الجاسوس عرفات!

في كتاب (عرفات والحل الصهيوني للقضية الفلسطينية) يقول د. حسين غازي (وهو عضو بفتح) أن عرفات تعود أصوله إلى يهود المغرب في القرن التاسع عشر حين هاجر جده إلى فلسطين وكانت الدولة العثمانية لا تسمح للحجاج اليهود بالاقامة في القدس أكثر من ثلاثة أيام فاعلن جده عبد الرحمن القدوة اسلامه وتزوج في القدس ويروي ان عرفات قام بتصفية ابن عمه (روجيه القدوة) حتى لا ينكشف أمره

واسم ياسر عرفات الأصلي هو عبد الرؤوف عرفات عبد الرحمن القدوة وولد في حي السكاكيني الذي كانت تقطنه غالبية من اليهود المصريين

وفي كتاب (يهود وادي النيل) يقول يوسف درويش (جد الممثلة بسمة) ان عبد الناصر كان يوزع المنشورات الشيوعية حين كان عضوا في التنظيم الشيوعي وكان يختبئ من البوليس السياسي في بيوت اليهود في منطقة السكاكيني

وما قاله محمد نجيب في مذكراته نقلاً عن عبد المنعم عبد الرؤوف هو ان عبد الناصر من يهود اليمن في الأصل

والمعروف ان عبد الناصر هو من دعم عرفات للوصول لقيادة منظمة التحرير الفلسطينية
فهل كانت هناك علاقة صداقة تربط الاثنين منذ أيام السكاكيني ؟
خصوصا ان عبد الناصر خريج الكلية الحربية في الاربعينات وبعده بـ 10 سنوات تقريبا كان عرفات
والذي لا يلتفت إليه الكثيرون هو ان منظمة فتح التي أسسها ياسر عرفات, هي منظمة لا يعرف أحد الكثير عن ظروف انشاءها
بل ان ظروف نشأتها يحيطها الغموض
فهي قد نشأت في الكويت التي كانت تحتلها بريطانيا !!
(طبعا يجب ان نتسائل كيف عملت منظمة التحرير بحرية في دولة تحتلها بريطانيا)
ثم حصلت على دعم الدول العربية (وهذا عجيب)
ثم حصلت على دعم ما يسمى بجامعة الدول العربية وهذا أعجب

المهم انها كانت تنتقل بين علامات الاستفهام ومن موقف يثير الريبة الى الأكثر ريبة
وفي رأيي الآن ان منظمة فتح التي كان يقودها عرفات كانت عبارة عن مشروع احتواء كبير لأي مجهودات مقاومة فلسطينية بحيث يكونوا تحت نظر الجاسوس عرفات وان خلاصة ما فعله عرفات هو انه قام بحبس المخزون البشري الفلسطيني في منظمة تعمل ظاهرياً ضد “اسرائيل” لكنها في الحقيقة لا تمثل أي ضرر على اسرائيل ولا تقدم الا عمليات لا يمكن ان تمثل ازعاجاً لإسرائيل ولا يمكن ان تقلقها

فعرفات خريج حي السكاكيني والذي كان (زميلاً) لموشيه ديان في القاهرة وكانا يلتقيان وكان عبد الناصر يختبيء من الشرطة اثناء توزيع المنشورات الشيوعية في بيت اسرة يهودية في نفس حي السكاكيني (كما ذكر جد الممثلة بسمة في مقدمة كتاب يهود وادي النيل) هو نفسه عرفات الذي ظل متربعا منذ الستينيات وحتى بداية الألفية الجديدة على قمة منظمة التحرير الفلسطينية

الطريف ان حماة عرفات صديقة لزوجة موشيه ديان منذ سنة 1967 كما كان عرفات على علاقة مع موشيه ديان في السكاكيني وكذلك كان عبد الناصر 

(وتاريخ علاقة حماة عرفات بزوجة موشيه ديان مغلوط في الغالب والعلاقة اقدم بكثير من هذا غالبا) 

الخدمات التي قدمها عرفات لاسرائيل لا يمكن عدها 

عرفات كان كنزا استراتيجيا لاسرائيل تماما كعبد الناصر والسادات والمخلوع والسيسي وكل حكام المسلمين 

تصور لو جاء رئيس وزراء اسرائيلي كشارون قرر فجأة حصار عرفات لأن العملية انتهت ويجب ان تنتهي بطريقة رومانسية تحفظ هالة عرفات لدى الجمهور المغفل 

(كما حدث مع فيصل ومع السادات بالمناسبة)

هل سيخرج عرفات ليقول للناس انه يخدم اسرائيل وهل سيلوم رئيس وزراء اسرائيل ويعدد له ما فعله في خدمة إسرائيل أم سيبلع لسانه ويخرس ويتلقى الحصار في صمت؟

هذا ردا على أي شخص يسأل السؤال الساذج 

(إذا كان عرفات عميلا فلماذا حاصرته إسرائيل) 

لست بحاجة طبعا للقول بأن دوره انتهى والاجابة في السطور الماضية 

عرفات كان جاسوساً تخلصت منه “اسرائيل” حين لم تعد له حاجة وعينت جاسوساً جديداً مكانه هو العميل محمود عباس

#آيات_عرابي