تحل اليوم الذكرى المائة لوعد بلفور
لم تكن بريطانيا قادرة على منح فلسطين لليهود
الا بعد أن أنشأت فرنسا لعميلها في مصر , محمد علي جيشاً وفق الأفكار الماسونية ودربته وأشرفت عليه ثم جاءت بريطانيا لتقطف الثمرة وتقوم ببعض التجديدات وتؤسس جيشاً جديداً سنة 1886 ليكون ذراع الاحتلال الطولى في المنطقة وشرطياً ضد الاسلام في مصر
لم يكن من الممكن أن يصدر وعد بلفور إلا بعد أن تأكدت بريطانيا تماماً من موت مصر الإكلينيكي تحت احتلالها أو بالأحرى الى أن الاسلام فيها اصبح مخدراً
لم يكن من الممكن أن تصدر بريطانيا وعد بلفور الا بعد الهجوم الفكري العنيف الذي شنته الماسونية ممثلة في رجال بريطانيا (جمال الدين الإيراني ومحمد عبده ) وبعد أن قام اللورد كرومر بتعيين رجله محمد عبده في منصب الإفتاء ليشرف على تخريب الأزهر لصالح الاحتلال البريطاني
لم يكن من الممكن أن تصدر بريطانيا وعد بلفور إلا بعد أن جعلت القس دانلوب مسؤولاً عن تخريب التعليم في مصر وحذف الدين من عقول الصغار ووضع مصر على خط التغريب الذي رعاه الماسونيون (سعد زغلول وقاسم أمين وعلي عبد الرازق وغيرهم)
لم يكن من الممكن ان تصدر بريطانيا وعد بلفور الا بعد أن وضعت عملاءها من أسرة آل سعود في أقدس بقاع الإسلام والتي كان يستحيل أن تحتلها عسكريا حتى لا تؤلب على نفسها مسلمي العالم, فجعلت فيها الأسرة العميلة يهودية الأصل (آل مرخان الذين اصبح اسمهم آل سعود)
بل القصة أبعد من هذا وبدأت في مصر واسطنبول حين أدخلت فرنسا فكرة المحافل الماسونية (الجيوش الإلزامية) للخلافة العثمانية في عهد السلطان محمود (وهو الذي منح الماسوني الشيعي محمد علي حق ولاية مصر هو وأولاده من بعده وذلك بتأثير من أمه والتي كانت أخت زوجة نابليون والقصة أبعد من هذا ايضا بقليل حين اوصلوا رجلهم علي بك الكبير إلى حكم مصر وزوجته ذات الأصول الغامضة التي كانت عوناً للاحتلال الفرنسي فيما بعد وتزوجت مراد بك الخائن وبدأ مشروع فصل مصر عن الخلافة والذي افشله مؤقتاً محمد بك أبو الدهب – ان شاء الله سوف اشرح هذا بالتفصيل)
كان وعد بلفور مستحيلاً بدون تحويل العقيدة القتالية للمسلمين من عقيدة الإسلام إلى عقيدة الجيوش الالزامية التي تحارب من أجل المرتب وتعمل بأوامر القادة بدلا من أوامر الله ورسوله وهو ما نجحت فيه الماسونية في كل من مصر واسطنبول فصنعت في مصر الجيش الذي كان ذراع بريطانيا لتسليم فلسطين سنة 1917 والجيش العثماني الذي انهزم أمام بريطانيا ثم قاده اليهودي مصطفى كمال أتاتورك لينسحب من فلسطين ويتركها لجيش اللنبي
لم تكن بريطانيا قادرة على إصدار وعد بلفور لروتشيلد بدون تلك الطبقة التي تكون من المتغربين فكريا المصابين بعقدة الخواجة الذين اعتنقوا الليبرالية وبشروا بها (مثل سعد زغلول) والشيوعيين وغيرهم
كان وعد بلفور مستحيلاً بدون ضخ الفكر القومي الذي قسم المسلمين شيعاً وبدون فكرة الوطنيات والحدود التي رسمها المحتل وصفق لها المهرجون المنبهرون بالايديولوجية الجديدة والذين أصبحوا (جماعة يحيا الوطن)
لم تكن بريطانيا تستطيع إصدار وعد بلفور لولا فرنسا التي نجحت قبلها في رسم حدود “إسرائيل” في مصر ولمن لا يعلم فإن حدود “اسرائيل” هي قناة السويس
حين جاء الاحتلال الفرنسي لمصر, كان مكلفاً بأمرين , الأول إقامة وطن قومي لليهود في فلسطين والثاني حفر قناة السويس (وهي حدود دولة إسرائيل)
(قلت منذ سنتين ونصف تقريبا ان قناة السويس من البداية هي حدود “اسرائيل” وقلت هذا على سبيل التحليل السياسي والعجيب أنني قرأت مؤخراً كتاباً بعنوان “اوراق الموساد المفقودة” جاء فيه صراحة أن قناة السويس هي حدود دولة “إسرائيل” )
كانت بريطانيا تكمل ما بدأته فرنسا في الحقيقة وقبل وعد بلفور كانت هناك 100 عام من التجهيزات فلا يجب أن نغفل دور فرنسا
لم يكن وعد بلفور ممكنا دون كل هذه الغفلة التي كان عليها مسلمو المنطقة منذ 100 عام
كان وعد بلفور مستحيلاً بدون كل هذا .. هذا هو ما حدث شاء من شاء وأبى من أبى
فلسطين تتعرض لمؤامرة كبرى منذ قرنين وأول ملامح هذه المؤامرة هي إزاحة الإسلام من الحكم وإلغاء دولة الخلافة .. وما قلته الآن هو بعض ملامح هذه المؤامرة …