آيات عرابي تكتب | ما علاقة الراقصة حكمت فهمي بالانقلاب ؟

في حكاوي الربابة التي يرويها إعلام العسكر أن المخابرات الالمانية جندت الراقصة حكمت فهمي ثم احتاج الجاسوس الألماني لإصلاح جهاز اللاسلكي فاتصلت الراقصة بحسن عزت الذي اتصل بالسادات الذي وافق على اصلاح جهاز اللاسلكي !!
الحقيقة تبدأ من سنة 1941 حين كانت القوات الألمانية في ليبيا واحتاجت المخابرات الألمانية لجواسيس في مصر.

القصة تبدأ في بودابست وليس في عوامة حكمت فهمي كما صور الإعلام للبسطاء
حين ارسل ميجور في المخابرات الالمانية يدعى ريتر أحد ضباطه ويدعى نيكولاس كريمر إلى بودابست وبدأ بتجنيد 3 أشخاص مجريين من بينهم طيار يدعى لاسلو الماسي.
الأشخاص الثلاثة وفروا لضابط المخابرات الألماني اسماء الضباط المصريين الذين يعرفونهم.
كان أهمهم هو الفريق عزيز المصري (رئيس الأركان الماسوني الذي شارك في الانقلاب ضد السلطان عبد الحميد سنة 1909 في عاصمة الخلافة)
وكان من بينهم اثنان ليس السادات فقط, بل السادات وعبد الناصر.

متى كان ذلك حضرتك ؟
بدأت القصة سنة 1941 !!
متى كشفت المخابرات البريطانية هذه الشبكة ؟
ليس كما يقولون للبسطاء في القاهرة, بل كانت المخابرات البريطانية تعرف الاسماء بالكامل من بودابست, حيث استطاعت أن تجند سكرتيرة تُدعى جوزفين كانت تعمل لدى المخابرات الألمانية وصورت مراسلاته ووثائقه ومنها عرفت كل شيء من البداية.
(بالمناسبة, الطيار المجري كان شاذاّ جنسياً وكان على علاقة ببعض أمراء الأسرة المالكة حول فاروق, وهو ما يجعلك تفهم كيف تصدع نظام فاروق وكيف تم اختراق القصر والسيطرة عليه ليعمل القصر نفسه ضد مصلحة فاروق)

لماذا تم اخفاء اسم عبد الناصر ولم يتعرض للانكشاف ولا القبض عليه حتى سنة 1941 أو بعدها وقُبض فقط على السادات وعزيز المصري ؟
ولماذا تم تصوير قصة عزيز المصري والهروب بالطائرة للألمان على انها قصة منفصلة عن قصة السادات (التي تم اخفاء اسم عبد الناصر منها) ؟
ببساطة لأن عزيز المصري الذي قُبض عليه كان يتعاون مع المخابرات البريطانية منذ سنة 1914 وكان يتفاوض معهم ويمنحهم المعلومات بل أن كيتشنر المندوب السامي البريطاني توسط له قبل 1914 للعفو عنه بسبب حكم إعدام صدر ضده لخيانته في ليبيا (حاول تأليب القبائل العربية ضد حكم السلطنة العثمانية بدلاً من محاربة قوات الاحتلال الايطالي, وكان متعاوناً معهم لدرجة أنهم اختاروه ليكون رئيس اركان الشريف حسين الذي كان يحارب الخلافة في الجزيرة العربية فيما عرف باسم الثورة العربية الكبرى سنة 1916 (حاول في مذكراته أيضاَ ان ينفي انه تلقى رشوة من الذهب من قائد قوات الاحتلال الايطالي في ليبيا).

واتصاله بالمخابرات البريطانية يعني أن عبد الناصر كان مكشوفاً لدى المخابرات البريطانية حتى قبل محاولة المخابرات الألمانية الاتصال به.
(هذا بخلاف اتصالاته بضابط المخابرات الصهيوني يروحام كوهين وصداقته له لرئيس اركان جيش الكيان الصهيوني يجال الون فيما بعد وهي اتصالات لا يعرف أحد على وجه التحديد هل جاءت خلال حرب فلسطين الأولى أم انها بدأت في حارة اليهود خصوصا وان اعتماد خورشيد تقول انه كان مرتبطاً بعلاقة غرامية مع فتاة يهودية تركت مصر قبل شهر من انقلاب يوليو 52).

المخابرات الحربية نفسها (والتي كانت تحت إشراف المخابرات البريطانية) لابد أنها كانت تتابع الموضوع والمخابرات الحربية والجوية حضرتك كان ضباطها يتلقون التدريب على يد المخابرات الأمريكية باعتبار أمريكا دولة صديقة (علي صبري مثلاً وكان من المخابرات الجوية تلقى دورة تدريبية “مخصصة عادة لضباط الناتو” على يد المخابرات الأمريكية في كولورادو لمدة ستة اشهر – علي صبري بعد انقلاب 52 بفترة اصبح رئيساً للوزراء).

الضابط الألماني المسؤول عن الاتصال بعبد الناصر كان ويلهلم بيسنر وهذا الضابط بالمناسبة وقع في أسر القوات الأمريكية في إيطاليا في نهايات الحرب (يعني لو لم تكن المخابرات الامريكية تعلم من البداية عن علاقة السادات وعبد الناصر بالألمان, عن طريق ضباطها في المخابرات الحربية منذ سنة 1941, فقد أصبحت تعلم منذ سنة 1943).

لماذا أفلت عبد الناصر من قصة هذه الشبكة التي قبض فيها على السادات ؟
لأنه في الغالب كان من رجالها مثله مثل عزيز المصري
وفي الغالب جرى سجن عزيز المصري ثم الإفراج عنه بعدها لإخفاء علاقته بالمخابرات البريطانية (وهي علاقة استمرت حتى بعد ذلك التاريخ وللعلم عزيز المصري تزوج أمريكية التقاها في العراق وانجب منها ابنه الوحيد عمر الذي اصبح فيما بعد كولونيلاً في الجيش الامريكي)
الوحيد الذي يبدو بوضوح أنه كان كالاطرش في الزفة في كل هذا هو انور السادات.

لم يكن يعلم بالطبع حتى ذلك التاريخ, ولكنه أفرج عنه بطريقة عجيبة وتمت تبرئته بعد ذلك وتزوج انجليزية من أصول يهودية تصغره بعدد كبير من السنوات ثم عاد إلى الجيش وانضم للحرس الحديدي الذي كان متصلاً أيضا بالألمان (وهذه قصة أخرى) وهو ما يعني أن السادات جرى تجنيده لحساب المخابرات البريطانية مبكراً جداً (ومن بعدها الأمريكية بالطبع) وحتى قبل التاريخ الذي تشير إليه المصادر الامريكية أي قبل لقائه بكمال أدهم في منزل فريد الأطرش في الخمسينات وقبل رحلته إلى أمريكا التي تغيب فيها 3 ايام بشكل غامض في الستينات.

فلما ورثت المخابرات الامريكية المخابرات الألمانية, عملت على تجنيد كل عملائها السابقين عبر مكتبها في القاهرة الذي كان يرأسه كيرميت روزفلت منذ سنة 1943
وفي سنة افتتاح مكتب المخابرات الامريكية في مصر, انضم عبد الناصر (الشيوعي مخبر المخابرات الالمانية والبريطانية وخريج حارة اليهود وصديق ضباط المخابرات الصهيونية ورئيس الأركان الصهيوني فيما بعد) إلى الإخوان المسلمين وأقسم على المصحف والسيف !!
يعني عبد الناصر كان مخبراً على الإخوان المسلمين لحساب المخابرات الأمريكية (أو البريطانية ما تفرقش) منذ سنة 1943 (أو 1946 في رواية أخرى).

وهكذا كان عبد الناصر كالمومس الرخيصة التي تنتقل من فراش جهاز مخابرات إلى فراش جهاز مخابرات آخر – السادات هو الآخر كان معتاداً على بيع نفسه كما قال ويليام كيسي مدير المخابرات الأمريكية في حوار له مع الصحفي بوب وودوورد.

ورثت المخابرات الأمريكية شبكة الجواسيس كلها وصنعت انقلابها بالتدريج بعد أن قامت بتشتيت تنظيم الضباط الإخوان داخل الجيش بعد ان حصل عبد الناصر من محمود لبيب على كل الاسماء ثم قامت بانقلابها واقامت لمخبريها القاعدة القمعية التي تشكلت من أجهزة المخابرات (التي تعمل فقط ضد الشعب) والداخلية والجيش المصرائيلي.

حتى مايلز كوبلاند عندما كتب كتابه الذي فضح عمالة المقبور عبد الناصر, حرص على عدم التطرق لتلك التفاصيل حتى لا يكشف عمق شبكة المخابرات الامريكية التي تغلغلت في كل شيء والتي وصلت حتى لمصطفى أمين وهيكل وناصر النشاشيبي وغيرهم من الضباط والصحفيين والشخصيات العامة.
المخلوع نفسه كان عميلاً للمخابرات الأمريكية منذ سنة 1971 كما تقول المصادر الأمريكية وكان (موصلاتي) بين المخابرات الأمريكية والسادات وجرى اعتقال ضابط مخابرات أمريكي متمرد في بداية الثمانينات حتى لا ينكشف عميلهم المخلوع, وإن كانت حقيقة الموضوع أعمق من ذلك إذ أن جيهان السادات هي من اختارت له زوجته النصرانية سوزان والتي تلتقي معها في أحد جداتها كما قال الكاتب مجدي حسين (فك الله أسره) في مقال سابق له مما يكشف له أن عمالته أقدم حتى من التاريخ المذكور في المراجع الأمريكية.

وهكذا يمكنك بعد أن تقرأ هذا أن تعرف أسباب هزائم 67 وأن تفكك قصة ما يسمى بالعدوان الثلاثي وان تدرك ان أكتوبر كانت تمثيلية وان قطع البترول كان هو الآخر تمثيلية, بل وحتى سرقات منجم السكري وكل ما تراه حولك من تدمير تعجب له!
فهؤلاء جواسيس وليسوا حكام

وان المادة التي تقدم لك في المدرسة وفي الإعلام وفي الصحف هي قمامة فكرية المقصود منها تحويلك الى مغفل يجهل حقيقة أمناء الشرطة الذين جندتهم المخابرات الأمريكية ثم تتناول كمية كبيرة من الفشار وانت تسمع قصة الراقصة حكمت فهمي
ويمكنك تكرار هذه القصة مع صول الإنقلاب الخائن.

ويمكنك تكرارها حرفياً في سوريا وقبلها مع آل سعود في الجزيرة العربية وغيرها من بلادنا المنكوبة التي قسموها حظائر ووضعوا على كل حظيرة غفيراً.
وهكذا تم جعل هؤلاء الجواسيس الخونة حكاماً على بلادنا
ليبدأ عصر الراقصات
عصر حكمت فهمي!

تريد مصادر؟
بس كدة ؟
المصادر كثيرة ويمكنني كتابتها في نصف المساحة التي كتبتُ فيها كل هذا ولكني اريد ان تبحث انت بنفسك. لديك الآن كل الاسماء, فابدأ البحث بنفسك.
(وقد ذكرت من قبل بعض المصادر وهي مصادر محترمة كتبها مؤرخون وليس طبالون يتسولون على موائد العسكر)
تريد أن تعرف آليات الثورة ؟
آليات الثورة ستعرفها انت بنفسك إذا اجبت هذه الاسئلة ,,,
هل هؤلاء جواسيس للعدو أم لا ؟
هل هؤلاء في حكم الشرع مرتدون أم لا ؟
هل خلافك معهم هو خلاف عقائدي أم خلاف سياسي ؟
هل سيترك هؤلاء الجواسيس الحكم لك لأنك تتظاهر ؟