آيات عرابي تكتب| كلهم طلعت شبيب


لم اتمكن من منع تلك الكراهية اللعينة التي تسللت جرعة كبيرة منها إلى نفسي, تلك الموجة العاتية من الاشمئزاز التي اجتاحت مشاعري وذلك الغضب الملتهب الذي اعتراني وأنا أشاهد ذلك الفيديو القصير الذي حصلت عليه من داخل سيناء.
موجات وموجات من الاحتقار تحركها تيارات من الغضب العنيف شعرت بها تهز مشاعري وأنا أشاهد ذلك البلطجي الجاهل وهو يعذب مصريا من أهل رفح.
كانت يدا الرجل مقيدتين خلف ظهره وقطيع من جنود فرعون يلتفون حوله كشياطين قبيحة المنظر يسبونه بأبشع الكلمات, يستأسدون على رجل كل ما جناه في دينهم الذي يعتنقون أنه أطلق لحيته.

تستطيع بوضوح ان ترى جهلاً لم يجتهد في إخفاء نفسه على الملامح القبيحة والألفاظ البذيئة التي يخجل ابليس من نطقها, وحتى من المصطلحات التي يستخدمها كالتكفير والهجرة, وهو ما يكشف عن وضاعة مستواه العقلي والتعليمي.
هل خضع أولئك المجرمون لعملية غسيل مخ ؟
الحثالة من عينة عمرو خالد وعلي جمعة وسالم ساهموا بشكل كبير في إخراج المشهد الذي شاهدتموه.
صورة أخرى نشرتها منذ عدة أيام على صفحتي, لضابط يدعى محمد هارون يقف أمام مدرعة, رُبِطَ فوقها رجل من أهل سيناء, نصف عارِ وجندي من الجيش المصرائيلي يحكم وثاقه.
الضابط ينظر بفخر للكاميرا التي تلتقط صورته والجندي ينظر بسعادة مختلطة ببلاهة لا تخطئها العين.

هلك ذلك الضابط في تفجير مدرعة, وأقاموا له جنازة عسكرية, (الجنازة العسكرية هي جنازة يقيمونها لأحد هؤلاء المجرمين بعد هلاكه ويشيعه فيه إلى حفرته مهرجون يرتدون الأزياء العسكرية مع عزف تلك المقطوعة الكوميدية التي يسمونها السلام الوطني, على سبيل الشحتفة العسكرية)
لا أقول انني لم اتعاطف, فعدم التعاطف لا يعبر بدقة عما شعرت به تجاه مقتل ذلك الضابط المجرم, الشعور الأدق هو عدم المبالاة بما حدث, هو نفس شعورك المحايد حين تشاهد أحدهم يسحق صرصوراً بفردة حذاء.
أنت لا تجعل قتل الصرصور وقتها حدثاً يستحق الحديث.
كل البشر كذلك.

تذكرون ذلك الفيديو لتلك السيدة التي قُتل ابنها المجند في كمين كرم القواديس, والتي دفعها الجنون لفضح ابنها الهالك والاعتراف أمام الكاميرات أنه كان يقوم بحرق أهل سيناء؟
تذكرون ذلك الفيديو الذي يصور مجموعة من الهمج يرتدون تلك الخرق العسكرية ويركلون أسيراً مصرياً في سيناء ويعذبونه؟
حسناً .. ان كنت قد نسيت, دعني أذكرك أنهم وجدوا جثمان ذلك الأسير شهيداً في صحراء سيناء.

لم تكن تلك الهمجية من صنع قيادات الجيش المصرائيلي الخونة ولم تكن فقط من صنع حثالات مثل عمرو خالد وعلي جمعة وسالم عبد الجليل, بل مر ذلك الجندي المجرم بطريق طويل من التغييب حتى وصل إلى تلك المرحلة من التعفن الإنساني التي شاهدتها في الفيديو, هو نتاج كتاب تاريخ علمه أن من يرتدي الخرق العسكرية هم خير أجناد الأرض (وهو حديث باطل لا يصح عن النبي عليه الصلاة والسلام).
هو نتاج إعلام أخفى عنه كيف كان جنود عبد الناصر يُشحنون على عربات النقل نصف عرايا والجنود الصهاينة يركلونهم ويصفعونهم على قفاهم.
هو نتاج اعلام أطلق على حفظة القرآن تسمية (الخرفان) ولم يذكر له أن الصهاينة هم من أطلقوا ذلك اللقب على جنود عبد الناصر عندما كانوا ينقلونهم نصف عرايا.
هو نتاج خطب المقبور عبد الناصر الذي كان يجعجع بشعارات المقاومة بينما هو في الأصل صناعة يهودية وضعت لمساتها الخارجية المخابرات الأمريكية.
نتاج أراجوز كان يتلقى راتباً ثابتاً من المخابرات الامريكية منذ خمسينيات القرن العشرين, ثم جعله فيصل نائباً بطلب مباشر من المقبور عبد الناصر ثم ادعى الجميع أن هناك حرباً وأن هناك سلاح بترول ومقاطعة وكل ذلك التهريج الذي يقنع أنصاف المتعلمين.
هو نتاج ذلك الأراجوز السادات الذي أرسل شباباً مصريين ليقتلوا في حرب مسرحية أخرجها سيداه كيسنجر وديان, يقتل فيها البعض من أجل اتفاق سلام يكرس تفريغ سيناء التي يقتل هو الآن أهلها.

في الأقصر رفض طلعت شبيب رحمه الله أن يصفعه ضابط بلطجي, فرد له الصفعة, فالتف حوله عدد من الأوباش يشبعونه ركلاً وصفعاً وهو أعزل, فمات.
لكنه مات شجاعا شهيدا مدافعا عن كرامته.
هل هناك إرهابيين في سيناء؟
نعم بالطبع, والا بماذا تسمي تلك القطعان من الأوباش كذلك المجند الجاهل الذي شاهدناه في الفيديو يعذب أحد أهالي سيناء؟
مجموعة من العصابات الإرهابية المسلحة تسمي نفسها جيشاً.
برغم التعتيم الإعلامي في سيناء, فالشهادات الواردة من هناك مروعة, حرق المنازل وترويع للآمنين وقتل واستهداف للأسر بدانات المدافع.
هناك في سيناء تتناثر أشلاء الأطفال, وتسحق طائرات الأباتشي منازل الآمنين, مئات الآلاف من الدولارات تنفق يومياً على حماية الأمن الصهيوني.

ثم تجد من نزع الله عقولهم, ينعتون المصريين في سيناء بالإرهاب, وتجد طائفة أخرى ممن لا عقل لهم يكررون على مسامعك سخافات من نوعية (شرفاء الجيش).
إن لم تدرك أن هؤلاء السفلة هم مجرد كتيبة من أوباش الأمن المركزي بالجيش الصهيوني, فلا شك أن مخك قد أصابه التلف.
المصريون في سيناء هم ببساطة طلعت شبيب.
نسخة أخرى من طلعت شبيب قررت حمل السلاح ضد عصابات الجيش المصرائيلي الارهابية بعد أن شاهدوا أسرهم تسحق تحت دانات المدافع ومنازلهم تهدم تحت راية نجمة داود بيد قطعان من خرفان اسرائيل, يدعون أنهم خير أجناد الأرض.