الجماعة الإسلامية وهم (1)

بقلم| آيات عرابي

وجود الجماعة الاسلامية كبعبع على الساحة أمر مهم جداً للعسكر

قيادات الجماعة الاسلامية في حقيقة الأمر صمام أمان للعسكر

فقيادات الجماعة الاسلامية تصالحوا مع العسكر فيما عُرف باسم المراجعات

والجماعة كلها جرى استيعابها خلال عهد المخلوع و استئناسها وتحويلها إلى جماعة (أليفة)
يأمن العسكر جانبها عن طريق المراجعات

وهذه مسألة واضحة ولا تحتاج لذكاء لادراكها

لكن وجودهم صمام أمان للعسكر لأنهم يشغلون حيزاً معيناً في ألوان الطيف الإسلامي

والحيز الذي تشغله الجماعة الاسلامية هو حيز الاسلاميين الذين جربوا الدخول في مواجهة مع دولة العسكر

وهو لون يروق للبعض ولذلك فإن قيادات الجماعة الاسلامية يقدمون أنفسهم باعتبارهم هم من قتلوا السادات

أي ان الجماعة الإسلامية تملأ حيز الجماعات التي تصادمت بالسلاح مع العسكر ولكن دون أن تكون لها نية للصدام المستقبلي معهم (بسبب المراجعات)

وهو ما يجتذب الشريحة التي يروق لها الصدام وبالتالي تصبح الجماعة الاسلامية من هذه الناحية (متنفس) لهذه الشريحة

الفائدة الثانية التي يجنيها العسكر من استمرار وجود الجماعة الإسلامية, هي انها عبرة لمن يريد الصدام بالعسكر

فها هم من اصطدموا بـ (الدولة) قد جربوا وفشلوا

فالجماعة الإسلامية موجودة كفزاعة فارغة من الداخل

وهم يتغذى على قتل العميل السادات

ولذلك فإن قيادات الجماعة الاسلامية من جانبها ترفض أي محاولة لمناقشة الرواية الكوميدية التي يقدمونها عن قتلهم للسادات رغم كل علامات الاستفهام الواضحة والعسكر هم أيضاً من جانبهم يحرصون على الصاق الأمر بهم كنوع من بناء تاريخ صدامي للجماعة لتظل صمام أمان ومن ناحية أخرى , حتى لا يناقش أحد, الرواية الرسمية التي قدموها وحتى تظل أسرار الماضي مدفونة بلا ازعاج

ومن ناحية أخرى فلم تقدم قيادات الجماعة الاسلامية بعد الانقلاب سوى تصرفات ساهمت في تمزيق المعسكر الرافض للانقلاب مثل انسحابهم من تحالف دعم الشرعية دون مبرر حقيقي

أما تجاه العسكر, فقيادات الجماعة الإسلامية تلتزم الهدوء فلم يحدث أن دعوا أنصار الجماعة للاحتشاد مثلاً حتى بعد انسحابهم من تحالف دعم الشرعية

ولا نكاد نذكر لهم بعد الانقلاب الا انسحابهم ثم هجماتهم على شرعية الرئيس مرسي في توقيتات بعينها, تعلو فيها أصوات غيرهم بنفس النغمة مما يصعب مع تصور أن الأمر صدفة, خاصة وأنه تكرر أكثر من مرة.

والجماعة الاسلامية لكل هذه الأسباب لم تصنع فارقاً ولم تقدم سوى مناكفات ولم تحقق اي نتائج

وللحديث بقية ان شاء الله