أردوغان يهدد بسحب السفير التركي من أبو ظبي وتعليق العلاقات معها رداً على إتفاق التطبيع بين الإمارات و(إسرائيل)

ونحن نشكر أردوغان (رجل المواقف والخطوط الحمراء) على موقفه الشجاع المنفرد تجاه اتفاق الإمارات مع إسرائيل https://static.xx.fbcdn.net/images/emoji.php/v9/t4c/1/16/1f642.png🙂

سبحان الله شر البلية ما يضحك https://static.xx.fbcdn.net/images/emoji.php/v9/t4c/1/16/1f642.png🙂

طبعا تصريحه هذا يبهر البلهاء الذين يرون الخيانة الطافحة في الدول العربية في كافة المجالات وتعجبهم هذه التصريحات والخطب الرنانة حتى وهم يعلمون أنها مجرد جعجعات مثل جعجعات المقبور عبد الناصر!

وأقول للرئيس التركي 

الحقيقة من باب أولى أن تقوم بقطع علاقات تركيا بالكيان الصهيوني 

من باب أولى أن تقوم تركيا بسحب سفيرها من اسرائيل وطرد سفير إسرائيل من أنقرة

من باب أولى أن تقوم بقطع العلاقات العسكرية والاقتصادية بين تركيا واسرائيل والتي نمت وترعرعت إبان فترة حكمك

أردوغان نفسه اعترف انه جزء من مشروع الشرق الاوسط الكبير
و كلامه هو شخصيا مسجل في حينه سنة 2004 حين سلم بوش الابن أردوغان رئاسة مشروع الشرق الاوسط الكبير وذلك في قمة الثمانية

** كتب عن هذا فهمي هويدي نقلا عن رئيس تحرير جريدة يني شفق التركية

بل ان قناة الجزيرة التي تدافع عن أردوغان قدمت حلقة في برنامج الاتجاه المعاكس لفيصل القاسم في 16 مارس 2004 تحدث في مقدمتها عن دور تركيا وإسرائيل في مشروع الشرق الاوسط الكبير

طبعا تصريحه هذا تصريح من نفس نوعية تصريحات الخطوط الحمراء كما قال عن القدس وقت نقل السفارة الأمريكية إليها وكما قال من قبل عن صفقة القرن وغيرها من تصريحات الخطوط الحمراء التي تهدف إلى تفريغ الغضب لدى الشعوب المسلمة 

والركون الي هكذا تصريحات يطيل أمد المشكلة وهذه هي اللعبة التي يجيدها النظام العالمي

لعبة العصا والجزرة (الطيب والشرير)

لعبة لإلهاء الشعوب في حين أن الاحتلال الإسرائيلي يمضي خطوات وخطوات في تنفيذ صفقة القرن بفضل ركون المسلمين إلى أصحاب الخطوط الحمراء وسيقوم قريبا بضم الضفة الغربية

وكل ما يفعله أردوغان أن يطلق تصريحاته المحببة إلى قلبه حيث يداعب بها قلوب الجماهير المتعطشة لأي موقف حتى لو موقف مزيف تجاه الكيان الصهيوني.

كل ما يستطيع أن يفعله هو إطلاق تصريح هو يعلم تماما أنه له مفعول السحر على المسلمين مثل سحب سفير ما أو القدس خط أحمر وغيرها من تصريحات

ما يقوم به أردوغان هو ما نسميه في الإعلام كيف تفرغ الأنظمة العميلة غضب الشعوب حول قضية بعينها

أردوغان يوجه دفة الغضب الذي صاحب خبر تطبيع الإمارات مع إسرائيل بأن يطلق التصريح الذي يجعل الجمهور العربي المفعول به يصدق أنه يوجد حاكم مسلم يقف مع أهلنا في فلسطين

هذه لعبة البروباغاندا الإعلامية و البراندينج (صناعة الزعامة) لمن لا يفهم. 

ولكي أضع النقاط اللازمة لبعض الحروف 

النظام العالمي يعلم جيداً حجم الشعوب العربية والمسلمة في وقتنا الحالي ولكن لا زال لديهم خوف من انتفاضة تلك الشعوب ولذلك لابد مع العصا أن تكون هناك جزرة

مع الخيانة الصارخة التي تبديها كل الأنظمة العميلة في المنطقة لابد أن تظهر الجزرة حتى ترتاح تلك الشعوب وتعتقد أن هناك من يقف إلى جانبها في قضيتها

على الجميع الآن أن يدرك ان الأمور بعد الخطوات التي اتخذها ترمب بدءاً من قراره بأن القدس عاصمة إسرائيل ومرورا بموضوع هضبة الجولان و بخريطة صفقة القرن التي عرضها وانتهاءاً إلى ما يحدث الآن من مخطط اسرائيل ضم الضفة الغربية(وهي جزء من صفقة القرن كما وضحت من قبل) وكل عمليات التطبيع الحالية يمكن أن تشعل الشوارع العربية فلابد من مجموعة تصريحات لتفريغ غضب الشعوب.

هذه التصريحات النارية الجوفاء ماهي الا مخدر يخدر الشعوب ويمنيهم بما لن يحدث حتى يهلكوا كما هلكت أجيالاً من قبل ثم يظهر مخدر جديد يخدر جيلا جديدا حتى يهلكوا وهكذا…

بالضبط مثلما كان يفعل عبد الناصر بأنه سيضرب تل أبيب وكما كان يفعل فيصل وكما فعل السادات

الكارثة هي أن الناس لا تستطيع هضم تلك الألعاب ولا تستطيع ان تفهم أن هؤلاء جميعا موظفين لدى النظام العالمي

هي أدوار مقسمة من مخرج النظام العالمي. 

الأحداث الحالية هي جزء من الرتوش النهائية للعملية الكبرى ولكن يريدون تمهيد الشعوب نفسيا لما هو آت.

أرضنا المقدسة المحتلة لن تحررها تلك التصريحات الجوفاء ولا هؤلاء البلهاء الذين يركضون وراء هكذا تصريحات

أرضنا المقدسة المحتلة لن يحررها المتاجرون بإسم فلسطين على شاشة ما وهو يحشر اسم القدس أو فلسطين في جملة مفيدة ليرفع نسب الأمل الكاذب عند الفلسطينيين 

لن يحرر الأرض المقدسة إلا من يحبون القدس حقا.

(والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون)