آيات عرابي تكتب | هل قيس سعيد محافظ ؟ 

اسوأ ما يمكن ان يفعله سياسي ما هو ان يترك الناس يظنون فيه غير حقيقته 

هذا في حد ذاته خداع 

قيس سعيد علماني هذه حقيقة 

لكن لماذا يترك الناس يظنون انه مسلم محافظ ؟ 

قيس سعيد يستخدم خطابا يحتوي على مفردات تدغدغ مشاعر الناس من اجل الأصوات 

وليس فقط من اجل الأصوات. بل من اجل ان يضع نفسه في خانة العلماني المتصالح مع الدين وهذا خطير جدا

نفس فكرة السادات في مصر 

السؤال الآن .. لو كان الرجل اسلاميا او حتى محافظا فلماذا ترتدي زوجته كثياب سوزان مبارك ؟ 

الحقيقة ان ثياب زوجته لا تعنيني من قريب او من بعيد ولست مهتمة ببحث ثيابها على الاطلاق

كل ما في الامر هو ان ثياب زوجته أكثر صراحة منه هو شخصيا 

المسألة الأخرى المهمة جدا والتي لم تتعرض للبحث هي موضوع ترشح رجل أعمال فاسد مسجون في مواجهته (وهي نقطة حسمت خيارات الناخبين بشكل كبير واستخدمت في توجيه قطاع كبير منهم باتجاه قيس سعيد بفكرة التصويت السلبي ضد نبيل القروي) 

الرجل أيضا بورقيبي بشدة ويظهر هذا في كلامه ودفاعه عن بورقيبة 

وهو يخلط هذا الإخلاص لأفكار بورقيبة بمفردات عن الدين يغازل بها المحافظين 

هذه البراعة في مزج النقيضين 

وهذه الهالة الاعلامية التي سارعت أجهزة الإعلام لاحاطتها به 

كلها امور غير مطمئنة وتشير إلى ان وراء الأكمة ما وراءها 

انا اكره بشدة ان يظهر اي شخص على غير حقيقته 

فليقل من البداية انه علماني .. طبعا فكرة ان يترك الناس يظنون انه علماني هي فكرة خطيرة جدا وتشي بأن الرجل اخطر بكثير من الهالة التي يحاول احاطة نفسه بها ومن الهالة التي بدأ الإعلام في احاطته بها 

ونظرا لان تونس هي بوصلة مصر فما ترونه الان في تونس مرشح للتكرار في مصر بعد انتهاء مرحلة السيسي ان شاء الله 

ما انظر اليه الان وانا اتكلم عن قيس سعيد هو مرحلة ما بعد الشاويش السيسي والتي يبدو أن نموذجها يُصنع الان في تونس من تحجيم لنسبة أصوات (من يسمون انفسهم بالاسلاميين في تونس وصحيح ان مورو والغنوشي ليسوا اسلاميين ولكنهم يقدمون انفسهم على انهم كذلك او هم على الاقل المتاح في السوق) وتراجع الدولة العميقة خطوة للخلف مع تقديم شخص علماني يبدو متصالحا مع الدين 

هذه الخلطة تشي بأن وراء الاكمة ما وراءها 

#آيات_عرابي