آيات عرابي تكتب | اردوغان .. الأسعد حظاً بين غفر سايكس بيكو

من بين كل غفر سايكس بيكو يبدو ان أردوغان هو أسعدهم حظاً
(نعم أردوغان غفير حتى لو صورت لك أوهامك انه منتخب, فالمخابرات الأمريكية استطاعت اسقاط المرشح الشيوعي في إيطاليا سنة 1948 وإنجاح مرشحها والعملية استمرت فترة طويلة والتفاصيل مذكورة في كتاب قتل الأمل)
كلما كان هناك ما يمكن ان يلطخ سمعته ترى حدثاً يحدث يلفت الأنظار عما يمكن أن يشوب سمعته عند جمهور المغفلين.

فسبحان الله
مع تكرار تصريحات أردوغان المشبوهة, عما سماه بالقدس الشرقية وذلك في وقت نقل السفارة الأمريكية الى القدس المحتلة, ومع بدء تملل الناس من هذه التصريحات, ظهر وزير خارجية الإمارات فجأة وبدون أي سابق إنذار ليسب قائداً عثمانياً (رحمه الله ) دافع عن مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم , ليسرع أردوغان إلى تويتر وليرد على تصريحات وزير خارجية الإمارات (وهي تصريحات مخبولة ظهرت من لا شيء ولا داعي لها اصلا, فالقائد العثماني الراحل لا يملك اي مسلم الا ان يترحم عليه ويدعو له بالجنة وقد دافع عن مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم وكأنما يبحث وزير خارجية الإمارات عما يزيد من تلوثه ) ولتنصرف أنظار الناس عن تصريحات أردوغان المشبوهة تماماً.

وسبحان الله
مع اتفاق سوتشي وتسليم ادلب والأخبار التي لم يستطع أحد اخفاءها عن قيامه بعرض عملية عسكرية على الروس داخل إدلب, ظهر موضوع خاشقجي فجأة ومن العدم وبدون أي مبررات سياسية (طبعا نتحدث عن مبررات سياسية طبيعية وليست تلك المبررات التي تقال للبسطاء) وتحول الأمر الى سينما وانتهى موضوع ادلب تماماً.

وسبحان الله
بعد أيام من قيام تركيا بتسليم محمد عبد الحفيظ للانقلاب ومع فضيحة النظام التركي وانكشاف حقيقة أردوغان للبعض, فجأة ارتكبت عصابة الانقلاب في مصر مجزرة غير مفهومة وغير مبررة (قبل تاريخ الاستفتاء العسكري الذي كان العسكر يتوسلون فيه للناس للنزول والمشاركة في استفتاء العسكر) وفي توقيت عجيب جدا يمثل خطرا على الانقلاب من الناحية الشعبية, فقامت بإعدام 9 من الشباب فالتفت الأنظار جميعها من جريمة تسليم محمد عبد الحفيظ ) التي لم تفلح تركيا في تخفيف أثرها حتى بعد زعمها تحويل ضباط المطار للتحقيق) إلى جريمة الانقلاب الوحشية
(واحتاج الانقلاب فيما بعد لارتكاب حادثة محطة مصر لتحويل الأنظار عن جريمة إعدام الشباب التسعة).

وسبحان الله
ومع موضوع ضربات الباغوز التي قامت بها طائرات التحالف الذي تقوده واشنطن والتي كانت تخرج من انجرليك في تركيا لدعم قوات قسد الكردية ضد المدنيين والخسائر البشرية في المخيم المدني والتي بلغت حسب بعض التقديرات (ثلاثة آلاف مدني بمعدل 500 غارة يومياً بلا إجلاء ولا اسعاف), ظهر شخص مجرم جهز سلاحا وكتب عليه شعارات معادية لتركيا ليرتكب جريمة بشعة ويقتل 50 مسلماً في مسجد في جريمة شديدة البشاعة, لتتحول انظار العالم كله عن الثلاثة آلاف الذين اُحرقوا في الباغوز إلى نيوزيلندا التي قتل فيها أحد المـ جـ ر مين, 50 مسلما غدراً داخل بيت من بيوت الله.

وسبحان الله
مع بدء العملية الجوية الروسية على إدلب والتي خرج نائب وزير الخارجية الروسي ليفضح اردوغان على الملأ وليقول ان العملية بالتنسيق مع تركيا, بدأت اسرائيل في العدوان على غزة ليعفي كل الاعلام (الذي صمت اصلا عدة أيام عن ادلب) من اي حرج ولتبدأ الادعية لغزة (وغزة تستحق) مع زوال ادلب من بؤرة الاهتمام وتقتل الطائرات الروسية وطائرات بشار بالقنابل, أكثر من 455 مسلما ولتتسبب في موجة نزوح كبرى زاد عددها عن ربع مليون.

وسبحان الله
حين كان أردوغان, بصدد طرح تحويل النظام التركي الى رئاسي, في استفتاء, قامت احدى الدول الاوروبية (هولندا او المانيا على ما اذكر) بطرد وزيرة تركية بدون اي سبب وكأنما تستفز تركيا وقامت ألمانيا بحفلات شواء للخنازير أمام المساجد لتطلق الحكومة التركية وأردوغان بعض التصريحات وليخرج بعض المحللين الاستراتيجيين البصمجية ليقولوا ان أردوغان مستهدف.

وغير هذا كثير من الصدف
فهناك الرجل اليائس من الحياة والذي ينتظر موكب أردوغان وهو يمر يحاول الانتحار, فينقذه اردوغان وهناك الجيش التركي الذي يتذكر فجأة ان يقيم الصلاة بعد تحويل النظام التركي الى رئاسي (مع أن أردوغان في السلطة فعليا ويعتبر رئيس تركيا منذ 2003)
وغير هذا كثير من الصدف, تجعل أردوغان بحق اسعد غفر سايكس بيكو حظاً.

*الصورة لطفلة من ضحايا مخيم الباغوز