آيات عرابي تكتب | عينة من الزبالة الفكرية التي كتبها الزنديق العقاد

(وهي زبالة تبدو للبسطاء دفاعاً عن الإسلام ومن كتاب بعنوان : حقائق الإسلام وأباطيل خصومه)
وهي – أي الديانة المصرية القديمة – أرفع الديانات فيما نعلم ترقياً إلى ذروة التوحيد والتنزيه, وإن كانت في عبادتها الشائعة (كلمة ملتوية يقصد أن هناك جانبان للعبادة, جانب شائع وجانب آخر للصفوة الفكرية أو النخبة – الأقواس من عندي) تهبط أحياناً إلى مهبط الديانات الغابرة من عبادة الطواطم والأنصاب, وعبادة الأرواح الخبيثة والشياطين.

بلغت ديانة مصر القديمة ذروتها العليا من التوحيد والتنزيه في ديانة أتون التي بشر بها الفرعون المنسوب إليه أخناتون. ويؤخذ من صلوات أخناتون المحفوظة بين أيدينا أنه كان يصلي إلى خالق واحد يكاد يقترب في صفاته من الإله الخالق الذي يصلي له العارفون من أتباع الديانات الكتابية, لولا شائبة من العبادة الوثنية علقت به من عبادة الشمس, فكانت هذه الشمس الدنيوية رمزاً له ومرادفاً لاسمه في معظم الصلوات.
(ص : 36 من كتاب حقائق الإسلام وأباطيل خصومه)
(هذا الكلام المتناقض هو محاولة للتبرير فهو يقول انه لولا شائبة العبادة الوثنية لكانت الديانة اقتربت الى صفات الإله الخالق الذي يصلي له العارفون من أتباع الديانات الاخرى, ووجه التبرير هنا انه بعد ان يصف الديانة بأنها قد علقت بها شوائب الوثنية, كانت الشمس رمزاً ومرادفاً لاسم الههم أي أنه يلتمس لهم تبريراً يشبه ذلك الذي التمسه كفار قريش لأصنامهم, يعني بالمختصر الديانة بها شوائب وثنية ولكن هذه الوثنية هي مجرد ترميز للإله ثم من ناحية أخرى, هو يجمع الديانات كلها في سلة واحدة فيضع الاسلام دين التوحيد مع غيره ويساوي بين الخالق في الإسلام وغيره مما يسميها بالديانات الكتابية).

ثم هو بعيداً عن كل ذلك يسمى صنم أتون (خالق) ولا اعرف ما الذي خلقه ذلك الأتون ولا تعرف أنت ولا أي قاريء ما الذي يقصده بكلمة خالق, هل يقصد أنه خالق بالنسبة لأخناتون وحسب عقيدته ؟ أم أنه هو الآخر يعتقد في هذا, أم أنه يسوي بين الدين النازل من عند الله وبين (أتونيات) اخناتون, ولو كان يقصد الثانية, ولو لجأت في هذا الأمر الى التبرير ومحاولة معرفة قصد الكاتب, فأنت لابد أمام مشكلة, فهو يتحدث عن العقيدة وعنوان الكتاب الدفاع عن الإسلام ثم أنت تقف عاجزاً عن تبين قصده وتسلم الأمر كله للتخمين في مسألة المفترض أنها محسومة لدى الكاتب وإجمالاً فهي لغة خبيثة تشبه لغة المستشرقين الذين يتكلمون بحيادية عن الإسلام وغيره من الديانات او هي على أقل تقدير لغة (ملخبطة) لا يقول بها مسلم صحيح الإسلام, فاختيار الألفاظ في العقائد يجب أن يكون واضحاً.

ثم أي دفاع عن الإسلام في هذا الكلام الملخبط الذي لا يفهم القاريء العادي لغته ويحتاج إلى الظن لتخمين معاني كلماته ؟ وأي دفاع عن الاسلام في كلام يساوي بين الإسلام وغيره من العقائد ؟
هو كلام يمكنك أن تقرأه باللغة الانجليزية لأحد المستشرقين الذين لا يؤمنون بالإسلام ديناً.
هذه مجموعة نقاط ,,,
ثم هو في كتاب آخر (إبراهيم أبو الأنبياء) يقول في الفصل المعنون (العقائد والشعائر) :
9 التوحيد (عنوان فرعي)
والتوحيد كذلك توحيدان :
توحيد الإيمان بإله واحد خلق الأحياء وخلق معهم أرباباً آخرين. (أرباباً آخرين ازاي ؟؟ هل هذا كلام مسلمين أم مخابيل ؟)
وتوحيد الإيمان بإله واحد لا إله غيره ( أي أنه هنا ساوى بين التوحيد وبين الوثنيات)
ولم تعرف أمة قديمة ترقت إلى الإيمان بالوحدانية على هذا المعنى غير الأمة المصرية, فعبادة أتون التي دعا إليها اخناتون قبل ثلاثة وثلاثين قرناً كانت غاية التنزيه في عقيدة التوحيد كما عرفها الأقدمون. (ص : 165 من كتاب إبراهيم أبو الأنبياء).

(والكلام هنا ينطوي على كارثتين, الأولى أن الأمم عنده تترقى إلى الإيمان بالوحدانية عن طريق التجربة والمحاولة والخطأ وليس عن طريق الوحي الإلهي إلى أنبياءه وتفهم هذا ضمناً من جملته (لم تعرف أمة قديمة ترقت إلى الإيمان بالوحدانية – ترقت ازاي لوحدها يعني ؟) ,,, هل هذا كلام يقوله مسلم قرأ القرآن ؟؟

والكارثة الثانية أنه يناقض نفسه في كتابه الأول الذي اشرت حضرتك إليه (حقائق الإسلام وأباطيل خصومه) والذي قال فيه أن عبادة أتون وحدانية شابتها وثنيات بينما في كتابه إبراهيم أبو الأنبياء يقول بأن عبادة أتون هي توحيد خال)
هذه بعض الأمثلة عن كتابات العقاد الخبيثة التي تستغلق على العامة فيهللون لها وهم يمرون على كلماتها مرور الكرام دون أن ينتبهوا إلى المصائب الكامنة فيها وترجع هذه الغفلة إلى اللغة الفلسفية المواربة الملتوية التي يكتب بها.

وزبالة العقاد الفكرية كثيرة وتحتاج لمجهود فكري وإعلامي ضخم لتفكيكها وتنظيف العقول منها حيث كان احد الاخوة يستشهد بأحد الكتابين المذكورين كدليل على دفاع العقاد عن الإسلام !!!
وهي زبالة تهدف لعلمنة الاسلام ونزع روحه والمساواة بينه وبين الديانات الأخرى وحصاره في ركن ضيق وإحاطته بلغة فلسفية لا تفهم منها شيئاً ليصبح الاسلام ديناً فولكلورياً تكتفي فيه بما تعرف من (أمور بسيطة) وتترك هذه التعقيدات للعقاد وغيره !!
*الصورة للعقاد وهند رستم سنة 1963 من حوار مع مجلة (اخر ساعة) طلبت المجلة اجراءه, فطلب حضور هند رستم وعُرف اللقاء باسم (لقاء العقل والإغراء) !!!
أسباب الحديث عن الزنديق العقاد وغيره في منشور في أول تعليق