مع روسيا.
روسيا وإيران ما كانتا تستطيعان التدخل بريا, كل ما في الامر هو ان تقوم روسيا بإدخال بعض جنودها في حلب بعد تسليمها خالية او ان يسير الـ كـ لـ ب قاسم سليماني في شوارع حلب بعد تسليمها وهي خالية لكن لا روسيا ولا ايران كانتا تستطيعان الحسم ضد الثورة السورية في ادلب.
كان التدخل الجوي (غير المجدي) لروسيا سيعني ان تتحول ادلب الى ايقونة بعد فترة (وان تتدخل الدول الغربية لحفظ ماء الوجه مهما كانت تساند روسيا من تحت الطاولة ومهما كان عنف القصف بعد فترة وكما حدث في حالات أخرى في سوريا) وربما ساعد هذا في إيقاظ باقي مناطق الثورة في سوريا.
بالاضافة الى ذلك فإن عدد الفصائل المسلحة في إدلب هو 150 الف مسلح تقريبا وهذا يعني ان حزب اللات غير قادر على الحسم عسكريا ضدهم (عدد عصابات حزب اللات في سوريا من 6 إلى 8 آلاف وعدد المرتزقة الشيعة الذين توردهم ايران من العراق وباكستان وافغانستان بين 10 آلاف و20 الف وعدد المرتزقة من الجيش الايراني هو 2000 فقط) وبالتالي فلم تكن اي جهة قادرة على الحسم في ادلب ضد الفصائل المسلحة, فكان من الضروري ان تستسلم ادلب.
ولم يكن من الممكن ان تستسلم ادلب الا بالخداع والحيلة والتآمر
ولهذا اتبعت هذه السلسلة من الإجراءات للعبث في أعصاب الفصائل ودفعهم إلى الاستسلام:
الإيقاع بين الفصائل لمدة شهور
وضع هيئة تحرير الشام على قائمة إرهاب تركية
التهديد بالضرب بالكيماوي
واخيرا اتفاق سوتشي الذي ادعوا أنه لحقن دماء المسلمين وهو في الحقيقة تسليم لادلب
وما حدث هو ان اتفاق سوتشي رفع راية استسلام على إدلب وسلمها للنظام السوري ولروسيا كالثمرة الناضجة.
لقد سقطت ادلب كالثمرة
والبعض يسأل ما الحل ؟
الحل كان في استمرار المقاومة وكان هذا هو الحل الوحيد المتاح.
لماذا كانت المقاومة امرا طبيعيا ثم فجأة صارت امراً محفوفاً بالمخاطر ؟
متى استيقظ هؤلاء من نومهم وتصوروا ان المقاومة (المستمرة منذ 2011) أصبحت فجأة بضغط زر في سوتشي أمرا محفوفاً بالمخاطر ؟؟؟
الحل كان في الاستمرار
وإلا لماذا اذاً تظن أنه تم التفريق بين فصائل المعارضة ووضع هيئة تحرير الشام على قائمة إرهاب تركية ؟
الحل كان في استمرار الثورة في ادلب كما كانت ولم يكن الحل في الاستسلام الذي ظهر فجأة جحافل من الكتاب المرتزقة ومن الجـ هـ لة يدعون أنه حقن لدماء الناس
ولو كان الاستسلام حلاً لكان الاستسلام من البداية لنظام المـ جـ ر م بشار هو الحل الأمثل ولما كان هناك داع للثورة من الأساس.
ما سيحدث هو اعادة ادلب بالكامل الى حظيرة النظام النصيري الكافر ولكن بعد نزع سلاح الثورة السورية.
ما سيحدث هو تسليم المسلمين لمخابرات بشار ومرتزقته وعصاباته والتي ستبدأ عملية تنكيل غير مسبوقة وتصفية لكل من له علاقة بالثورة وإعادة سيطرة بعد ان اصبح المسلمون في ادلب عزلاً.
والاسوأ هو ان هناك جحافل من المطبلين من السذج الذين تحولوا فجأة إلى محللين استراتيجيين لتبرير جريمة سوتشي.
وأنا هنا لن أتحدث عن تفاصيل الاتفاق (والذي بدأ بالفعل في استلام الاسلحة الثقيلة من الفصائل واستلام مساحة من الارض وانما اتكلم عن النتيجة النهائية)
وأشهد هنا أمام الله شهادة اسئلُ عنها يوم القيامة
ثم اسجل للتاريخ
ان هذا اتفاق استسلام ووأد لآخر معاقل الثورة السورية وأن ما سيحدث بعده هو استباحة ملايين المسلمين من مخابرات بشار وعصاباته.
وان هذا الاتفاق سفك دماء المسلمين وسلم رقابهم لعدوهم.
وادعو الله ان يعاقب كل من برر لهذا الاتفاق وطبل له سواء من النخب الجا هـ لة والقنوات أو من صغار الجهلة الذين لم يكلفوا أنفسهم عناء الفهم, فهؤلاء الـ جـ هـ لاء كان نقاطا اضيفت الى نقاط اخرى صنعت كتلة من الـ جـ هل صنعت كتلة من الرأي بررت هذه الجريمة.
وأمانة الكلمة تتطلب ان اشهد امام الله بأن هذا اتفاق استباحة لدماء المسلمين وأعراضهم وتسليمهم لعصابات بشار وسوريا ووأد للثورة السورية
واشهد الله عز وجل إني أبرأ إليه من هذا الاتفاق
وادعو كل من يتجرأ على التطبيل لهذا الاتفاق المشبوه ان يتقى الله والا يتحمل وزر دماء المسلمين بتطبيله الأعمى
