آيات عرابي تكتب | لعبة حصار قطر وصفقة القرن!

لقد كانت هذه احدى اكبر النكات
ان يحاصر أولاد سعود الذين لا يخرجون عن طاعة أي حكومة أمريكية, دويلة قطر التي تقع بها قاعدتان عسكريتان أمريكيتان

لقد ذُبحت فلسطين اعلامياً بعد ان قرر مخرج الأحداث في الشرق الاوسط انتاج مشهد سخيف اسمه (حصار قطر)
وبغض النظر عن كل الإجراءات الحقيقية التي تتخذها الجهات في تلك الدويلات وبغض النظر عما أصاب الأشخاص العاديين من أذى بسبب هذه الإجراءات وبغض النظر عن تراشق الإعلام في تلك الدويلات بسبب تمثيلية الحصار, فإن هذا الحصار كان تمثيلية ليست لها نتائج ملموسة كبرى ولا تهدف الا لصرف النظر عن الساحة الفلسطينية وتجفيفها اعلاميا وابراز بؤرة جديدة للاحداث
وهذا الحصار لم يتطور ابدا لحرب مع قدرة آل سعود على اجتياح قطر في ساعات لأن الحرب تحتاج إلى إذن غربي والمسرحية حدودها, التراشق الإعلامي بين الأطراف ولا اجتياح ولا حرب ولا غيره

كان المطلوب خنق مسألة فلسطين اعلامياً
اضاءة ركن من المسرح لاظلام الاركان الاخرى
لا السيسي ولا ابن سلمان ولا ابن زايد ولا أي من هؤلاء الموظفين يستطيع او يجرؤ بينه وبين نفسه أن يتخيل ان يتخذ قرارا دون استئذان

فما بالكم بمحاصرة دويلة مثل قطر تقع بها قاعدتان أمريكيتان ؟
ولقد شاركت تركيا في هذه المسرحية بإرسال 500 جندي (وقد كنت مغفلة جدا وقتها حتى انني كتبت يومها مقالا شديد السخف عن ان هؤلاء الخمسمائة اسكتوا المنطقة ولم انتبه ان لا ابن سلمان ولا سلمان ولا السيسي ولا ابن زايد ولو وقف كل منهم هم وجيوشهم فوق رؤوس بعضهم البعض, ليجروا على حصار كشك عليه علم امريكا وان كشكا كهذا لا يحتاج إلى حماية وان امن الخليج وحدوده هي مسألة لا يناقشها هؤلاء الغفر بل هي مسألة منتهية ومحددة منذ وقت بعيد)
بعد أن انتهت مسرحية اكتوبر, وزع سكريبت جديد على ممثلي المنطقة وتم تقسيم العملاء الى قسمين
قسم تطبيع (وفي هذا القسم كان السادات وحده)
وقسم دول رفض وممانعة وقادته سوريا وليبيا والتي كان يحكمهما عميلان هما حافظ الأسد والقذافي (حافظ الأسد باع الجولان بمائة مليون دولار باعتراف السادات نفسه)
وبدأت العداوة بين نفس الدويلات التي يحكمها عملاء والتي خاضت معا تمثيلية اكتوبر
ثم لم ينتبه سكان المنطقة الى ان حافظ الأسد يحارب الوجود الفلسطيني في لبنان دون أي داع (ولكن هذا كان بغطاء إعلامي هو الممانعة والمقاومة ومن قبلها تمثيلية اكتوبر)
ولعب حافظ الأسد, وكيل إسرائيل الحصري في سوريا, لعبة تأمين حدود إسرائيل في لبنان من الوجود الفلسطيني (وشارك في ذلك العميل ياسر عرفات) بينما لعب العميل السادات دورا أكبر في عزل مصر بالكامل عن معادلة الصراع
(فيما بعد وضعت ميليشيات حركة أمل التي تطورت الى حزب اللات التي ظهرت من العدم بعد ثورة الخميني, لتقوم بما عرف باسم حرب المخيمات وصبرا وشاتيلا (2) ضد الوجود الفلسطيني في لبنان ثم استلم حزب اللات فيما بعد مهمة شرطي الحدود التابع لاسرائيل في لبنان مع تأمينه بالعاب إعلامية مثل صدامات صغيرة مع إسرائيل كل فترة)
وكانت اللعبة الأخرى داخل اللعبة, هي نقل العداء مع إسرائيل الى عداء عربي عربي (ولهذا بدأت الحرب بين العميلين القذافي والسادات لاعادة ضبط الحس السياسي العام للمصريين على موجة اخرى غير موجة اسرائيل)
كان الجانبان لو أمعنت النظر يعملان ككاسحات ثلوج تزيل من امام اسرائيل تلك العوائق
أحدهما كان يؤمن حدود اسرائيل في الشمال والاخر كان يؤمن حدود اسرائيل في الجنوب
كانت هذه اللعبة جزءا مما يعرف (شعبيا) باسم صفقة القرن
وكل هذا كان يتم تحت غطاء من العداء بينهم

نعم تميم واردوغان والسيسي وابن سلمان وابن زايد ودويلاتهم وجيوشهم ومخابراتهم مشاركون في هذه اللعبة وهم اخلص موظفي النظام العالمي وهذا اللعبة هي جزء من صفقة القرن ولا تتم الا بها

وهي صرف النظر عن الساحة الفلسطينية بإنتاج مظلومية جديدة من العدم لدويلة قطر
وللحديث بقية ان شاء الله