أردوغان بيدق من بيادق جورج بوش

ودور تركيا كنموذج للاسلام المصنع في معاهد الفكر الغربي او الاسلام بدون اسلام 

(جزء من مقال للكاتب فهمي هويدي وهو مقال قديم في 2004 قبل حملة تلميع اردوغان بعملية مرمرة التي تمت لتقديم البيدق أردوغان للجمهور العربي عبر باب عداءه المفتعل مع إسرائيل رغم امتلاكه لعلاقات وثيقة للغاية مع اسرائيل حتى ان رئيس الوزراء الاسرائيلي أولمرت كان يرسله في للوساطة مع السفاح بشار وحتى انه توسط بين اسرائيل وباكستان, لكن هذا ليس موضوعنا الان .. المقال فاضح ويكشف حقيقة أردوغان ودوره كبيدق أمريكي وهو بيدق أشد اهمية من باقي عملاء سايكس بيكو التـ افهين مثل السيسي وابن زايد وابن سلمان وبشار)

عنوان المقال : 

تسريب أميركي لمشروع «الشرق الأوسط الكبير»

ليس المستهدف الشرق الأوسط وحسب، ولكنه العالم الإسلامي كله، والحديث الأميركي المتواتر عن تغييرات مرجوة في خرائط «المنطقة» يبدو انه كان أول الكلام وليس آخره، ان شئت فقل انه «الوجبة الأولى» من المخطط الأميركي لاحداث التغيير الذي يرفع راية «الحرب على الإرهاب»، وهذا ليس استنتاجا ولا هو استسلام لمنطق «المؤامرة» التي يصر بعض «الأبرياء» على نفي وجودها، ولكنه قراءة لاحداث الأخبار الآتية من العاصمة التركية أنقرة، ذلك ان صحيفة «يني شفق» (معناها الفجر) ونشرت في 1/30 الماضي خبرا مفاده ان الرئيس الاميركي جورج بوش عرض على رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان خلال استقباله في البيت الأبيض يوم الأربعاء الماضي 1/28 معالم المشروع الاميركي الجديد لـ«الشرق الأوسط الكبير»، الذي يمتد من المغرب حتى إندونيسيا، مرورا بجنوب آسيا وآسيا الوسطى والقوقاز.

حسب الصحيفة فإن المشروع طبقا لما عرضه الرئيس الأميركي في لقائه مع اردوغان، جعل من تركيا عمودا فقريا، حيث تريد واشنطن منها ان تقوم بدور محوري فيه، حيث تتولى الترويج لنموذجها الديمقراطي و«اعتدالها» الديني، لدرجة ان الرئيس الاميركي اقترح ان تبادر تركيا الى ارسال وعاظ وأئمة الى مختلف أنحاء العالم الإسلامي لكي يتولوا التبشير بنموذج «الاعتدال» المطبق في بلادهم.

عندي قرائن وشواهد عدة ترجح صحة الخبر، منها ان صحيفة «يني شفق» قريبة من أوساط الحركة الإسلامية التركية، ومحررها الرئيسي فهمي قورو الذي كان ضمن الوفد الصحفي التركي المرافق للسيد اردوغان أكد لي في اتصال هاتفي أجريته معه يوم الاثنين ـ أول أمس ـ في نيويورك انه هو الذي بعث بالخبر الى صحيفته، ضمن تقرير له عن الزيارة وقال ان كل الصحفيين الذين رافقوا رئيس الوزراء احيطوا علماً بالأمر، وقيل لهم ان الرئيس بوش عرض على أردوغان تفاصيل كثيرة لمشروعه، وأن فكرة ارسال وعاظ وأئمة الى العالم الاسلامي كانت تسريبا من جانب العاملين في البيت الأبيض.

من تلك القرائن أيضا ان الادارة الاميركية لديها اقتناع قوي بأن النموذج التركي هو الأصلح للتطبيق في العالم الإسلامي، ومن ثم الأجدر بالتعميم لأسباب ثلاثة، أولها انه ملتزم بالعلمانية التي تهمش دور الدين الى حد كبير، بل وتعارض أي دور للدين في الحياة العامة، وهو مطلب تلح عليه واشنطن خصوصا بعد 11 سبتمبر، كما انها تمارس عندئذ أقصى ما تملك من ضغوط على الدول الاسلامية للاقتراب منه أو الالتزام به.

السبب الثاني ان تركيا تعتبر نفسها جزءا من الغرب، وموالاتها للولايات المتحدة ثابتة ولا شبهة فيها، وبالتالي فهي تعد جزءا من العائلة الغربية، وتحتفظ مع العالم الإسلامي بعلاقات شكلية.

السبب الثالث ان تركيا لها علاقاتها الوثيقة مع اسرائيل، الأمر الذي يلقى ترحيبا وتشجيعا كبيرين من جانب واشنطن ودول الاتحاد الأوروبي.

لهذه الاعتبارات فإن تركيا تعد من وجهة النظر الأمريكية الحليف النموذجي الذي ترشحه لكي يؤدي الدور الرائد في مشروعها ليس فقط لترويض المنطقة، ولكن أيضا لتقديم نموذج الإسلام الذي تتوافر فيه شروط الاعتدال كما تراها واشنطن.

(رابط المقال

#آيات_عرابي