تكتيك الطبلة !

 

 

الواقفون خلف الريموت كنترول لا ييأسون, ولديهم كل امكانات قياس الرأي العام بأفضل مما يبلغ خيال اكثرنا خيالاً.

فبعد فشل ما سمي بدعوات الاصطفاف والتي تعمدت تغييب اسم الرئيس مرسي, وبعد الهجوم الشديد الذي تعرض له البرادعي ووائل غنيم بعدما رفعا غطاء البالوعة وتحدثا,
لجأ الواقفون خلف الريموت كنترول إلى الهجوم من جبهة أخرى.

(الهجوم في البداية يتطلب تحريك كتلة لا تهتم كثيرا بعودة الرئيس مرسي وتبدو ظاهريا ضد العسكر وجعلها الكتلة الأعلى صوتا حتى يبدو للجميع أنه هناك رأي عام يرفض العسكر ويرفض الاسلاميين في الوقت نفسه وهو ما يحلو لي أن أسميه تكتيك الطبلة, ويعتمد على قدرة قزم ضئيل الحجم على إحداث قدر كبير من الضوضاء بطبلة كبيرة الحجم والتشويش على صيحات العملاق الاكبر حجما واقصد به هنا الاسلاميين)

ولكي ينجح هذا التكتيك ومع علم من يخطط بعدم وجود ظهير شعبي لتيار (لا عسكر – لا اخوان) بعد ان جربهم في اكثر من اختبار لقياس الرأي العام في الفترة الأخيرة, لجأ الى فكرة اقتطاع جزء من الكتلة (المتآكلة) المؤيدة للعسكر او التي انصرفت عن العسكر (كما ظهر في فضيحة برلمان العسكر) عن طريق صناعة جمهور يلتف حول دعاوى ما يسمى بمحاربة الفساد.

كلمة الفساد هي مسمار جحا الذي يمكن للإعلام من خلاله تحريك كتل شعبية وتوجيهها نحو هدف يبدو براقا ولكنه يحمل السم في باطنه والفساد كلمة عامة يمكن ان يصطف خلفها عدد من الوان الطيف دون عنوان سياسي محدد ويمكن مع قلة الوعي جعل محاربة الفساد هي العنوان, بينما الادق هو محاربة بؤرة الفساد واقصد بها هنا دولة العسكر واقتلاعها من جذورها.

وبهذه الطريقة يمكن دفع احدى المذيعات اللواتي تم استغلالهن قبل ذلك قبل الانقلاب على الرئيس مرسي, وسبق لها ان وقعت استمارة تمرد ووصفت الاخوان المسلمين بأنهم جماعة طائفية مسعورة ومحظورة وكانت من بين كتيبة المروجين لكذبة (الأخونة) والتي شارك بها حزب النور وغيره من مخبري الامن والمخابرات.
ثم يتم تلقينها سيناريو لطيف للنقد من داخل الصف, فتخاطب معتوه الانقلاب بلقب الرئيس ويتعمد السيناريو محو اي اثر للرئيس الشرعي وللمجازر السابقة ويركز فقط على انتقاد الفساد مع الاعتراف ضمنا بشرعية الانقلاب.
ثم تتم احالتها للتحقيق والاعلان عن بعض اجراءات ادارية للتنكيل بها لتبدأ موجات التعاطف معها من الجانبين, الجانب الرافض للانقلاب الذي يرى في مثل تلك التصرفات تحريكا للارض تحت اقدام الانقلاب وجانب الانقلاب نفسه, الذي يرى المذيعة التزمت بالاتفاق غير المكتوب بينهم (وهو الاعتراف للانقلاب بشرعية ما ومحو ذكر الرئيس الشرعي كأن لم يكن) والذي يراها محاربة للفساد, وتبدأ عملية اسالة الكتل من الجانبين.

كتلة تنفصل نفسيا بالتدريج عن الكتلة المؤيدة للانقلاب وتعتمد اسالتها في هذه الحالة على ملل قطاع كبير منهم من اسلوب الاعلام الموتور المخبول الذي يمثله احمد موسى واشباهه وكتلة أخرى من المعسكر الاكبر وهو المعسكر الرافض للانقلاب, والتي ترى في ما يحدث فرصة لضرب الانقلاب, وتبدأ الكتل تلتقي في المنتصف لتخلق كتلة جديدة يمكن ان تشكل نواة لحراك جديد بأهداف مختلفة عنوانها (محاربة الفساد) تمهيدا لازاحة عصابة الانقلاب بعدما ادت دورها الذي كلفت به من سادتها في الموساد والبنتاجون وقد يحدث هذا قريبا بعد تسليم سيناء للعدو الصهيوني.
ولا تكتمل الصورة الا بإثارة بعض الزوابع الفرعية التي تكمل المشهد ويمكن لأي مراقب جيد أن يلمس وجود تلك الزوابع المفاجئة.

واسباب هذا التحرك هو انه من الضروري بالنسبة للواقفين خلف الريموت كنترول المحافظة على ما يسمى بمؤسسات الدولة وعلى رأسها فردة الحذاء الامريكية المصرائيلية المسماة بالجيش والتي تعتبر قوات امن مركزي تابعة للبنتاجون في الشرق الاوسط, وامامهم تجربة حية تظهر كيف انهارت مؤسسات الدولة التي بناها الاحتلال في سوريا وحجم المأزق الذي يعيشونه للإبقاء على اخر جدران النظام السوري دون ان ينهار ويصل الاسلاميين الجهاديين للحكم في سوريا.

وهناك تخوف شديد من تكرار نفس التجربة في مصر, وقد جاء هذا في تقرير معهد ديل كارنيجي الأخير.

كما ذكر الاعلام الصهيوني ان هناك تخوفا من سقوط معتوه الانقلاب في مصر.

وفي هذه الحالة يكون الإسراع بالاطاحة بمعتوه الانقلاب امرا حيويا للإبقاء على المؤسسات (جيش – مخابرات – اعلام – حزب وطني – قضاء – شرطة) وهم في الحقيقة يحافظون عليها لأنها زرائب تفريخ بويضات العملاء.

وقد يدل التعامل البريطاني المهين مع معتوه الانقلاب في لندن على انه قد ادى الدور المطلوب منه وسيتم التخلص منه كالكلب الاجرب, فرئيس الوزراء البريطاني (لطعه) ساعة ثم تعاملوا معه ككيس جوافة واعلنوا نتائج التقرير الخاص بالطائرة واجلاء السائحين البريطانيين وفاجئوه بذلك.

القبض على صلاح دياب واعتقاله بذلك الشكل المهين وهو رجل امريكا يوحي بأن المعتوه ربما يكون مدركا ان امريكا (التي عينته وسهلت له انقلابه على الرئيس مرسي) ترغب في التخلص منه كالكلب الاجرب بعد ان ادى المطلوب منه.

وفيما يخص مسألة المذيعة اسألوا انفسكم الاسئلة التالية

لماذا كانت تنظر في الورقة من وقت لآخر؟

لماذا ظهرت غير مسترسلة في الكلام كما لو كانت تراجع سيناريو تم تلقينه لها؟

لماذا انتبهت فجأة ان المذيعين يكذبون ويتحركون بالاوامر وهل كانت هي استثناءً ؟

الم تكن تعلم بوجود ورقة تعليمات المخابرات الحربية (والتي نشرتها على صفحتي العامة منذ سنتين) على مدخل ماسبيرو ؟

لماذا لم يتم قطع البث عليها ؟

لماذا اكتفوا بالتحقيق معها دون اعتقالها وتوجيه التهم لها ؟

(اعتقالها الان بعد ان قمت باثارة الشكوك حولها لن يعتبر دليلا على اي شيىء)

لماذا ظهرت لتتحدث على قناة اون تي في المملوكة لساويرس شريك صلاح دياب في المصري اليوم ؟
الواقفون خلف السيناريو قد يكونوا المخابرات لامتصاص الغضب وهذا بالنسبة لي احتمال مستبعد لأن معتوه الانقلاب نفسه يخشى كثيرا حتى من الانتقادات البسيطة في اعلام العسكر ومن الواضح ان هذا الهجوم على غير هواه.

المخابرات الامريكية وهي التي تستطيع تحريك المخابرات والتي تحرك بدورها الاعلام وعدد من الصحف والمواقع تمهيدا لسحب البساط من تحت قدمي كلب اسرائيل الذي يريد اسياده ذبحه بعد ان ادى دوره.

تذكروا انه في عهد السادات الذي كان يتقاضى راتبا من المخابرات الامريكية تم وضع المخلوع مبارك على قوائم المرتبات لضمان التزام السادات بالتعليمات.

فلا تستبعدوا اي شيىء فتلك مؤسسات مخترقة من كل مخابرات العالم