اسلاميو الدولة العلمانية وأسطورة أكتوبر!

بقلم| آيات عرابي

بعضهم يحاول انكار ان اكتوبر كانت تمثيلية

وهؤلاء يدركون خطورة أن تكون اكتوبر تمثيلية

فأن تكون أكتوبر تمثيلية يعني أن السادات خائن

ويعني ان النصر الوهمي الذي يحتفل به البدائيون على القناة الأولى كل عام هو واقع افتراضي منحه إياهم المسيطرون الحقيقيون على زمام هذه الدويلات

ويعني أن ما عاشوا يكررونه من أوهام عن الدولة والمؤسسات هو مجرد نكتة

يعني أن هذه الدولة أصلاً انشأها المحتل وهو ما لا يريدون فهمه

ويعني أنهم كمن عاش حياته يأكل الحرام, فجاء أحدهم ليبين لهم أن مطعمه حرام, فبدلاً من أن ينهى نفسه عما يفعل, يحاول إيجاد التبريرات لاستمراره في أكل الحرام

معنى أن يكون أكتوبر تمثيلية هو أن يظهر هؤلاء النخب بمظهر المغيب

هو أن يظهر طارق الزمر الذي قد يقف على منصة يخطب في عدد من أعضاء الجماعة الاسلامية في مؤتمر في مصر, بمظهر المغيب الذي يجب أن يتعلم من البداية

معناه أن يكون احد رموز الجماعة الاسلامية التي يتيهون بها وهو عبود الزمر, مجرد ترس في لعبة أكبر من استيعابه

معنى أن يكون أكتوبر لعبة هو ألا يجد معظم من تراهم على الشاشات من سياسيين وحزبيين, ما يقولونه وبالتالي يفقدون مصدر رزقهم وهو البكائيات على الوطن والجيش الوطني والدعوة لاصلاح الدولة العلمانية

معناه ان يتبين للناس ان هؤلاء مجرد انصاف متعلمين لا يختلفون عن أي جاهل يجلس على مقهى ومعنى هذا ان يفقدون موقعهم أمام الناس كنخب

بالاضافة إلى مسألة أخرى وهي انه من الصعب على هؤلاء المنتفخين ان تأتي سيدة لتقول لهم انهم لا يفهمون وان عليهم أن يقرأوا ويتعلموا

والمعنى بالنسبة لمن يقدمون أنفسهم كاسلاميين أخطر

إذ أن عليه ان يعيد النظر في خطابه (الاسلامي العلماني) الذي تعوده والذي يحدث الناس عن اللحية وارضاء الله وفي الوقت نفسه عن الحفاظ عن المؤسسات التي انشأها الاحتلال لتكون شرطياً على الاسلام

والجماعة الاسلامية هي اكثر فرق الاسلاميين خلطاً للأفكار العلمانية بالاسلام

فهم قد اقاموا انجازهم على ان رئيس جماعتهم ومخطط قتل السادات ضابط مخابرات حربية

(طبعا هؤلاء مجموعة من المساكين ورطوهم في مخطط المخابرات الحربية للتخلص من السادات وتورطوا هم بكل سذاجة فلا يوجد عاقل يُصدق ان من يخطط لقتل رئيس الجمهورية يستدعي قيادات الجماعة من الصعيد لابلاغهم بأمر كهذا)

ببساطة, تصديق أن اكتوبر تمثيلية هو كارثة على هؤلاء وهم يمثلون وجهة النظر المقابلة التي تثبت حكم العسكر

فالعسكر يقدمون نموذج الدولة العلمانية التي قدمها لهم الاحتلال وعينهم عليها وهؤلاء المساكين على الجانب الآخر يصرخون على العسكر بضرورة اصلاح الدولة العلمانية وازالة الاستبداد وتطهير مؤسسات الدولة من الفساد

هؤلاء الاسلاميين من امثال طارق الزمر هم الدعامة الأخرى التي تثبت بها أركان هذه الدولة العلمانية

فهم لا يبحثون عن التحرر من شكل الدولة العلمانية بل يعيشون داخله راضين عما هم فيه ووظيفتهم و(أكل عيشهم) أن يطالبوا بتحسين شروط العلمانية .. هم اسلاميو الدولة العلمانية

هم كيفوا تصوراتهم عن الاسلام وفق منظور الدولة العلمانية وهم لا يملكون ما هو أبعد من هذا وليس لديهم ما يقدمونه أكثر من هذا وهم مثل ائمة الأوقاف في المساجد, كل علاقته بالاسلام هي خطبة الجمعة ولكن الدولة هي كل شيىء بعد ذلك .. هؤلاء يعبدون من ان يدروا صنما اسمه الدولة والمؤسسات

ولذلك فإن المساس بأسطورة اكتوبر امر خطير بالنسبة لهم

ولا يتوقع أن يفهموا المسألة رغم وضوحها