آيات عرابي تكتب|مبادرات نطح الشرعية والاصطفاف المزعوم!

في ذكرى 30 يونيو السابعة والتي تأتي بعد عام من وفاة الرئيس مرسي رحمه الله خطر على بالي سؤال!

أين أصحاب مبادرات الاصطفاف والجمعيات الوطنية والمهلبية والتحالفات التي كانت تدعو للتنازل عن شرعية الرئيس مرسي ومن كانوا يتهمون المتمسكين بالشرعية بدواعش الشرعية وغيرها من مسميات؟؟

أين هؤلاء الآن؟

يقول الله عز وجل في سورة الأنفال “وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِن قَوْمٍ خِيَانَةً فَانبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَىٰ سَوَاءٍ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْخَائِنِينَ”

وتفسيرها أن الله عز وجل يقول لنبيه عليه الصلاة والسلام (وإما تخافن من قوم ) قد عاهدتهم نقضا لما بينك وبينهم من المواثيق والعهود ، ( فانبذ إليهم ) عهدهم ( على سواء ) أي : أعلمهم بأنك قد نقضت عهدهم.

وهو ما فعلته حين ظهر هؤلاء بين صفوف المعارضة يحاربون الرئيس مرسي ويدعون الناس للتنازل عن شرعيته والالتفاف حول الاصطفاف الذي زعموه.

وكتبت مقالاًت عنيفة جداً حملت كل ما يعتمل في نفسي من غضب من هؤلاء الذين ما خرجوا من مصر الا لمحاربة الشرعية وللأسف لم أجد وقتها سوى ردود مثل ( لا للتخوين – كفى تشكيكا – بلاش شق الصف) من بعض المشككين من المنبهرين بمخطط الاصطفاف المخابراتي بل لم يصدقوا أصلا ان الموضوع كله كان مخابراتي

المسألة كانت واضحة

فمنذ بداية الانقلاب وكانت هناك نواة صلبة من مؤيدي الرئيس مرسي ومن المتمسكين بشرعيته منهم من ارتقى شهيدا ارتقى في مجازر رابعة والنهضة وغيرها ومنهم من أسر في معتقلات الانقلاب ومنهم من ظل ثابتاً حتى يومنا هذا

بعد مجزرة رابعة والنهضة أصبح من المستحيل تجاوز مسألة شرعية الرئيس الذي دفع الآلاف دمائهم وأمنهم دفاعا عنه؛ باعتباره أول ممثل حقيقي منتخب للشعب في مواجهة المؤسسة العسكرية.

في أعماق وعي المعسكر الرافض للانقلاب تكون ببطء فهم جديد لحقيقة ميليشيات العسكر، وأدرك الجميع بدرجات متفاوتة أنها مؤسسة أجنبية مزروعة في الجسد الوطني، وإن تكلم قادتها بلساننا وإن تسموا بأسمائنا، وإن أجبروا المصريين على قضاء فترة خدمة إجبارية في صفوفها. أصبح هناك وعي بأن هذا الجيش ما هو إلا ذراع المحتل

واكتسبت الشرعية التي كانت ما تزال حتى مرحلة رابعة، مجرد دفاع عن ملايين الأصوات التي أهدرها العسكر ومن التف حولهم من الحزبيين، زخما جديدا، فهي شرعية النسيج الوطني الحقيقي للشعب في مواجهة المؤسسات المستوردة التي عينها الاحتلال قبل رحيله، ورافق ذلك انهيار متسارع في الهالة الأسطورية التي بنتها قيادات الجيش حول نفسها، وافتضاح خياناتها واكتشاف زيف انتصاراتهم الوهمية وسقوط أصنامها.

في هذه المرحلة كان من الطبيعي أن تسعى النواة الصلبة الرافضة للانقلاب إلى مد حالة التمترس حول شرعية الرئيس مرسي أفقيا، خصوصا مع الفشل المتوالي الذي أظهره العسكر خلال سنتين من حكمهم ، وهنا ظهرت أصوات تنادي بما سموه بالاصطفاف. وهي خدعة مخابراتية بحتة زرعتها أذرع المخابرات التابعة للسيسي بين أفراد المعسكر المناهض للانقلاب لتفتيته وإدخاله في متاهات محسوبة بدقة ممن وضع هذه الخطة

وسرعان ما اكتسب المصطلح قدرا غير مسبوق من سوء السمعة لما لمسه البعض من حالة التشرذم الغير مسبوقة التي حدثت بين صفوف مؤيدي الرئيس مرسي.

حيث أصبح لا هم لهؤلاء إلا الحديث ليل نهار عن اصطفافهم المزعوم والمشروط، والاصطفاف الذي زعموه هو أن تضع الملح مع السكر مع العسل مع الخل مع الزيت مع الجاز في وعاء واحد وتخلطهم جميعا.

ويصبح ساعتها على الإسلاميين أن يتقبلوا وجود فصائل علمانية تضع نفسها أصلا في موضع الخصومة الجذرية مع الإخوان المسلمين، وهو ما يعني أن تحمل التجربة بذرة فسادها منذ البداية وقد أشار الدكتور رفيق حبيب إلى هذا في أحد مقالاته.

خلف هذه الصورة المبعثرة الأجزاء وتلك الأصوات التي كانت تعلو من وقت لآخر؛ كانت تقف منطلقات أمريكية واضحة وهي أنه لا يجب السماح للإخوان المسلمين بالعودة للحياة السياسية اللهم، إلا كما حدث في التجربة التونسية، أو كما حدث في برلمان 2005 حين حصل الإخوان المسلمون على أكثر من 80 مقعدا (تم تزوير النسب وقتها لصالح الحزب الوطني وهذا ما قمت بتوضيحه في ذلك الوقت.

كل هذا التشرذم بين صفوف المعارضة كان يحدث ويأتي في وقت استكمل فيه ممثل نتن ياهو في مصر (السيسي) كل الأجندة التي كلفوه بها وتم استخدامه على الوجه الأمثل، فتمت مهاجمة هياكل جماعة الإخوان المسلمين والاستيلاء على الجمعيات الخيرية بحيث يتم إضعافها فلا تعود تمثل خطرا على الواجهات التي تمثل المصالح الأمريكية والصهيونية (هكذا يفكر من يقف خلف الانقلاب)، ومن ناحية أخرى تم إخلاء رفح وحصار غزة وهدم الأنفاق وتأمين الكيان الصهيوني بشكل كبير، كما تم حقن المجتمع بجرعة كبيرة من العلمنة ومحاربة الإسلام تتطلبها مرحلة ما بعد العسكر، حتى تجد “الأكشاك” العلمانية تربة صالحة تنمو بها، بشرط الحفاظ على المؤسسة العسكرية وإنقاذها من الانهيار؛ ولذلك تجد تلك الأصوات التي كانت تدعو للاصطفاف المشبوه هي هي نفس الأصوات التي تكتب شعرا في المؤسسة العسكرية التي يعيش قادتها على المعونات الأمريكية وهو ما ينافي اصلا انها معارضة للانقلاب العسكري الذي نفذته المؤسسة العسكرية ذاتها التي يسبحون بحمدها.

ولذلك لم يكن مستغرباً أن تخرج أصوات مثل حمدين و البرادعي ووائل غنيم ليتحدثوا باسم الثورة، ولا أن يصدر هؤلاء المندسين بين صفوف المعارضة في الخارج ما سمي وقتها بوثيقة العشرة، التي دعت ضمنيا إلى تجاوز شرعية الرئيس مرسي.

ولم يكن مستغرباً من هؤلاء أن يتجاوزوا كل النواة الصلبة المتمسكة بشرعية الرئيس مرسي وأن يعيدوا للمشهد أشخاصاً لا ظهير لها في الشارع وذوو سمعة سيئة منذ مشاركتهم في الانقلاب على الرئيس مرسي بدعمها لمنظومة العسكر أمثال البرادعي المعروف باشتراكه في المسؤولية عن الدماء مع العسكر.

وبدلا من مخاطبة الكتل الشعبية التي خدعها الإعلام لتقف خلف شرعية الرئيس مرسي، وهو أهم نتائج الثورة، وجدنا هؤلاء المحسوبين على صفوف المعارضة يسعون للاصطفاف مع أشخاص لا ظهير لهم ولا يمثلون وزنا في الشارع بل ويفرضونهم فرضا على قنوات(المعارضة) في إسطنبول.

هؤلاء وعلى رأسهم عبده مشتاق وهو أحد مؤسسي جبهة الخراب أيمن نور (العشمان) في منصب الرئيس والذي تم استبعاده كمرشح والذي لم يكف عن لمز الرئيس في حياته وهو في محبسه

والذي خرج ليجعجع على الرئيس قائلاً (افعل أو ارحل) واوعز لأحد أعضاء حزبه بالاستقالة من منصب محافظ دمياط وقت حكم مرسي وقبل مشهد الانقلاب

لم يترك فرصة هو ومجموعة (مش عاوزين مرسي) إلا وأعلنوا عن مبادرة اصطفاف ما بشرط عدم ذكر مرسي وبشرط عدم عودة مرسي

انتظرنا من هؤلاء منذ الانقلاب أن يعترفوا بأخطائهم ويؤكدوا على شرعية الرئيس وأن يتساموا على خصومتهم مع الرجل بعد أن اشتموا رائحة الدماء المسفوكة ولكن للأسف لم نجد منهم سوى جمعيات ومبادرات وفقاعات وفرقعات ورغاوي اعلامية ومخابراتية , قلبها ولُبها ومحورها هو رفض عودة الرئيس مرسي والالتفاف حول شرعيته

لم نجد منهم سوى لمزاً للرئيس المختطف وافتراءً عليه

سلوك أقرب لسلوك ذئاب بشرية تنفست الصعداء عند اختطاف الزوج, فأخذت تحوم حول زوجته تراودها عن نفسها

كما لو كنا نشاهد عرضاً لفيلم الزوجة الثانية

هذا يتهم الرئيس بأحداث الاتحادية وهو القافز من السفينة وذاك يتهم الرئيس بالإهمال ويلمزه والآخر يقول للصحف أن الرئيس مرسي لا يصلح, ويلمز الرئيس كالضرائر وهو جالس في استوديو واضعاً منديلاً أو وردة في جيب حلته متحدثاً في قناة لا يعلم أحد من أين جاء بأموالها.

ولهؤلاء جميعا أقول

أين هي جمعياتكم ومبادراتكم التي تريد أن تسقط الانقلاب بشرط عدم عودة مرسي؟

أين هي وثيقة العشرة وتحالف التنازل عن مرسي؟

أين هي اجندتكم وطموحاتكم لمستقبل مصر بدون مرسي؟

ألم يُقتل الرئيس مرسي الذي وصفتموه بالحجر العثر أمام وحدتكم واصطفافكم وخلى لكم الجو؟

أين هو هذا الإصطفاف المشبوه والمبادرات والبيانات المشبوهة؟

للأسف صدقكم البعض من ضعاف العقول وتنازلوا عن شرعية مرسي وقاموا بتشويه كل من ثبت على موقفه

وها هي النتيجة حتى الآن، لم تقدموا سوى لمز وتشويه وانتقاص والتفاف على الشرعية حتى يومنا هذا

هؤلاء لم يزيدوا معسكر المعارضين الا خبالاً

الحمد لله الذي أظهر حقيقتكم لكل من خُدع في نواياكم وإنكم مجموعة من الخونة والفشلة والجهلة سياسياً على أحسن تقدير

الحمد لله ان كشفتكم على حقيقتكم حتى لو كان الثمن إطلاق الشائعات ضدي واتهامي بالعمالة لكل مخابرات العالم ولمخابرات (كوالا لامبور )

آيات_عرابي