دور العميل السادات في صفقة القرن (1)
نستكمل سويا و بناء على رغبة العديد من متابعي صفحتي العامة الرسمية على موقع فيسبوك سلسلة الحلقات اللي بدأتها بالأمس تحت عنوان صفقة القرن
و من قرأ مقال الأمس و شاهد حلقة البث المباشر يذكر اني قلت ان مسمى صفقة القرن هذا هو المسمى الاعلامي المخفف للمرحلة الأخيرة من التوسع الاسرائيلي في منطقة الشرق الاوسط او بمعنى ادق اقامة اسرائيل الكبرى
و صفقة القرن ليس فقط الفترة التي نعيشها الآن انما هي فترة طويلة و مقسمة لمراحل شرحت بعض هذه المراحل بالأمس
و كما قلت في مقالي السابق ان كل حكام دويلات سايكس بيكو لهم دور في صفقة القرن
اليوم سأتحدث عن مرحلة هامة جدا و هي مرحلة السادات و ليست كل مرحلة السادات انما جزء منها
لماذا يعتبر دور السادات مهم ؟؟؟
لأن في عهد السادات و عن طريقه حدثت اهم الخدع التليفزيونية التي قدمت للجمهور (تمثيلية اكتوبر و دراما قتل السادات) و الاخيرة تم تنفيذها بشكل عبقري في الحقيقة
كان من المستحيل أن تستمر معاهدة السلام مع “اسرائيل” لو ظل السادات حياً
كان دور السادات هو الوصول إلى معاهدة السلام ميتاً
لم يكن مطلوباً منه أكثر من الاعتراف الكامل بـ “اسرائيل”
وتوقيع معاهدة سلام معها
ليموت بعدها وقد أدى دوره
تماماً كالعميل عبد الناصر الذي سبقه والذي كان دوره تسليم ما تبقى من أرض فلسطين (سيناء والجولان – سلمها المقبور حافظ الاسد – والقدس) وتقديم القومية كايديولوجية بديلة عن الاسلام وتقليم اظافر الاخوان المسلمين
بطارية السادات أو بطارية أي شخص في مكانه لم تكن لتحتمل أكثر من هذا
المعاهدة نفسها قوبلت برفض شعبي جارف
رغم كل فترة الإعداد الضخمة التي سبقتها
ورغم تمثيلية أكتوبر التي كانت تهدف إلى امتصاص جزء من غضب المسلمين في مصر
واعادة ضبط وضع “اسرائيل” في المنطقة كدولة ند لمصر
فكان سماح اسرائيل لجيش السادات بعبور القناة ليتنفس الصعداء قليلاً ويشعر المسلمون في مصر بشيء من الانجاز
ثم تعود اسرائيل لسحق جيش السادات والوصول لمشارف العاصمة بعد محاصرة الجيش الثالث كله وأسر 8031 جندي وضابط مصري
رغم كل هذا فإن السادات وصل لمرحلة توقيع معاهدة السلام مع “اسرائيل”
كمن يركض في سباق وقد انقطعت انفاسه ليموت عند الوصول لأخر متر في السباق
ولم يكن مطلوباً منه أكثر من ذلك
كان هذا هو دوره المحدد الذي لم يعرفه هو وهو يمثل دور الرئيس المؤمن ويخدع الناس بتمثيلية اكتوبر التي اخرجها له كيسنجر وديان ويتبادل انخاب الخمر مع صديقه بيجن (كما كان يسميه) وينظر لزوجته وهو ترتمي في احضان صديقه بيجن مرة وصديقه كارتر وغيرهم
ولو لم يُقتل السادات لتزايدت المعارضة لاتفاق السلام مع “اسرائيل”
ولربما هدد هذا نظام الحكم كله
فكان لابد من ترتيب قتل عميلهم بصورة درامية
مؤثرة توفر حجة للإعلام العسكري
السادات ذُبح من أجل تمرير اتفاق السلام الذي كان على (كف عفريت)
ذُبح بطريقة عبقرية نفذها ضباط جيش وورطت فيها اجهزة ما, فريقاً من الاسلاميين ليوفروا ذريعة للتنكيل بهم
ومع قتل السادات زالت أي معارضة محتملة للتنكيل بالاسلاميين واستطاع الاعلام العسكري توجيه الناس باتجاه الاسلاميين بدلاً من اتفاق السلام الذي وقعه السادات
فامكن بضربة واحدة التخلص من أي تهديد محتمل قد يمثله الاسلاميون في مصر على
النظام السياسي الذي يعمل لصالح “اسرائيل” وخفتت كثيراً الاعتراضات على اتفاقيات السلام التي وقعها السادات مع “اسرائيل”
لمشاهدة حلقة البث المباشر اضغط هنا
https://www.facebook.com/AyatOrabi55/videos/2079750598953542/