منظومة العسكري الغلبان

الاعتقاد الشعبي ان هذا عسكري غلبان غير مسؤول عن تصرفاته
وأنه معذور لأنه يتلقى أوامر
فالعسكري الذي كان يقتاد الشهيد سيد قطب إلى حبل المشنقة معذور !!
انه غلبان .. تلقى أوامر والأوامر لا سبيل لعصيانها !
دعك ممن ينفذون أوامر القتل
دعك ممن كانوا يعلنون بفخر أن (الشارع كله دم) بعد مجزرة الحرس الجمهوري
ودعك من العساكر الذين كانوا يحملون المصاحف بعد مجزرة #رابعة وينظرون بها للكاميرا بطريقة تنم عن الخطورة
بل انظر إلى من تظنهم لم يتورطوا في سفك دماء
انظر إلى العساكر الغلابة الذين كانوا يجوبون مسجد رابعة المحترق بعد حرقه
ألم يشعر أي منهم أنه شارك في كارثة ؟
ألم تتقلص أمعاء أحدهم وهو يجول بحذائه في بيت الله المحترق رعبا مما شارك فيه ؟
انظر إلى من كانوا يحاصرون مسجد رمسيس !
ان من يصفون العساكر بأنهم غلابة
سيكون عليهم أن يصفوا الضباط الذين اعطوهم الأوامر بأنهم (ضباط غلابة) تلقوا أوامر ممن هم أعلى منهم رتبة
ثم سيكون عليهم أن يصفوا من هم أعلى رتبة بأنهم ضباط كبار غلابة لأنهم تلقوا أوامر من لواءات أعلى منهم رتبة
ثم سيكون عليهم أن يصنفوا اللواءات الأعلى رتبة على أنهم لواءات غلابة لأنهم تلقوا الأوامر من جنرال أعلى منهم رتبة
وهكذا ستستمر التبريرات حتى تصل إلى (عضو المجلس العسكري الغلبان) يتلقى أوامر من رئيس أركان غلبان يتلقى أوامر من وزير دفاع غلبان
حتى السيسي نفسه يمكن أن يكون غلباناً وفق هذه التفسيرات لأنه يتلقى أوامر من أسياده
وهكذا وجدت العقلية الهروبية المفعمة بالتفسيرات الإرجائية حلاً يخلصها من كل شيىء
حلاً يبرر لها الحاق ابنائها بالجيش والشرطة
وهو تبرير شعبي غذته بطبيعة الحال فتاوى ارجائية من علماء سلطان موظفين لخدمة المنظومة العسكرية
المشكلة هي ان هذه التبرير تسرب في بداية الانقلاب لصفوف مناهضي الانقلاب عبر نخب جـ اهـ لة
وهؤلاء يريدون أن يهربوا من المشكلة ويريدون أن يغطوا في نومهم
فهم يحاولون تخدير ذاتهم بأن المشكلة في القيادات (مع انه من الممكن الرد عليهم أن القيادات غلبانة هي الأخرى لأنها تتلقى أوامر)
فعند هؤلاء تنحصر المشكلة في (قيادات) وعند بعضهم تنحصر المشكلة في (السيسي) نفسه وستجد عدداً من هؤلاء يستخدم مصطلحات مثل (قوات السيسي) او أي الفاظ منسوبة للسيسي بحيث يوحي لك ان المشكلة في السيسي وأنه هو وحده من يعكر صفو كل شيىء بحيث انه اذا زال سيعود كل شيىء الى سابق عهده
وهؤلاء يتجاهلون تماماً قصة فرعون في القرآن الكريم
فحين تقرأ قصة فرعون ستجد ان فرعون (فَأَرْسَلَ فِرْعَوْنُ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ ) أي أنه كان لديهم نظام يشبه التجنيد الإجباري وهو ما يعني وفقاً لنفس منطق (شلة العسكري الغلبان) ان جنود فرعون ابرياء تماما وانهم ينفذون الاوامر وان المشكلة في فرعون وهامان فقط !
(طبعا من الطريف أن تتصور هؤلاء الـ حـ مـ قى في عهد فرعون وتتصور ما كان من الممكن ان يصدر عنهم من تبريرات لجرائم فرعون وهامان وجنودهما)
بالطبع نهاية القصة معروفة للجميع وهي أن الله عز وجل أغرق فرعون وهامان وجنودهما ولم يترك منهم أحداً وان فرعون وجيشه يعرضون على النار غدواً وعشياً وأنهم سيدخلون يوم القيام أشد العذاب
فتصور الآن بينما كان مندوبو فرعون (الحاشرون) يحشرون الجنود للحاق بجيش فرعون
تصور لو قاومهم بعضهم ورفض التجنيد الاجباري فقتلوه مثلاً
بل تصور من فروا من عملية التجنيد الاجباري والجميع يحذرونهم من مغبة الفرار من التجنيد وأنهم لن يجدوا عملاً وان قوات فرعون ستطاردهم, ثم يصلهم خبر غرق جيش فرعون بأكمله وأنه لم ينج منه أحد

#آيات_عرابي