قيس بن الملوح ( سعيد) للمرة الثانية يصرح برغبته بإعادة العلاقات مع المجرم بشار جزار سوريا)

قيس بن سعيد يتحدث من جديد عن المجرم بشار و يدافع عن وحدة الدولة السورية كما يسميها 

اي انه يقف مع بشار و يعد بإعادة العلاقات مع ذلك المجرم قاتل المسلمين

صراحة .. كلامه هذا يظهر وجهه الحقيقي الذي حاول الاعلام العربي و قافلة اسطنبول إخفاءه فالرجل علماني صِرف رغم كل حملة البروباغاندا الانتخابية التي استخدموا فيها إجادته للغة العربية ليقدموه على انه إسلامي 

هذا الخطاب القومي العلماني الداعم للانظمة القمعية قاتلة شعبها لا يمكن فهمه الا في سياق انه انتهج نهجًا معينًا قبيل و اثناء الانتخابات لحصد الأصوات ليقوم فيما بعد بالدور المطلوب منه و ليخفي هذا الدور تحت الخطب والشعارات الرنانة و خطوط حمراء عن القدس مثلا ليخدع الغلابة

قيس سعيد شخص علماني حتى النخاع

هو جزء من النظام التونسي العلماني البورقيبي وغير متمرد عليه بالمرة

هو (قطعة تحسينية) ان جاز التعبير

ولذلك فإن اسوأ ما يمكن ان يفعله سياسي ما هو ان يترك الناس يظنون فيه غير حقيقته
هذا في حد ذاته خداع 

قيس سعيد علماني هذه حقيقته

لكن لماذا ترك الناس يظنون انه مسلم محافظ ؟ 

قيس سعيد يستخدم خطابا يحتوي على مفردات تدغدغ مشاعر الناس
و تضعه في خانة العلماني المتصالح مع الدين وهذا خطير جدا رغم وصف اعلام اسطنبول له بأنه إسلامي

نفس فكرة السادات في مصر 

الرجل أيضا بورقيبي بشدة وظهر ذلك عدة مرات في كلامه ودفاعه عن بورقيبة
وهو يخلط هذا الإخلاص لأفكار بورقيبة بمفردات عن الدين يخترق بها صفوف المحافظين 

هذه البراعة في مزج النقيضين
وهذه الهالة الاعلامية التي سارعت أجهزة الإعلام لاحاطتها به كلها أمور جعلتني أشعر بالريبة و كتبت عنه وقتها 

انا اكره بشدة ان يظهر اي شخص على غير حقيقته 

فليقل من البداية انه علماني .. 

طبعا فكرة ان يترك الناس يظنون انه إسلامي وليس علماني هي فكرة خطيرة جدا و توضح بأن الرجل اخطر بكثير من الهالة التي حاول الإعلام احاطته بها 

على الرغم من أنك لو بحثت في تاريخ و كلام الرجل ستعرف حقيقته

للرجل تصريح سيصدمك ان لم تكن سمعته من قبل قال فيه : ان المثليين يتلقون اموالا من الغرب لنشر المثلية في تونس وان المثلية هذه أمر شخصي ولا يجب اخذها الى الحيز العام

وللوهلة الاولى أعجب هذا التصريح, المحافظين التونسيين وأثار حفيظة جمعية المثليين التونسية التي هاجمته

لكن لو تمعنت في التصريح لوجدت الرجل يوافق على المثلية باعتبارها حرية شخصية ويقول للمثليين احتفظوا بحياتكم الشخصية ولا تجعلوا منها شأنا عاما

و له رأي آخر في مسألة مساواة الرجل بالمرأة في الإرث فقال ان الاسلام كان واضحا في هذا بتحديده لطبيعة مسؤولية الزوج !! 

(وهذا رد مراوغ جدا .. فنحن نعرف حكم الاسلام .. فأين رأيه هو من حكم الاسلام ؟ هل يؤمن به؟ السبسي كان يعرف حكم الإسلام في الأمر, والرجل هنا لم يقل رأيه الصريح هل هو مع أم ضده ولم يزد عن ان قرر حكم الاسلام وهو ما يعرفه اصغر طفل. هذا ليس ردا)

هذا كلام شخص لا علاقة له بالإسلام لا من قريب ولا من بعيد شخص شديد العلمانية

لكنه في الوقت نفسه كلام خادع اذ انه يبدو براقا ويعجب البسطاء كثيرا

هذه التصريحات يمكن القول إنها رفعت شعبية قيس سعيد

مسألة أخرى هي موضوع النزاهة المالية, وانه لن ينفق على حملته الانتخابية كما روج الإعلام العربي في اسطنبول وهذا ما أعجب التونسيين, وهكذا ظهر قيس سعيد بمظهر النزيه أمام التونسيين

هذه أساليب تسويق بارعة وخبيثة أكثر من اللازم

كنت قد تحدثت وقت انتخابات تونس عن الدور الذي يلعبه الإعلام العربي في تمرير قيس سعيد و تحدثت وقتها عن عن كتاب (التلاعب في التصويت) عن طريق التصويت الإلكتروني في أمريكا الذي يوضح حقيقية لعبة الديموقراطية و أسطورة ان الشعوب تختار من يحكمها

حتى الانتخابات هنا في أمريكا تتعرض للتلاعب وتوجيه النتائج مسبقا فما بالكم بدول العالم الثالث التي تحكمها أجهزة المخابرات الغربية التي تعين الحكام

و للاسف هذه الاساليب التسويقية الخبيثة التي لا يفطن إليها البسطاء يكون لها تأثير كبير في خدعة الانتخابات على الرغم المسألة في النهاية دائما ما يحسبها التلاعب والنتائج محددة مسبقا

(المخابرات الأمريكية استطاعت انجاح مرشحها في الانتخابات الايطالية باساليب في منتهى البساطة سنة 1948)

قيس سعيد كان هو حل المعادلة المرتبكة في تونس

فمن خططوا لهذه النتائج أرادوا ان يفوز إسلاميو تونس بنسبة ضئيلة جدا وهم في هذا يستجيبون لصدى الشارع الذي يعزف عن النهضة والغنوشي

وفي الوقت ذاته هناك فترة راحة لابد ان يمر بها الشارع التونسي بعد نظام السبسي المنتمي لحقبة بن علي والذي دعمته الامارات

فكانت الإجابة في شخص له خطاب محافظ (يمكنه ان يلفت انتباه أنظار مغفلي الجماعات الاسلامية) وفي الوقت نفسه علماني بورقيبي منتمي للأسس العلمانية التونسية ولا يخرج عنها

و اتضحت الصورة الآن ان قيس سعيد ماهو الا قنطرة بين النظام العلماني المشبع بفكرة الدولة ومؤسسات الدولة والإسلاميين حيث إلمامه بالمفردات التي يستخدمها الإسلاميين ( حسب وصف غثاء السيل) .

#آيات_عرابي