هل يمكن لعقل مهما كانت درجة بساطته ان يتصور ان اردوغان لا يعرف دور أتاتورك في تدمير الخلافة الإسلامية وتحويلها إلى فتات وأنه الشخص الذي بدأ مرحلة الدولة الوطنية (بدأت الدولة الوطنية فكرياً قبله بكثير ولكنه كان أول من حولها إلى حقيقة) وان اعلانه المشؤوم عن الغاء الخلافة الاسلامية كان بداية كل ما خبره المسلمون حتى الآن من مجازر ؟
ألا يعرف اردوغان ان اتاتورك هذا كان يهدم المساجد لأن الأذان يضايقه بينما يشرب الخمر ؟
ألا يعرف اردوغان أن أتاتورك كان يكن كراهية شديدة لسيد ولد آدم عليه الصلاة والسلام وأنه كان يصرح بحقده هذا على رسول الله صلى الله عليه وسلم وذلك في جلساته الخاصة ؟
ألا يعرف اردوغان أن اتاتورك كان يأمر النسوة الساقطات في نهاية حفلات المجون التي كان يقيمها في قصر الخلافة بعد احتلاله, بأن يقفن على الموائد ويدندنّ بالأذان ؟
ألا يعرف أردوغان, أن أتاتورك الذي يمجده ويلتقط الصور تحت صورته, كانت أمه تحترف البغاء وانه كان ابن زنى وأنه كان (عشيقة) لشاب اسمه وداد ؟
ألا يعرف اردوغان ان اتاتورك هذا الذي قال ذات مرة أنه يسير على نهجه, كان عميلاً للمخابرات البريطانية ؟
ألم يقرأ ما جاء في كتاب الرجل الصنم عن لعبة ما يسمى حرب الاستقلال التركية وكيف صنعت بريطانيا عميلها أتاتورك وقدمته للمسلمين ؟
جاء في كتاب الرجل الصنم عن حقيقة الحرب اللعبة التي صنعتها بريطانيا لعميلها أتاتورك (وكل حروب الشرق الأوسط من بعد اسقاط السلطنة العثمانية كانت العابا متفق عليها بين الجانبين بما فيها حرب 1948 وحرب أكتوبر)
(اخترق الانكليز جبهة الجيش الذي كان تحت إمرة وقيادة مصطفى كمال بواسطة وحداتهم من الخيالة حيث وصلوا إلى مؤخرة أربعة جيوش, وقد وقعت هذه الجيوش في يد الأعداء بكل قطاعاتهم وأفرادها وضباطهم ولوازمهم وجميع أسلحتهم وكان قائد الجيش الرابع ((كوجك جمال باشا)) يرى على الدوام أن مصطفى كمال هو المسؤول عن هذه الهزيمة, وليس بإمكان وحدة من الخيالة أن تخترق جبهة جيش. كما أنه ليس بإمكان قوة من الخيالة أن تقوم وحدها بأسر جميع الجيوش. إنما تستطيع فقط مطاردة وحدات الجيش المنهزم)
وجاء في الصفحة التالية في نفس الكتاب عن علاقة العميل أتاتورك باسياده البريطانيين :
(هناك تصريح لـ رفعت باشا إلى جريدة الجمهورية قبل وفاته يقول فيه : إن مصطفى كمال باشا ذهب إلى الاناضول بإذن من الإنكليز. بينما ذهبت أنا إليه بكروبي الباخرة مع (18) فارساً حيث قمت بإدارة فرقة الجيش في سامسون وقد قام وفد إنكليزي مؤلف من ثلاثة أشخاص بتشييع مصطفى كمال باشا عند مغادرته اسطنبول وقد حدثت مشادات عنيفة في المجلس مع (جولاق صلاح الدين باشا) حول هذا الموضوع. وقد سمعت من أحد أهالي قونية بأن (هارنجتون) القائد العام لجيش الاحتلال الإنكليزي في اسطنبول هو الذي أرسل مصطفى كمال إلى سامسون)
ص 331 و 332 من كتاب الرجل الصنم
ألا يعرف أردوغان كل هذا ؟
بلى يعرف ويعرف ما اكثر من هذا بكثير بل ولابد أن ما يعلمه عن عمالة أتاتورك وعدائه للإسلام أكثر من هذا بكثير
والتفسير الذي ستسمعه من الكثيرين هو أن اردوغان مضطر !!
هذا التفسير يعني ان استسلموا لفكرة الرئيس المسلم المضطر
هو يرفع المصحف ويبني المساجد فماذا تريدون أكثر من هذا ؟
ان تركيا علمانية والعلمانية بها شرسة وماذا سيفعل ؟
هل تريدون منه أن يحارب العالم أجمع ؟
دعكم من موضوع أتاتورك هذا فاردوغان مضطر
هو سيربي جيلا يغلق بيوت الدعارة وسيربي جيلا يزيل صورة أتاتورك
يكفي اردوغان ان رصف الشوارع .. هذا انتصار ما بعده انتصار
يكفيه شبكات الصرف الصحي
وهذه النزعة الدنيوية العلمانية التي يتكلم بها هؤلاء يدعمها من بعيد ما يسمى بفقه (المقاصد) والذي بزغ فيه نجم كبير المنافقين الجدد الريسوني فطالما مقاصد الشريعة (بزعمهم) متحققة (وهي رصف الطرق والصرف الصحي) فدعكم من تلك الأمور البسيطة الهامشية مثل صورة أتاتورك ومثل اعتناق العلمانية ومثل الإبقاء على بيوت الدعارة (والتي تمثل جزاء كبيرا من دخل تركيا)
فاردوغان مضطر وهو منشغل بتربية جيل يزيل صورة أتاتورك ويزيل بيوت الدعارة (رغم ان مستشاره ياسين اقطاي صرح انه لا يتمنى منعها)
وهكذا يتحول معاتيه الحركات الإسلامية الى ماكينة تبرير لأردوغان
وهم يدعون ان هذه هي السياسة وهم يحدثونك بكلام مكيافيللي (السياسة فن الممكن)
وهؤلاء البؤساء المثيرون للشفقة لا يفهمون في السياسة ولا حتى في التدبير المنزلي
وهذا التفسير السقيم الذي يهوى دراويش الحركات الاسلامية ترديده كالببغاوات يعني ان السيسي كان بعد الانقلاب أقوى من أردوغان بعد 16 سنة من الحكم
وإذا سلمنا بهذا السخف, فالسيسي الانقلابي والذي جاء بالعلمانية وجاء محاربا للمساجد واقتحمها بميليشياته واحرقها وارتكب عدة مجازر هو حسب هذا التبرير, أقوى من أردوغان المنتخب
واتاتورك الذي جاء بالعلمانية, أتاتورك الذي رأى سحابة غبار في من نافذة منزل في إحدى زياراته في تركيا, فارتعب وظنها جيوش الخليفة جاءت تقبض عليه وقال (هذه جيوش الخليفة) ثم أدرك بعد رعبه انه قطيع من الماعز., تلك البقة عديمة الشأن المسماة أتاتورك, والذي حارب الإسلام في اسطنبول التي كانت عاصمة السلطنة العثمانية لقرون والتي كان يحكم منها السلطان العثماني دولة مترامية الأطراف, أقوى من أردوغان الذي انتخبه مسلمو تركيا والذي اعتقل عددا كبيرا من جنرالات جيشه بعد تمثيلية الانقلاب.
وفقا لما يقوله هؤلاء الدراويش, فأردوغان المنتخب أضعف كثيرا من أتاتورك الدخيل الذي كان يموت رعبا من قطيع من الماعز والذي هلك منذ عقود !!
وان اردوغان الذي يملك حزبه الاغلبية في البرلمان والذي صوت من قبل من اجل ازالة تجريم الزنا, غير قادر على ازالة العلمانية من الدستور التركي
وان اردوغان الذي طرح استفتاء على تغيير النظام التركي من برلماني الى رئاسي ونجح في ذلك, غير قادر على ازالة القوانين العلمانية وأنها تكبله !!
اذا فلماذا لا يستقيل ويجلس أمام التليفزيون ليصلي بقية عمره بدلا من ان يحمل نفسه بذنوب سيحاسب عليها أمام الله طالما هو الرئيس العاجز الكسيح المقعد المضطر المحاصر المستهدف الذي لا يقدر على شيء ؟
ولماذا اتكلم عن أتاتورك وعن تبريرات الحركات الإسلامية لأردوغان ؟
لانه يراد تصنيع اتجاه سياسي يتم تهجينه عن طريق حقن هذه التبريرات الغبية
ثم لا يعطون للناس من الاسلام سوى اسمه, بينما يقولون لهم ان اردوغان الاسلامي مضطر
مسألة الاضطرار هذه هي جزرة يعلقونها على ظهور الناس ليمنوهم بما لن يحدث
بينما واقع الحال يقول ان أردوغان علماني حتى النخاع, وان موضوع تربية جيل يرتاد المساجد وهذه الخرافات التي يبيعونها للناس هي محض الاعيب انتخابية فاردوغان نفسه قال مفتخرا منذ عدة سنوات بان تركيا تستطيع دخول الاتحاد الأوروبي بعد ازالة تجريم الزنا ثم عاد ليقول في 2018 انه اخطأ بإزالة تجريم الزنا وان الوقت قد حان لتصحيح الخطأ ولم يحدث شيء رغم أنه يملك البرلمان
وهم بهذا يحاولون إعطاء الناس صيغة من الإسلام المهجن, اتجاه سياسي يضع الإسلام عنوانا ثم يضع تحته العلمانية ويقدم للناس الخدمات على (مقاصد الدين) ثم يحيط هذا بإطار من علمانية الدولة وهي أيديولوجية حزب أردوغان, مع بعض النجاحات الاقتصادية ليسوقوا بها الدولة العلمانية مع نموذج إسلام معهد راند المحاط بالعلمانية.
هناك محاولة لتضفير اتاتورك في السرد السياسي للحركات الاسلامية أو على الأقل لتصبح سيرته امراً عادياً لا يثير في النفس الاشمئزاز .. محاولة لتطبيع العلاقات مع سيرة أتاتورك والتصالح مع علمانيتها