بعد تمثيلية أكتوبر التي كانت (علقة) مدروسة، أسعدت الشعب المتشوق لأي انتصار في مصر بأيام العبور (الزائف) الأولى (وكانت عبوراً زائفاً سمح فيه العدو الصهيوني لـ 100 الف بالعبور بعد تخفيف قوات خط بارليف إلى النصف قبلها بأقل من أسبوعين)
صار من الضروري تحويل دفة العداء بعيداً عن “اسرائيل”
فكانت الحرب الليبية المصرية المفتعلة وقتها والتي لم تكن مفهومة للبعض, فإذا قرأت كتاب مقدمات الإرهاب وعلمت أن القذافي والسادات كانا عميلين للمخابرات الأمريكية، وإذا تتبعت الأسباب الواهية لتلك الحرب، فستدرك أنها حرب مفتعلة
بدأت تلك الحرب باعتداءات على سفارتي البلدين ثم اقدم القذافي على طرد العمالة المصرية من ليبيا ثم مظاهرة على الحدود المصرية الليبية وفجأة ،،
قام القذافي بقصف السلوم وهووووب قامت الحرب!!
وهكذا انتقل العداء من الكيان الصهيوني إلى ليبيا وعملت ماكينات الدعاية لتسخين الشعب ضد ليبيا
كان من الضروري وقتها تمهيد الأرض لتوقيع اتفاق سلام وكان لابد أن يسبق هذا شيطنة للفلسطينيين، فقامت مجموعة أبو نضال (المتعاونة مع المخابرات الصهيونية) بقتل يوسف السباعي في قبرص، وجرت محاولة مفتعلة لإنقاذ الرهائن بأكبر قدر من الضجة والخشونة ودخلت عناصر من الصاعقة إلى مطار لارناكا في وقت كانت اجهزة السادات تعلم بوجود رئيس قبرص وبما يعني أن الحرس الشخصي له سوف يتصرف بعنف مع أي تدخل، وجرى افتعال أزمة مع قبرص كان يمكن تفاديها، وسقط قتلى وكانت فضيحة عسكرية وسياسية، وكان الهدف من وراء هذه الأزمة هو توفير الدراما اللازمة للمشهد
وفي جنازة يوسف السباعي، هتف صوت مجهول ما (حضرتك وأنت تقرأ هذا الكلام قد خمنت أن الصوت كان تابعاً لاحد أجهزة الأمن، المخابرات أو أمن الدولة) ضد فلسطين!!
وهكذا صار الجو مهيئاً لإخراج مصر من معادلة الصراع وتوقيع معاهدة الإستسلام
الضربة العبقرية في هذا السيناريو كانت اغتيال السادات
ولا ريب أن من قتلوا السادات، قتلوه عن عقيدة
لكن الثغرة هنا أن كل أجهزة العسكر من مخابرات وأمن دولة، كانت على علم بمخطط قتل السادات الخائن
اللعبة كانت في ترك المخطط يمر
وانهاء مرحلة السادات بعد أن أتمَّ لهم الصلح مع “إسرائيل” من جهة ..
ومن جهة أخرى، استخدام الدراما الناتجة عن قتل السادات في أمرين،،
الأول هو كتم الأصوات المعترضة على الصلح مع “اسرائيل” ولو إلى حين بفعل الدوي الذي أحدثه قتل السادات والثاني، في الانقضاض على التيار الإسلامي.
(الفكرة هي أنك ستخجل أن تطلب اعادة ما سرقه اللص، حين ترى هذا اللص يسقط مضرجاً في دماءه بعدة رصاصات وستسرع لتقديم العزاء لأهل اللص الثكلى – وهكذا ضربوا أكثر من عصفور بنفس الحجر ومرروا اتفاق السلام مع “اسرائيل” عن طريق السماح بقتل عميلهم الذي ادى دوره ودون أن يعرف من قتلوه أنهم قتلوه تحت السيطرة)
هذه هي لعبة السياسة الدولية في تحويل دفة العداء بالضبط كما ترون اليوم … السيسي يواجه مشاكل داخلية وفشل في جميع مؤسساته ويواجه مشكلة سد النهضة وبدلاً من مواجهة إثيوبيا التي تهدده يوميا يعمل على شحن الشعب المصري وتوجيهه معنويا تجاه ليبيا