أصحاب ولا أعز!! بقلم| آيات عرابي


لا أعتقد أنه يوجد في مصر من لم يتحدث اليوم عن صدمتهم في المشخصاتية الكيوت ذات الوجه البريئ (منى زكي) زوجة المشخصاتي أحمد حلمي في اللقطة الافتتاحية لفيلم عنوانه (أصحاب ولا أعز) والتي تخلع فيه ملابسها الداخلية (حسب ما قال البعض)

أنا لا أتحدث هنا عن هذا العمل من أجل الدعاية, بل من أجل التنبيه إلى المخطط الشيطاني الذي يتم تنفيذه الآن وللحرب الشرسة المقبلة عليها الأسر المسلمة في مصر, لأن ما يحدث الآن هو من أخطر الحروب التي تواجه المجتمع, أخطر من الحروب الصـ لـ يـ بـ ية ذاتها

ما يجب أن يعلمه الجميع أن هذا العمل تم انتاجه خصيصاً ضمن حملة إعلامية كبرى بدأت بالفعل منذ عدة سنوات ولكن لم تكن هذه الحملة بهذه الفجاجة والفجور, وهي للترويج للالحاد والـ شـ ذوذ الجـ نـ سـ ي والخيانة الزوجية وتحليل الزنا (بفرض نموذج البوي فريند والجيرل فريند)

الفيلم من ضمن مجموعة أفلام وأعمال درامية تروج لقبول الشـ واذ والملحدين والمنحلين مجتمعيا, وهي فكرة قاتلة لأنها تلغي وبهدوء الحدود والعادات والتقاليد في ذات الوقت

مجموعة من الأفكار الشيطانية تجمعت في عمل واحد

هذا العمل ليس وليد اليوم

فمن أهم روافد تغييب الفكر ومحو الهوية لدى من يحكمون العالم كانت السينما بجميع جنسياتها, سواء كانت أمريكية أو مصرية
لكن السينما المصرية تخطت حدود الفجور حيث تقدم محتوى الفسق والفجور ومحو الهوية الدينية في مجتمع من المفترض أنه مجتمع مسلم

أخطر ما تقدمه السينما في مصر ليس فقط الرقص والانحلال وشرب الخمور والعري, فهذا فساد واضح يمكن للجميع تمييزه, لكن الأخطر هو ترويج نماذج اجتماعية تتصادم مع هوية المسلمين بل ويحرمها الإسلام ويغلظ العقوبة لها

لو دققت لوجدت أن ما يقرب من 90% من الأفلام المصرية مسروقة من أفلام أمريكية, حتى الأفلام الشهيرة التي صنعت من شخصيات مبتذلة مثل عادل إمام وغيره نجوماً وصنعت ثرواتهم, حتى هذا الفيلم والذي انتجته محطة نتفليكس الأمريكية هو نسخة كربونية من العمل المعروض في أمريكا (برفكت سترانچرز Perfect Strangers) بل تكاد تكون المشاهد نفسها وحتى اللبس والإيماءات والإيحاءات واحدة

الملاحظ أن المُشاهد العادي في غمرة انشغاله بوجود ممثلات جميلات (من أثر عمليات التجميل) أو ممثلين لهم سمت معين ومع وجود كم كبير من البهارات المعتادة المكونة من شرب الخمور و العري والشـ ذوذ يتسلل إليه نموذج سلوكي جديد دون أن يعلم أنه يتم طعنه في عقيدته ويُجبر على مشاهدة أشياء تجره إلى الرذيلة, وتكون النتيجة الطبيعية هي أن هذه الأفلام تحدث تغييرات في سلوكه وتمرير مفاهيم لم يكن يقبلها بالتلقين المباشر وتدريجيا تتبدل عقيدته.

وأنا هنا لا أتحدث عن هذا العمل الجديد الذي يتحدث عنه الجميع اليوم بشكلِِ خاص ولا تعنيني التفاصيل السينمائية والحبكة الدرامية وغير ذلك من أشياء تهم النقاد, بقدر ما يعنيني هنا كيف تعمل هذه الصناعة الصـ هـ يونـ ية المجرمة على غزو المجتمع فكريا ومحو الهوية الحقيقية وضخ عناصر (الهوية البديلة) عن طريق هذه الأفلام التي تستهدف هذه المرة الجيل الجديد بأكمله بعد أن تعرض الجيل السابق لمجموعة أخرى من الأفلام التي لعبت بهويته هي الأخرى

هذه الأفلام لها دور خطير في محو الهوية وتغييب العقل وترسيخ نموذج سلوكي جديد على المجتمع الذي أصيب مع الاعتياد على عرض تلك الأفلام بالدياثة والخيانة والشـ ذوذ

غزو فكري ناعم بدون رصاص ولا قطرة دم, يتم على شاشة براقة هدفه الوحيد هو تدمير هويتك كمسلم وتغيير سلوكك دون أن تشعر
وهكذا تسقط كل حصونك الفكرية بالتدريج ودون ان تدري أنك تتعرض لغزو صـ لـ يـ بي.

تصلي الجمعة في المسجد ثم تجلس لتشاهد ممثلة نصف عارية ترقص وزوج يتاجر بزوجته أو تشاهد فتاه تخرج لتقابل صديقها وتقول لأبيها أنها مع صديقتها فيقول لها أباها انتِ حرة، بعدها يصبح عقلك مؤهلاً لتقبل كل أنواع القمامة التي يريد الصـ لـ يبـ يـ ون حشو عقلك بها, بنفس الطريقة التي مورست إبان عصر محمد علي ولكن بطريقة أحدث وأشد شراسة.

لا تظن أن الأمر عفوي, فهذه الأفلام صنعت خصيصا للترويج للنظام العالمي الجديد, القائم على تقبل الشـ واذ والملـ حدين تحت دعوى دينهم الجديد الذي يتم ترويجه الآن (الإنسانية) رغم أن الانسانية نفسها وأي إنسان سوي على الفطرة يرفض هذه الأشياء جملةً وتفصيلاً، فما بالك بأنها محرمة

ولا عجب كما قلت, فقد سبق هذا الفيلم أفلام صنعت للإفساد ولا أبالغ ان قلت أنه كانت هناك أفلام صنعت خصيصاً في فترة من الفترات للترويج والدعوة للإلحاد

لا تستغرب بعد كل ذلك أن تجد العسكر والطواغيت يحيطون أنفسهم بدائرة من المشخصاتية والآلاتية والعوالم والغوازي, فالعسكر وإن كانوا يحكمون مصر بالوكالة, فهذه الطائفة من المشعوذين والالاتية والمشخصاتية هم أهم أدواتهم للسيطرة على المجتمع وتدمير حصونه النفسية وغزوه فكريا.

السينما هي القذيفة الأولى التي تقصف عقلك وبعدها يبدأ مدفع سريع الطلقات في اطلاق الرصاص على ما تبقى من وعيك, فبعد الفيلم, يبدأ الكتاب والنقاد والصحفيين في التبرير للعمل, ثم يبدأ مدفع آخر من عمائم الأزهر في تغليف المفاهيم التي جاءت في الفيلم بصبغة دينية تجعلك مطمئناً وترسخ الأمر في ذهنك كما لو كان من الدين
باختصار, شاشة السينما أو حتى التليفزيون هي مصفاة لا تمرر سوى أفسد البشر أخلاقاً وأسودهم قلوباً ويتكفل سحر الكاميرا وبراعة طاقم العمل و أموال المنتج في جعلهم منابر لتوجيه المجتمع.

هؤلاء هم مشاريع الطواغيت الاستثمارية وأدوات النظام العالمي

تنفق عليهم الأموال الطائلة لتشويه الوعي واختراق العقول وتدمير المفاهيم وسحق الأخلاق, وتقديم الرديء الأسود التافه دائماً.

ولا عجب أن تجد هؤلاء يسبون كل ما هو إسلامي ويعملون على تشويه المنتقبات والمحجبات وأصحاب اللحى حتى يصبح الطبيعي في المجتمع المسلم أن يتم سب المحجبة أو المنتقبة أو يُشمئز من الملتحين و المتمسكين بدينهم

هذا هو زمن الكـ فـ ر الجميل والذي هو التطور الطبيعي لزمن الإسلام الوسطي الكيوت


وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ

آيات_عرابي