آيات عرابي تكتب| بربور السيسي وسيدة المطار والاغتصاب الزوجي!

من منكم يتذكر بربور السيسي ووضعه المناديل المتسخة في كم قميصه؟!

من منكم يتذكر سيدة المطار وصورها في صحف الانقلاب كاشفة عن أجزاء من جسدها؟!

من منكم يتذكر الحرب على ملصق هل صليت على النبي صلى الله عليه وسلم؟!

من منكم يتذكر تسريبات السيسي وعباس كامل التي توحي لك أن مصر دولة وفيها قضاء يخشاه العسكر ويحتالون عليه؟!

من منكم لا يزال يتذكر فيلم عزة الحناوي وهي تهاجم السيسي في التليفزيون المصري؟!

من منكم يتذكر سائق التوك توك؟!

من منكم يتذكر هشام جنينة وحملته على السيسي؟!

من منكم يتذكر بطل تيتانيك خالد علي ومعركة العصافير لاستعادة تيران وصنافير؟!

من منكم يتذكر ثورة الممثل والمقاول محمد علي؟!

من منكم يتذكر تورتة الأعضاء التناسلية في نادي الجزيرة وتحرش خالد علي وفضيحة خالد يوسف؟!

لا أحد يتذكر كل هذه الأحداث التي لم يكن لها دور سوى إلهاء حضرتك عن حدث أكبر وأهم، فأجهزة مخابرات العسكر لا تجيد سوى خلق الألاعيب والأكاذيب والأخبار التي تستدرج حضرتك بعيداً عن القضايا المصيرية.

ويبدو أن أجهزة العسكر لا تمل من إعادة إنتاج أفلامها الهابطة التي تنتجها لشغل الرأي العام عن أهم القضايا التي لابد أن يتذكرها الجميع ألا وهي قضية إعدام دستة من المسلمين الموحدين بالله الذي يستعد عسكر الطاغوت لإعدامهم في أي لحظة، ولشغلهم أيضا عن قضية ضياع نصيب مصر من مياه نهر النيل والتي ربما تجبر المصريين قريبا على التدريب على الاستنجاء بالحجارة بعد انتهاء إثيوبيا من التعبئة الثانية.

يمكنني القول أن العسكر نجح نجاحا باهرا في جعل المصريين مواطنين بلا عقل يستطيعون جرهم بعيدا عن أي حدث مهم،
ففي زحمة حملات الست فتكات المطلقة التي تريد الحصول على نصف ثروة زوجها أو الست عنايات التي اغتصبها زوجها لم يعد هناك أي مجال للتفكير لا في سد النهضة ولا في الأبرياء الذين ستعدمهم عصابة العسكر، بل أكاد أجزم أن هناك من انتبه لخبر مقتل الأسير محمد السيد إبراهيم اليوم بالإهمال الطبي كغيره كثير ممن قتلهم مجرمي العسكر ونسيهم الناس في زحمة أخبار العصافير!

بل إنه ليس لدي شك أن خبر مثل خبر الزيادة القادمة في أسعار الكهرباء وبيع أصول مصر وعلمنة السودان والجزيرة العربية وتقفيل صفقة القرن لم يعد على قائمة اهتمام المواطن الحظائري قاطن جمهورية مصر المخروبة!

هذه هي اللعبة التي يجيدها العسكر
العسكر يضبط أداءه على الموجة الذهنية والنفسية لجمهور غثاء السيل المستهدف وينجح في مخاطبته والتأثير فيه.

وبنظرة سريعة على مواقع التواصل الاجتماعي ستجد أن الغالبية العظمى من جمهور هذه المواقع لا يتذكرون سد النهضة قدر ما يتذكرون الحكم المشدد علي فتيات التيك التوك ورسالة إحداهن للسيسي التي ربما تتوج بعفو رئاسي!

يتذكرون الاغتصاب الزوجي واستفزاز مشاعر المسلمين والعبث بأحكام دينهم متبوعة باستنكار الأنبا طيبوس وكسبه أرضا جديدة في معسكر المعارضة الهابطة، تماما كفيلم الطلاق الشفهي، مع تمهيد كل ذلك لتسويق علمنة قانون الأحوال الشخصية علي المدي البعيد.

هذا هو التكتيك الذي تتبعه المخابرات العالمية والذي تم تصديره بنجاح لمخابرات العسكر وهو تكتيك الطبلة

تكتيك الطبلة هو أحد أخطر وسائل تمرير المصائب الكبار وسط زحام الأخبار الهابطة التي تشغل غثاء السيل أو تداعب غرائزهم أحيانا بأخبار الفضائح والفواحش، ثم تختفي كالزبد بعدما تنتفش وتؤدي دورها. بل قد أضطر وأنا أحذر منها لقطع رسالتي الإعلامية الأساسية أحيانا للتحذير من بعض تداعيات ذلك الزبد.

فالمخابرات المصرية التي تلاعب المصريين (بص العصفورة) تمارس على عقول المصريين ما سبق أن مارسته المخابرات الأمريكية على الشعب الأمريكي

ففي عام 1938 نجح مسلسل إذاعي واحد بدون إعلانات في صنع ضجة في أمريكا. صوت أورسون ويلز القلق وبعض الصرخات المتصاعدة حوله نجحت في استدراج مليون أمريكي إلى الشوارع

تسجيل الحلقة مازال متاحا، ويمكنك سماع صوت أورسون ويلز القلق وهو يصف نيزكا يهبط من السماء ثم يقول بتردد أنه ليس نيزكا، بل هو أشبه بالإسطوانة، ثم يبدأ في وصف المخلوقات المريخية التي تهبط من الجسم الإسطواني، وأشعة الضوء التي تحول كل ما تلمسه إلى لهب وصرخات متقنة حوله.

في اليوم التالي، اعتذر أورسون ويلز، وفيما بعد، اتضح أن الأمر كله كان تجربة لتأثير وسائل الإعلام في تحريك الجماهير.

كانت تجربة للسلاح الجديد، القوة الغاشمة المسماة الإعلام.

فيما بعد، نقل الأمريكيون تجربتهم للعسكر بعد انقلاب تموز/ يوليو 1952، وكانت تجربة صوت العرب التي رصدت الدراسات الأمريكية التحولات المذهلة التي تطرأ على مستمعيها كما ذكر المؤرخ الأمريكي هيو ويلفورد في كتابه (لعبة أمريكا الكبرى.

وللعسكر سجل حافل بالنجاحات في حربهم الإعلامية ضد الشعب، فقد تمرسوا وأجادوا قواعد اللعبة، وصاروا يلعبون وحدهم في ميدان لا يجاريهم فيه أحد، لولا ظهور وسائل الإعلام البديلة مثل مواقع التواصل الاجتماعي، التي خصمت كثيرا من رصيدهم، وأصابت بضاعتهم الإعلامية بالكساد.

ويمكننا القول دون مبالغة، إن أجهزة العسكر في مباراة محمومة منذ سنوات الثورة (ازدادت أحداثها التهابا بعد الانقلاب) في مواجهة ذلك التطور الجديد، وأن مواقع التواصل سجلت أهدافا كثيرة في مرمى العسكر وأضرت كثيرا بسمعتهم، وأحدثت تصدعات في الصورة الذهنية التي بنوها منذ انقلاب تموز/ يوليو 1952.

غير أن أجهزة العسكر التي ظلت تتلقى الهزائم الإعلامية، بدأت تفيق شيئا فشيئا، واستطاعت أن تحرز هي الأخرى أهدافا في مرمى معسكر التغيير.

ولذلك مهم جدا وأنت تتابع الأخبار الهابطة ألا تكون بوقا يستخدمه العسكر لتسويق الهري وتوجيه معسكر التغيير إلى حيث يريدون وصرفه عما لا يريدون.

تذكر قوله تعالى: “وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ ۖ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَىٰ أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ ۗ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا” الأحزاب: 83

وقوله تعالى:” فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً ۖ وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ ۚ كَذَٰلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ” الرعد: 17.
وقوله صلى الله عليه وسلم: نَّ اللَّهَ كَرِهَ لَكُمْ ثَلَاثًا: قيلَ وقالَ، وإضَاعَةَ المَالِ، وكَثْرَةَ السُّؤَالِ.

وقوله صلى الله عليه وسلم: كفى بالمرء كذبًا أن يحدِّث بكلِّ ما سمع.

آيات_عرابي