قطر قماشة مصارع الثيران

حديث ترامب لتميم عن تمويل قاعدة العديد الأمريكية بـ 8 مليار دولار من أموال قطر
وحديث ترامب عن صداقة تميم قبل ترشحه للانتخابات الرئاسية الأمريكية
وحديث تميم عن استثمار قطر في التعاون الأمني والعسكري مع امريكا
(بالمناسبة القاعدتان الأمريكيتان في قطر موجودتان منذ فترة طويلة وقطر لم تدفع هذه المبالغ لانها محاصرة وكل هذا الهذيان الذي تبيعه نخب أنصاف المتعلمين لجمهور البسطاء)
كل هذا يعني ان استيعاب قطر للاخوان المسلمين هو من اجل الاحتواء فقط
وان الولد تميم يلعب دور الهالك فيصل في الستينات مع الفارق ان دور فيصل موزع هذه المرة على تميم وأردوغان

الإخوان المسلمين كالعادة ضحية لعبة اقليمية اكبر من قدرات القيادات التي سُمح لها بالسفر خارج مصر
ولقد نجحت قطر (مقر معهد راند) في تهجين الطرح التالي للانقلاب مباشرة
وفي لعب دور (قماشة مصارع الثيران) التي يشتت بها مصارع الثيران, مجهود الثور حتى ينهكه
لقد نجحت قطر وتركيا في تحويل حركة مقاومة الانقلاب وبصورة بطيئة ومليمترية الى حركة حقوقية لا ضرر منها على الانقلاب
ولقد استفاد كل من تميم واردوغان من الـ قـ ذ ا رة الظاهرة المتعمدة لابن سلمان وابن زايد والسيسي, فكلما ازداد هؤلاء قـ ذ ا رة ازداد لمعان تميم وأردوغان واصبحا أكثر قدرة على ممارسة دورهما

لقد تعرض المصريون لعملية كيّ لارادتهم وتركيع نفسي شاركت فيها عدة أطراف وشملت عملية التركيع النفسي هذه عملية تحطيم لهياكل الإخوان المسلمين بعد أسر المؤثرين منهم والسماح لغير المؤثرين بالسفر ثم اذابة ارادتهم السياسية من ناحيتين, بالترهيب (الذي يمارسه الانقلاب) والترغيب والوسوسة (عن طريق طرح المبادرات المشبوهة والتلويح بالحلول السياسية وهو ما مارسته ببراعة قطر وتركيا)

والنهاية بعد فترة الإنهاك هي اجبار من يتصدرون المشهد على قبول أي طرح يمثل طوق نجاة لبقايا الإخوان المسلمين بعد تحطيم هياكلهم (تحدثت عن هذا في مقالي “الطرطور المحتمل” في 2015) والاستعداد لدمج الاخوان المسلمين في اي نظام علماني تالِ لنظام السيسي (والذي لا أظنه يبقى واتصور ان يزول من المشهد بنفس الطريقة التي ازال بها الغرب بينوشيه وكنت قد تحدثت عن تصوري هذا من قبل)
خصوصا بعدما قام الانقلاب باغتيال الرئيس مرسي وظن البعض ان الطريق اصبح مفتوحا امام التنازلات.

وعملية الدمج هذه يجب ان يسبقها ما يروج له عاصم عبد الماجد من فصل الدعوي عن السياسي وهو نموذج الغنوشي المرضي عنه والذي بشر به دينيس روس أحد كبار رموز لوبي إسرائيل في الولايات المتحدة في مقال له في الفورين بوليسي تحدثت عنه في 2014
وغطاء عملية الدمج هذه هو مبادرة ما مع العلمانيين
أو ما تلح عليه الجماعة العلمانية المعروفة باسم الجماعة الإسلامية وبعض الخونة من امثال يوسف ندا وإبراهيم منير, تحت اسم “الاصطفاف”

#آيات_عرابي