تحليل لظهور جمال مبارك!

ما وراء الإنقلاب (3)

جزء من سيناريوهات ما بعد الإنقلاب هو إعادة تدوير جمال مبارك

لماذا تتم إعادة التدوير ؟

كما قلت عن ظهور البرادعي فإنه ليس لتلميعه هو شخصياً

وظهور جمال مبارك نفسه وبهذه الثقة وفي صورة بدا فيها كما لو كان لا يهتم بشاويش الانقلاب ويستخف به, لا يمكن أن يتم الا بضوء أخضر من داخل الدولة العميقة ولا يمكن أن يتم الا وجمال مبارك نفسه يرى أنه يضمن حماية ما. والدولة العميقة كتلة متصارعة مع شاويش الانقلاب وتنظر إليه على أنه تافه عديم القيمة وتنظر إليه على أنه مرحلة مؤقتة وهم أفضل فهما لمرحلة ما بعد الانقلاب من بعض المغيبين في معسكر الثورة

بالنسبة لجمال مبارك نفسه فهو يطمح فعلياً في الرئاسة وهذا لا جدال فيه

أما عن أهداف من يحركونه فهي مختلفة نوعاً ما

فجمال مبارك يمثل بشكل أو بآخر النظام الذي جرت الثورة عليه وتم صدعه إعلامياً ونفسياً عند انتخاب الرئيس مرسي

وهو بهذا يكون مرشحاً أفضل للدولة العميقة ورجال الأعمال, أعضاء الحزب الوطني المنحل المتصلين بالمخابرات الأمريكية

(اتصال أعضاء الحزب الوطني بالمخابرات الأمريكية, تكلم عنه أحد أعضاء الحزب الوطني في برنامج مع يسري فودة بعد الثورة)

وصحيح ان هذه الدولة العميقة تتحرك وفق مصالحها المالية (وهي بالمليارات) في الأساس ولكنها تتلقى أوامرها من السي آي إيه ولا تتصرف من تلقاء نفسها

أي أن جمال مبارك يمثل رأي بعض البسطاء الذين تم غسل عقولهم إعلامياً ليحنوا لعصر المخلوع

وعلى الناحية الأخرى هناك شلة الليبراليين التي يتزعمها أيمن نور (عبد مشتاق) والتي تتصل بالخارجية الأمريكية ويدعمها صبية آل سعود

والهدف من هذا كله محاولة الخصم من معسكر الثورة (بظهور البرادعي والقبول بطرحه الليبرالي) والخصم من الحلف الانقلابي المفتت أصلاً (بظهور جمال مبارك والقبول بطرحه الفلولي)

بحيث يتم تمهيد الأرض لمرحلة ما بعد الانقلاب, فالقبول الشعبي شرط مهم جدا لتمرير أي سيناريو كما قلت (هذه هي طريقة التفكير الغربية)

أي أن أحد السيناريوهات الأمريكية المحتملة

هو أن يتم التخلص من مجرم الانقلاب بأي صورة بعد أن يتم تحميله بكل جرائم الانقلاب ككبش فداء دون المساس بالمؤسسات وخصوصاً الجيش المصرائيلي (يعني يشيل الليلة لوحده هو وأعضاء المجلس العسكري ووزراء الانقلاب)

ثم يتم الاتفاق على سيناريو انتخابات في 2018 يتنافس فيها كل من جمال مبارك المدعوم من الدولة العميقة وعبده مشتاق المدعوم من آل سعود

وتحتدم المنافسة ويفوز أيمن نور بنسبة ضعيفة تضمن أن تظل رقبته تحت أقدام الدولة العميقة لضمان تنفيذ الأجندة التي سيُكلف بها (احتمال فوز جمال مبارك في هذا السيناريو ضعيف ولكن لا يمكن استبعاده ويمكنك على الناحية الأخرى أن تقول أن أيمن نور يتم اللعب به ممن يحركونه للخصم فقط من معسكر الثورة وتمهيد الأرض لفوز جمال مبارك)

(في انتخابات 2005 والتي دفعت فيها الإدارة الأمريكية بأداتها أيمن نور بعد لقاء مادلين اولبرايت كان ضباط أمن الدولة يقومون بتسويد بطاقات الاقتراع لصالح أيمن نور في بعض الدوائر وهذه معلومات صحفية لا يرقى إليها الشك)

ويشير إلى هذا قيام بعض الليبراليين بالدعوة لانتخابات في 2018 (عصام حجي)

وشاويش الانقلاب يفهم هذا جيداً ويعرف مغزى ظهور البرادعي من ناحية وجمال مبارك من ناحية أخرى لذلك تحرك سريعاً ليلتقط صورة مع اللاعب الذي باع نفسه (محمد صلاح) في محاولة للرد على صورة جمال مبارك والتي لم يملك منعها من الانتشار

وهو في هذا يحاول حماية رقبته

وربما يحاول اتخاذ إجراءات قضائية ما في الأيام التالية ضد جمال مبارك على وجه الخصوص مع الاستمرار في محاولة تحطيم البرادعي اعلامياً لأنه يعلم خطورتهما واتصالهما باللوبي الصهيوني

هذه أمور يجب أن يفهمها معسكر الثورة

وللحديث بقية ان شاء الله

#آيات_عرابي