أحد أعضاء الجماعة الاسلامية المتورطين في كل المبادرات التي صدرت بعد الانقلاب والتي تدعو للاصطفاف مع العلمانيين كتب على صفحته يتهمني بأنني هاوية سياسية ويتهمني بـ”الردح” لأنني وجهت انتقادات عنيفة للبيان العسكري الصادر من متحدث الجماعة الإسلامية والذي دعى فيه الى الحفاظ على مؤسسات الدولة المصرية كما سماها وهو خطاب لا يصدر الا عن عسكري أو علماني كما ان الكلمة نفسها هي نفسها ما استخدمه شاويش الانقلاب ,,
ذلك الرجل يقدم نفسه كسياسي ويحلو له استخدام لقب دكتور ليمرر غثائه السياسي على البسطاء وهو في الحقيقة مثله كمثل غيره لا يقدم الا غثاء طنطنة وكلاما أجوف من نوعية الاصطفاف الوطني والجيش الوطني والمؤسسات الوطنية .. الخ
ولا يقدم هذا وأمثاله سوى دعوات الاصطفاف مع العلمانيين والتنازل عن عودة الرئيس مرسي ثم انتظار امريكا لتتدخل ,, هذه هي المعادلة التي يراها أمثاله من العاجزين عن احداث اي تغيير
وهو امر طبيعي فهو لم يتسلح اصلا بأي نوع من الثقافة السياسية وتلقى كل غثاء العسكر عن المؤسسات وبنى عليه طرحه المتهاوي وهو في النهاية يقدم نفسه كاسلامي ثم يضع تحت ذلك العنوان (كغيره) خطاباً علمانيا متعسكراً لا يخرج الا من أعتى دولجية نظام العسكر.
وهنا لابد من وقفة لمعرفة كيف وصلت هذه النوعية من الشخصيات مميعة الخطاب, مختلة العقيدة إلى الصف الأول في الحركات الاسلامية في العشر سنوات الماضية ,,,
في 2007 صدر تقرير معهد راند بعنوان “بناء شبكات إسلامية معتدلة”
ومعهد راند هذا هو أحد أهم مراكز الأبحاث الفكرية المتصلة بالمخابرات الأمريكية وهو صانع سياسات حقيقي وله ميزانية ضخمة
في ذلك التقرير جرى تحديد عشر نقاط تميز ما يسميه التقرير بالإسلاميين المعتدلين ومن بين أهمها هو الا يؤمن بتطبيق الشريعة الإسلامية
وتم إعداد ذلك التقرير خلال سنوات من البحث وجرت الاستعانة بأمثال عمرو حمزاوي وسعد الدين إبراهيم بوصفهم “insiders”
الحديث عن التقرير يطول وهو أحد أهم ركائز السياسة الأمريكية في التعامل مع الجماعات الاسلامية (وهي التي تمثل الخطر الأكبر على بنيان المنطقة من وجهة نظر امريكا ومن وجهة نظر الأنظمة الموالية لها)
الفكرة في ترويض الإسلام والخروج بخطاب مائع … ضع لحية ما ثم اجعلها تتحدث بخطاب علماني متعسكر وتدعو للحفاظ على مؤسسات العسكر
وهذا الشخص وأمثاله لا يمكن أن يكونوا قد قاموا بدراسة سياسية لمؤسسات العسكر إنما هم يقولون ما يُملى عليهم
بل ان هؤلاء بالإضافة إلى ضحالتهم يسيرون وفق خطوط السياسة الأمريكية
وقد شهدت العشر سنوات الماضية اختراقاً للجماعات الاسلامية بطوفان من الحقوقيين وأمثالهم من الذين تربوا على يد الغرب وهؤلاء جرى اطلاقهم على معسكر الثورة بايقاع محسوب
وقد تعلل هذا الشخص بأنهم يدعون للحفاظ على مؤسسات الدولة التي كان يحكمها الرئيس مرسي نفسه
وهل كان الرئيس مرسي يدرك مدى الخراب في مؤسسات الدولة ؟
إنما هو رئيس انتخبه الشعب ومثله في العلم بخراب وخيانة مؤسسات الدولة مثل أي شخص, فهذا الشخص يلومنا أننا لم نكن نعلم ولا يلوم نفسه على جهله الذي يتبعه بإصرار
الصف الأول في الجماعة التي كانت اسلامية يقدمون أنفسهم الآن باعتبارهم “معتدلين” للادارة الأمريكية وهي نتيجة ليست وليدة اللحظة بالمناسبة فصقر الجماعة د. عصام دربالة استشهد على يد العسكر وأصبح الملعب خالياً أمام “المعتدلين” من نواتج معهد راند.
وهو مثله مثل الهلباوي الذي قفز على الإخوان المسلمين بالمظلة من بريطانيا ليلعب دورا مرسوما فيما بعد ,,
على الحركات الإسلامية ان تقوم بحركة إصلاح عميقة في داخلها فهؤلاء القافزين عليها لا يعملون الا وفقا لخطوط السياسة الامريكية, بعضهم يعلم تماماً ما يفعل وبعضهم الآخر جاهل منساق لا يرى أمامه.
يا هذا
يا نواتج تقرير راند
أيها الإسلامي المعتدل كما يسميك تقرير راند
مؤسسات العسكر هي مؤسسات أنشأها الاحتلال لضبط الإسلام ولتعمل شرطياً على الإسلام
فاختر لنفسك اما تكون في جانبهم او في جانب الاسلام
وان كنت في جانبهم فلا تصدع رؤوسنا بتسمية نفسك اسلامياً
تعلم اولا واقرأ وقم بدراسة محترمة عن تلك المؤسسات ثم تحدث حتى لا يسخر الناس من جهلك
*مرة أخرى ووجب التنبيه, أنا لا أعادي الجماعة الاسلامية كأفراد واغلب ظني انهم ضد هذا الطرح العلماني الذي يقدمه أمثال هؤلاء