مرض التصلب المتعدد هو مرض مناعي يهاجم الجهاز العصبي.
وللمرض اسماء عديدة باللغة العربية واسم معقد يوحي بالشر باللغة الانجليزية, في هذا المرض يهاجم الجهاز المناعي المكلف أساساً بحماية الجسد, الجهاز العصبي مما يؤدي إلى حدوث حالة من الشلل التام في الجسد كله.
وهو أمر شبيه بما حدث في مصر بعد الإنقلاب, بل لم يكن هناك جهاز مناعي من الأساس, هم فقط أوهمونا بوجود جهاز مناعي, منحوه بعض الدعاية, وأوهمونا أن تلك الميليشيات المسلحة, جيش وطني!
واحاطوا تلك الميليشيات بستار من الأساطير منحته لدى البسطاء هالة من القدسية ثم طعموها بأوهام وهذيان مخابراتي إعلامي تم إخراجه بشكل ناسب عصرهم, فنشأنا ونحن نعتقد أن هناك دولة وأن لهذه الدولة حدوداً وأن تلك الميليشيات تحمي الحدود !
كانت الحقيقة حاضرة في مذكرات الأميرالاي سيد طه أحد ضباط حرب فلسطين (التي كانت هي الأخرى فيلماً محكماً جيد الإخراج لتثبيت وجود الكيان الصهيوني).
تحدث سيد طه عن لقاءات المقبور عبد الناصر بيروحام كوهين وإقامته اسبوعاً في فلسطين المحتلة بعد هزيمة 1948.
لا شك أن سليمان خاطر مثلا قد أدرك الحقيقة قبل استشهاده بلحظات.
لا ريب أنه أدرك أن قاتليه الصهاينة قد مروا عبر سلسلة طويلة من الخونة.
المخلوع, كنز اسرائيل الاستراتيجي أعطى الضوء الأخضر.
المخابرات علمت بموعد الإغتيال ورتبت رواية تنشرها الصحف, ربما املتها عليهم المخابرات الصهيونية.
مأمور السجن علم بموعد قدوم وفد القتلة.
ولا بد أن وزير الداخلية وقتها علم بهويتهم.
شبكة كاملة من الخونة كان لابد لها أن تعلم.
لا ريب أنه كان مثلنا مخدوعا بمشاهد مسخرة أكتوبر وكان يعتبرها نصراً.
لا ريب أنه لم يعلم أنها كانت حربا مبرمجة النتائج وأن السادات زج بآلاف من شباب مصر ليقتلوا في حرب صنعها كيسنجر في منتجع بالسويد.
ترى ما حجم الألم التي كان سيعلو ذلك الوجه الوسيم النبيل إن علم أن كيسنجر خطط لتلك الحرب قبلها بخمسة أشهر وأن كيسنجر خطط مع رؤساء شركات النفط الكبرى لحظر البترول عن مواطنيه حتى يتسنى لتلك الشركات أن ترفع سعر البترول ليمكنها ترويج البترول
عالي التكلفة المكتشف حديثاً وقتها في خليجي الاسكا والمسكيك؟
ما حجم الضياع الذي كان سيشعر به إن ادرك أن تلك الحرب كانت لرفع سعر البترول وإعادة تدوير البترودولار, ولإقامة سلام مع الكيان الصهيوني يدفع أمثاله من النبلاء ثمنه من دماءهم؟
ما هو قدر الاشمئزاز الذي كان سيرتسم على ملامحه المصرية الجميلة إن شاهد وجه جندي فرعون القبيح يضرب مسلماً ويسبه بعد أن قيده داخل مدرعة؟
هل أدرك سليمان أنه عندما فتح النار على الصهاينة تنفيذاً لما ظنه واجب “الجيش” سيجبر صبية الموساد في مصر على الغاء قبول المتعلمين في الأمن المركزي واقتصار القبول على الجهلة الذين مروا بسلسلة من غسيل المخ في مختبرات لميس وأخواتها قبل أن يغسل مخهم من يرتدي زي الأزهر, فيقنعهم بأن إجرامهم وسفكهم للدماء وحصارهم لغزة خدمة للدين والوطن؟
لا ريب أنه كان سيشعر بالحسرة إن ادرك لحظة 30 يونيو المشؤومة وشاهد قطعاناً من خدم بني صهيون يعتلون صفحات الجرائد وشاشات القنوات ليسبوا رئيس مصر المنتخب بعد أن انقلبوا عليه.
لا شك أن حسرته كانت ستنقلب ذهولاً من (بجاحة) عصابة الانقلاب التي افرجت عن جاسوس قديم ليستقبله نتن ياهو.
ولا شك أنه كان سيرفع حاجبيه دهشة وتتحول ابتسامته الحزينة ضحكات سخرية عالية, إن سمع تفسيرات إعلام العسكر عما اسموه بـ (بمبادلة الأسرى) !
المؤكد أنه كان سيدرك وقتها أن الأمريكيين كانوا أكثر رحمة باليابان حين قصفوها بقنبلتين ذريتين, و ادخروا قنبلة الجهلة والخيانة العسكرية لمصر وشقيقاتها.
والمؤكد أنه كان سيفهم أن الأمريكيين كانوا أكثر شفقة من الصهاينة الذين قرروا قصف مصر بقنبلة مياه صرف عسكرية حملت عصارة خيانات وجهل العسكر, في انقلاب 3 يوليو.
كان سيدرك أن دور العسكر هو محو الدين والعقل والنبل وتقديم الحماية للجواسيس.
كان سيدرك أنه إن لم يسقط هؤلاء العسكر, فلن يأمن شريف على نفسه ولن يرتع فيها إلا الجواسيس.