لا تعني كلمة تمثيلية أن من حاربوا واستشهدوا كانوا يعلمون بأنها حرب متفق عليها
لا يعني هذا أن الشهداء (بإذن الله) كانوا يعلمون بحجم اللعبة التي شارك فيها السادات وديان بالاتفاق مع كيسنجر
لا يعني ذلك حتى أن عاطف السادات رحمه الله كان مشاركاً في التمثيلية, فعاطف السادات كان من المفترض أن يشارك في الضربة الجوية الثانية (وهي ضربة لم يكن مقدراً لها أن تتم) ولكنه رحمه الله اصر على أن يشارك في الضربة الأولى والح على قائده قبل نصف ساعة من الضربة الجوية, فلقى ربه شهيداً (نحسبه كذلك ولا نزكي على الله أحداً)
بل يعني ذلك ان السادات اعطى الأوامر للفريق الشاذلي رحمه الله بالبدء في الحرب (وبدأ الشاذلي في التخطيط فعلياً دون ان يدري بنوايا السادات او اتفاقه مع كيسنجر وديان) ومن ناحية اخرى قامت القيادة الصهيونية بتطهير المساحة خلف خط بارليف من الالغام وتخفيف عدد القوات الموجودة بحصون خط بارليف (تم اعطاء قوات العدو اجازة قبل اسبوعين من الحرب المتفق عليها وتم وضع قوات عددها 436 جندي وضابط من لواء غير مهم اسمه لواء القدس) وذلك للسماح للجيش المصري بتحقيق اكبر قدر من التقدم في الساعات الأولى من الهجوم على ان يعمل السادات على التحكم في مسار الحرب بحسب الخطة المتفق عليها مع كيسنجر وديان ويعمل كيسنجر من جانبه على تأخير اي طلبات لحكومة العدو الصهيوني للسلاح حتى تصل القوات المصرية للأوضاع المتفق عليها ثم السماح بعد ذلك باعطاءهم قطع السلاح عن طريق الجسر الجوي في الوقت الذي يقوم فيه السادات باصدار أوامر لاحدى الفرق بالهجوم للامام بعد وقف القوات عدة أيام بحيث تقوم تلك الفرقة بالهجوم وهي مكشوفة ويتم تدميرها فينفتح الطريق أمام قوات العدو للعبور إلى الشرق ومحاصرة الجيش الثالث ثم تتدخل امريكا لوقف اطلاق النار ويفرح المصريون بالعبور الاولي ويتنفس الصهاينة بعبور قواتهم الى الضفة الشرقية ومحاصرة الجيش الثالث واسر 8 الاف جندي وضابط مصري ويصبح الكيان الصهيوني منتصرا ولكن بثمن باهظ فينكسر عناد امثال جولدا مائير (يتضح انها لم تكن تعلم بالاتفاق بين ديان وكيسنجر والسادات) ويقبل الصهاينة المتعنتون بالتفاوض بل واعادة سيناء مؤقتا وهي خالية من السلاح لمدة 40 سنة (وهو ما قصده المقبور مناحم بيجن حين قال جملته الغامضة بعد توقيع كامب ديفيد مع السادات : الآن ستنعم اسرائيل باربعين عاما من السلام) والهدف النهائي من كل هذا الفيلم هو اتفاق السلام مع العدو الصهيوني لتثبيت وجود كيان الاحتلال في فلسطين
في وثيقة اليوم يعترف كيسنجر صراحة أنه من خطط لحرب أكتوبر
الوثيقة التي اعرضها اليوم هي وثيقة لمحضر اجتماع WSAG وهي اختصار عبارة Washington Special Actions Group أو مجموعة العمل الخاصة في واشنطن أي مجموعة خاصة باتخاذ القرار وضمت المجموعة
هنري كيسنجر وزير الخارجية ومستشار الرئيس الامريكي للامن القومي
جيمس شليزنجر مدير المخابرات الامريكية السابق ووزير الدفاع وقتها
ويليام كليمينت نائب وزير الدفاع
الادميرال توماس مورر رئيس هيئة قيادة الاركان المشتركة
السفير كينيث روش نائب وزير الخارجية
ويليام كولبي مدير المخابرات الامريكية
والوثيقة هي تفريغ للحوار الذي دار في الجلسة بتاريخ السبت 13 أكتوبر 1973 بالبيت الأبيض
الوثيقة ممهورة بعبارة (لا مانع لدى السي آي إيه من الكشف عن الوثيقة واتاحتها) والعبارة بتاريخ أغسطس 2007
جزء من الوثيقة
ـــــــــــــــــــــــ
كان لدينا هدفان في الحرب ; أن نحتفظ بالاتصال مع الجانبين. ولهذا كانت أفضل نتيجة هي انتصار اسرائيلي ولكنه سيتحقق بثمن باهظ, بحيث نستطيع ان نصر على ان يضمنوا امنهم عبر المفاوضات لا عن طريق القوة العسكرية. والثاني, أننا حاولنا ان ننتج موقفاً يدرك فيه العرب أن الطريق الوحيد للسلام يمر عبرنا. ولكن خلال الحرب كان علينا أن نظر للاسرائيليين أن عليهم الاعتماد علينا ليكسبوا وأنهم لم يكونوا ليكسبوا لو ادرنا لهم ظهورنا.
لاحظ هنا أن كيسنجر يتحدث بلغة رسمية تفلت منها عبارات يصرح فيها بتخطيط الحرب ولكنه لا يشرح تفاصيل للمستمعين لأنه ليس بحاجة للشرح لمن يعرفون التفاصيل كوزير الدفاع الامريكي ومدير المخابرات الامريكية
أي أنه لم يكن بحاجة لأن يشرح أن ما قصده بكلمة “الاسرائيليين” هم المقبورة جولدا مائير والجناح الصهيوني المتشدد الرافض للسلام والمفاوضات (في السنة السابقة على الحرب رفضت جولدا مائير مبادرة امريكية فرد عليها جوزيف سيسيكو نائب وزير الخارجية قائلاً يا رئيسة الوزراء اذا عبر المصريون قناة السويس بخمسمائة بندقية وعلم سنعيد لهم سيناء بحل سياسي)
ارجو من السادة هواة حكايات الربابة التي يذيعها الاعلام العسكري في مصر عن مهزلة اكتوبر ان يستمتعوا بقراءة الوثيقة (في الصور الملحقة)
واعتذر ان صُدم هؤلاء من محتواها واقول لهم, ليست هذه الوثيقة فقط بل هناك غيرها, بل اكثر من ذلك, فكل المشاهد التي تشاهدونها في ذكرى ما يسمى بـ” ناسر أكذوبار العازيم” مشاهد من مناورة تمت سنة 1974 وليست مشاهد من الحرب
الحقيقة مرة كالحنظل .. اعلم هذا
ادرك جيدا شعور من استشهد والده او عمه في حرب يقرأ الآن أنها حرب متفق عليها وتمثيلية اخرجها كيسنجر ونفذها ديان والسادات
تشعر أنك صغير ضائع وسط شياطين هذا العالم
وان عالمك ينهدم على رأسك وان كل ما آمنت به منذ صغرك مجموعة من اكاذيب من عقل الاخ الاكبر الذي قد يكون مرة كيسنجر ومرة اخرى ضابط مخابرات امريكي لم تسمع باسمه
استخدموا عقولكم لتفهموا ان هناك من يريد استعبادكم بهذه الاكاذيب
*الصور : الوثيقة التي تم الافراج عنها – صورتان للسادات والمخلوع مع كيسنجر – صور للأسرى المصريين في حرب 73 المتفق عليها – صورتان لجيهان السادات وهي ترقص مع الرئيس الامريكي بحضور زوجها وصورة ورئيس الوزراء الصهيوني يقبلها على خدها أمام زوجها ديوث الحرب والاستسلام
